تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

التحول الأخضر في أفريقيا.. معضلة قد تحلها 4 توصيات (دراسة)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ما يزال قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا مقيدًا بالعديد من التحديات
  • هناك 626 مليون شخص في أفريقيا عاجزين عن الوصول إلى الحدّ الأدنى من الكهرباء
  • تُعدّ الطاقة الكهرومائية المصدر المتجددة الرئيس لتوليد الكهرباء في أفريقيا
  • من المرجح أن توفر الحلول الهجينة كهرباء موثوقة لعدد متزايد من السكان في مناخ يتغير بوتيرة سريعة
  • يُعدّ سد النهضة الذي يُبنى -الآن- في إثيوبيا مثالًا بارزًا حديثًا على الحاجة إلى التعاون وإدارة الأنهار عبر الحدود

ما يزال التحول الأخضر في أفريقيا يواجه عددًا من التحديات التي تحول دون استغلال إمكانات القارة الهائلة ومواردها الطبيعية الضخمة وظروف الطقس الملائمة لاحتلال مكانة رائدة على الخريطة العالمية لهذا المسار النظيف.

ورغم تسارع وتيرة المشروعات المتجددة في أفريقيا، تظل القارة متخلفة عن ركب آسيا وأوروبا، بل وحتى الأميركتين، في توليد الكهرباء المستدامة من التقنيات النظيفة، اتّساقًا مع الأهداف المناخية وتحقيق أمن الطاقة.

وما يزال هناك 626 مليون شخص في أفريقيا ( 46% من إجمالي التعداد السكان في القارة) عاجزين عن الوصول إلى الحدّ الأدنى من الكهرباء، مع توقعات بتضاعف عدد السكان تقريبًا بحلول أواسط القرن الحالي 2050 (2.5 مليار نسمة)، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشروعات كافية.. ولكن

خلصت نتائج تحليل بحثي أجراه متخصصون من رواندا وألمانيا إلى أن هناك بعض الدول الأفريقية، أمثال نيجيريا وزيمبابوي، لديها عدد كافٍ من المشروعات قيد التنفيذ تساعدها في التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، وفق ما نشرته دورية نيتشر ريفيوز إيرث آند إنفيرونمنت (Nature Reviews Earth & Environment).

وأظهرت الدراسة أن 76% من الكهرباء التي تحتاج إليها دول القارة من الممكن أن تأتي من مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد المقبل (2040)، شريطة أن تُستغَل سعة الطاقة الكهرومائية ومحطات الشمس والرياح كاملةً، وإذا بُنيت-كذلك- كل محطات الطاقة المتجددة.

ومن بين 76% من الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة في أفريقيا، ستستحوذ الطاقة الكهرومائية على ما نسبته 82%، مقابل 11% لطاقة الشمس و 7% لطاقة الرياح.

حلول هجينة

تؤدي الطاقة الكهرومائية المصدر المتجدد الرئيس -حاليًا- لتوليد الكهرباء في القارة، غير أن تراجع تكاليف الطاقة الشمسية (تشهد انخفاضًا بنسبة 90% منذ عام 2009)، وتوربينات الرياح (تشهد انخفاضًا بما يتراوح بين 55% و 60% منذ عام 2010)، يعني أن هذين المصدرين لديهما القدرة على قيادة خيارات التحول الأخضر في أفريقيا.

ومن ثم، فإن دمج مزايا الطاقة الكهرومائية مع طاقة الشمس والرياح سيتيح بديلًا مستدامًا للطاقة الكهرومائية وحدها، وستمثّل تلك الحلول الهجينة خيارًا مثاليًا لتوليد الكهرباء في القارة السمراء.

لكنّ أيًا من هذا لا يمكن أن يحدث ما لم تكن الدول مستعدة للدخول في اتفاقيات وطنية لمشاركة الكهرباء، إلى جانب إتاحة بيانات محددة عن المواقع؛ ما يُعدّ مهمًا لتطوير مزيج طاقة متجددة مستدام ومتكامل، بما يُسهم في إنجاز أهداف التحول الأخضر في أفريقيا.

مشروع طاقة رياح برية في المغرب
مشروع طاقة رياح برية في المغرب - الصورة من projects monitor

قراءة في البيانات

جمعت الدراسة سجلات متاحة عن 1.074 محطة في قطاعات الطاقة الكهرومائية والشمس والرياح، واشتملت تلك القائمة على محطات قائمة بالفعل، وأخرى ما تزال قيد التخطيط في كل الدول الأفريقية.

ثم أُدرجت تلك البيانات المتكاملة في قاعدة بيانات مُنسّقة، فيما يُعدّ أول ملف شامل لمحطات الطاقة المتجددة في أفريقيا، يشمل إحداثياتها الجغرافية، وموقف البناء والسعة (بالميغاواط).

وتُظهر قواعد البيانات أن بعض الدول لديها مشروعات قيد التنفيذ تكفي لفطم نفسها عن الوقود الأحفوري، فعلى سبيل المثال، تُستعمَل الطاقة الكهرومائية من قبل سوازيلاند وأنغولا وجيبوتي وغامبيا والكاميرون وتنزانيا وليسوتو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء النظيفة.

في المقابل، تتخلف دول أخرى، مثل مصر وجمهورية جنوب أفريقيا والجزائر وليبيا والرأس الأخضر والمغرب وتونس، عن ركب مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا؛ إذ ما تزال تلك الدول تعول -أساسًا- على مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة الكهرومائية

من الممكن أن تتضاعف سعة الطاقة الكهرومائية إلى 132 غيغاواط، إذا بُنِيَت المحطات التي أجريت لها دراسات جدوى.

وتلامس السعة المُركبة للسدّ العالي في أسوان 2.1 غيغاواط، ويعوّل عليه بتوليد معظم الكهرباء في مصر، لذا فإن سعة 132 غيغاواط ستكون كافية لتوفير الكهرباء بالنسبة للعديد من البلدان الأفريقية.

ومع ذلك، فإنه من المرجح أن توفر الحلول الهجينة كهرباء موثوقة لعدد متزايد من السكان في مناخ يتغير بوتيرة سريعة.

وتشهد تكلفة طاقة الشمس والرياح انخفاضًا ملحوظًا، بينما أظهر تحليل حديث أن الطاقة الكهرومائية ستكون مُربحة بعد عام 2030.

وإذا لم تُثبت الطاقة الكهرومائية نفسها خيارًا مفضلاً في ظل سيناريوهات تغير المناخ في المستقبل، فسيكون لطاقة الشمس والرياح اليد العليا في مسار التحول الأخضر في أفريقيا.

وتبرز محطات الطاقة الهجينة التي تولّد مزيجًا من الكهرباء المتجددة خيارًا آخر، من بين ذلك تركيب الألواح الشمسية العائمة على الخزانات الموجودة.

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي - الصورة من egyptwatch.net

4 توصيات

لتلبية أهداف التحول الأخضر في أفريقيا تسرد الدراسة قائمة من 4 توصيات تراها فاعلة في تسريع وتيرة إنجاز هذا الهدف الطموح، وهي:

1- ترسيخ فكرة مشاركة الكهرباء بين الدول الأفريقية؛ إذ يُعدّ هذا هو الطريق الوحيد لضمان إمدادات كهرباء متجددة وموثوقة لكل البلدان

2-يتعين على القادة الأفارقة -أيضًا- التحول بعيدًا عن التنمية التي لها دوافع اقتصادية، ودمج المصالح المختلفة للأشخاص المشاركين أو المتأثرين، مثل السكان المحليين، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.

ولطالما تسبَّب التوسع باستعمال الأراضي لمحطات الطاقة المتجددة في نزاعات مع المزارعين والمتنزهات الوطنية والصناعات.

3- يتعين على الحكومات أن تتبادل الخبرات عبر الحدود لتلاشي أخطاء مثل بناء السدود على نهر النيل لتوليد الطاقة الكهرومائية؛ فعلى سبيل المثال، يعرقل السد العالي في أسوان نقل الرواسب إلى دلتا النيل؛ ما يهدد الأراضي الرطبة شديدة التنوع البيولوجي ويؤدي إلى تآكل الشواطئ؛ ما يعرّض البشر للخطر.

4-يتعين مشاركة جميع البيانات وإتاحتها بشكل مفتوح في جميع أنحاء العالم؛ إذ تحتاج البلدان إلى تبادل البيانات عالية الجودة، بما في ذلك البيانات المتعلقة بمحطات الطاقة لديها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق