الدراجات النارية في أفريقيا تواجه تهديدًا من كهربة القطاع (تقرير)
محمد عبد السند
- تحوي أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية نحو 570 مليون دراجة نارية ومركبات ثلاثية العجلات.
- تشهد الدراجات النارية والمركبات ثلاثية العجلات في أفريقيا نموًا مضطردًا.
- السياسات التحفيزية مهمة للتحول إلى الدراجات الكهربائية في أفريقيا.
- لدى تنزانيا قرابة 1.2 مليون دراجة نارية ومركبة ثلاثية العجلات.
- كانت أفريقيا لديها 27 مليون مركبة ثلاثية العجلات ودراجة نارية بدءًا من عام 2020.
تقف سوق الدراجات النارية في أفريقيا عند مفترق طرق نتيجة تسارع وتيرة خُطط التحول إلى البدائل الكهربائية النظيفة لتلك المركبات بفضل جدواها الاقتصادية وآثارها البيئية الإيجابية.
وتُعَد أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية موطنًا لقرابة 570 مليون دراجة نارية ومركبات ثلاثية العجلات، يعمل السواد الأعظم منها بالبنزين الملوث للبيئة.
وسيُشعِل النمو المُطَّرد في استعمال المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية في أفريقيا، زخمًا في أهمية التحول إلى كهربة القطاع بهدف تقليص انبعاثاته الكربونية؛ بما يُسهِم في تحقيق الحياد الكربوني.
وهنا تتضح أهمية استحداث السياسات التحفيزية الداعمة والأُطر التنظيمية الفاعلة في تسريع هذا التحول، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
دعم التحول
يستهدف برنامج الأمم المتحدة للبيئة اليونيب (UNEP) تسريع وتيرة التحول من استعمال المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية في أفريقيا، إلى بدائلها الكهربائية منخفضة -أو حتى عديمة- الانبعاثات.
ويَلقَى هدف "اليونيب" دعمًا من رغبة أعدادٍ كبيرةٍ من قائدي النُسخْ العاملة بالوقود الأحفوري من تلك المركبات في التحول إلى البدائل النظيفة، وهو ما يراه الخبراء ضروريًا لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة، المُسبب الرئيس لظاهرة تغير المناخ، وفق ما أورده موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
وقال رئيس وحدة النقل المستدام في "اليونيب" روب دي يونغ إن: "التحول من محركات الاحتراق الداخلي إلى تلك العاملة بالكهرباء ليس توجهًا فحسب، بل هو عامل ضروري لتحقيق الحياد الكربوني".
أنظمة النقل في أفريقيا
تبرُز المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية النمط السائد في أنظمة النقل بالعديد من البلدان الأفريقية؛ إذ تعمل لنقل الأشخاص وكذلك توصيل السلع إلى المنازل.
وفي مالي وبوركينا فاسو، على سبيل المثال، تستأثر المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية بـ80% من منظومة النقل.
وتنتشر المركبات المذكورة في المناطق الحضرية بوصفها وسيلة للتغلب على الازدحام المروري، كما تُستعمَل على نطاق واسع في المناطق الريفية بصفتها وسائل نقل رئيسةً.
وتستهلك المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية بين 15% و20% من الوقود السائل المُستعمَل في النقل بالبلدان الواقعة خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ومن الممكن أن تُسهِم كهربة تلك المركبات في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى بما يتراوح بين 500 و600 ميغاطن سنويًا.
(الميغاطن = مليون طن)
ويعادِل هذا الرقم القضاء على انبعاثات يتراوح بين 170 مليونًا و200 مليون سيارة بنزين؛ أي قرابة 4 أضعاف عدد السيارات التي تسير على الطرق في ألمانيا خلال العام الحالي (2024).
تنزانيا نموذج تحول
يعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في العديد من الدول الأفريقية على قيادة التحول إلى المركبات الكهربائية عبر برنامج التنقل الكهربائي العالمي الذي كان قد أطلقه في عام 2022 في أكثر من 50 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.
وإلى جانب مواجهة تغير المناخ من الممكن أن يخلق هذا التحول فرصًا اقتصاديةً جديدةً، وفق ما ورد في تقرير حديث صادر عن "اليونيب"، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولدى تنزانيا، على سبيل المثال، قرابة 1.2 مليون دراجة نارية ومركبة ثلاثية العجلات تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
واقتحمت 10 شركات -على الأقل- سوق النقل الكهربائي في تنزانيا؛ آملةً باستثمار فرص غير مستغلة، في مقدمتها بولت (Bolt) وواتو (Watu) وتي آر آي (TRI) التي أطلقت مؤخرًا برنامجًا تجريبيًا لنشر 25 مركبة ثلاثية العجلات كهربائية في البلاد.
وتستهدف "تي آر آي"، التي كانت قد بدأت العمل في تنزانيا عام 2020، نشر 500 مركبة كهربائية في شوارع العاصمة دار السلام بحلول نهاية العام الحالي (2024)، بزيادة 5 أضعاف عن العدد الحالي.
وبحلول عام 2025 ترغب الشركة في بناء مصنع لإنتاج المركبات ثلاثية العجلات الكهربائية في دار السلام وتوسيع عملياتها في أسواق جديدة؛ مستهدفةً الاستفادة من الجدوى الاقتصادية الكبيرة لهذا التحول؛ إذ إن لترًا من البنزين يكفي للسير مسافة قرابة 20 كيلومترًا، يتكلف نحو 1.20 دولارًا أميركيًا، مقابل 0.20 دولارًا بالنسبة لمركبة ثلاثية العجلات كهربائية تقطع المسافة نفسها.
وفي هذا الصدد قال المدير المسؤول عن الإيرادات في شركة "تي آر إي" كريس تبيندا، إن "الاستجابة من قِبل السائقين كانت إيجابية للغاية، وهم متحمسون لتوفير الأموال".
فوائد بيئية
بخلاف المركبات ثلاثية العجلات العاملة بالوقود التقليدي التي ينبعث عنها قرابة 3 أطنان من غازات الدفيئة لكل مركبة سنويًا؛ فإن النسخة الكهربائية من تلك المركبات يمكن أن تصبح عديمة الانبعاثات حال عملها بالكهرباء المتجددة.
وكغيرها من البلدان الواقعة في شرق أفريقيا تُنتِجْ تنزانيا معظم الكهرباء المولدة لديها من المصادر النظيفة، وتعمل الحكومة، منذ عام 2019، مع برنامج التنقل الكهربائي العالمي التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، عبر شركة سوليوشنز بلاس (SolutionsPlus) لحلول النقل الكهربائي التي تساعد الشركات الناشئة وشركات النقل الكهربائي، مثل "تي آر آي".
وتهدف تلك الجهود الممولة من الاتحاد الأوروبي إلى نشر المركبات ثلاثية العجلات والدراجات الكهربائية عبر تقديم المشورات المتعلقة بالسياسات ذات الصلة وإتاحة قنوات التمويل، من بين مساعدات أخرى عديدة.
تحول أوسع
تُعَد التغيرات الحاصلة في تنزانيا جزءًا مما يأمل الخبراء في أن يكون تحولًا واسعًا بقطاع الدراجات النارية في أفريقيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبدءًا من عام 2020 لامس عدد المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية في أفريقيا 27 مليونًا، بحسب تقرير أعده برنامج "اليونيب"، نُشر في أواسط يناير/كانون الثاني (2024).
ومن الممكن أن تؤدي كهربة 70% من المركبات ثلاثية العجلات والدراجات النارية في أفريقيا بحلول عام 2040، إلى إزالة 95 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- سوق الدراجات النارية الكهربائية من "سبيرو" تتوسع في 3 دول أفريقية (صور)
- الدراجات الكهربائية في أفريقيا.. إمكانات واعدة وتحديات تبحث عن حلول
- تكلفة الدراجات الكهربائية قد ترتفع 15% مع وقف الدعم في تاميل نادو الهندية
اقرأ أيضًا..
- ألمانيا تسعى لاستيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب.. ومحطة تجريبية قريبًا
- حرائق الغابات.. 3 بلدان عربية ضمن قائمة الدول المهددة في 2024 (صور وفيديو)