تسعى السعودية إلى مواكبة تحول الطاقة من خلال التوسع في إنتاج المعادن المستعملة بتقنيات الطاقة النظيفة، وفي مقدّمتها الليثيوم، الذي يعدّ العنصر الرئيس في بطاريات تخزين الكهرباء، وكذلك بطاريات السيارات الكهربائية.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط شركة ألمار لحلول المياه -وهي شركة تطوير البنية التحتية للمياه وجزء من شركة عبداللطيف جميل للطاقة- للدخول بشراكة مع شركة كوديلكو (المدعومة من الدولة في تشيلي) في مشروع تعدين الليثيوم في ماريكونغا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة كارلوس كوزين، إن الشركة التي يقع مقرّها في إسبانيا، وتركّز على حلول معالجة المياه لإنتاج الطاقة المتجددة، تهدف إلى الاستفادة من تكنولوجيتها لاستخراج الليثيوم المستعمل في البطاريات.
ويُستعمل الليثيوم في المقام الأول بصناعة البطاريات، ويُستخرج عبر عمليتين: تعدين الصخور الحاملة للمعادن -التي تمثّل نحو 57% من الإمدادات العالمية في عام 2023-، والتقطير من المياه المالحة، التي تمثّل الجزء المتبقي.
خطط الشركة السعودية
قال كوزين: "لدينا 3 أشياء: القدرة المالية، والوجود المحلي، والقدرة على الوصول إلى التكنولوجيا"، مؤكدًا أن شركته ليست مهتمة ببيع الليثيوم.
وتعدّ تشيلي ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم، ومنتجًا مهيمنًا للنحاس.
وقد عيّنت شركة كوديلكو بنك روتشيلد الاستثماري للبحث عن شريك لمشروعها في ماريكونفا في إطار محاولات الولاية لبناء صناعة الليثيوم، إذ من المتوقع اختيار الشريك العام المقبل.
وقال كوزين، إن شركة ألمار السعودية ستكون قادرة على جلب شريك مالي قوي آخر إذا ضُمَّت إلى اتحاد لتطوير منطقة الملح ماريكونغا.
وأضاف: "يمكن استعمال التكنولوجيا الخاصة بشركة ألمانا في فصل المعادن في قطاع الإلكترونيات الدقيقة واستخراج الليثيوم المباشر وإعادة تدوير البطاريات".
الليثيوم في تشيلي
يعدّ الليثيوم أحد المعادن الأكثر وفرة على الأرض بسبب وجوده في المياه المالحة، كما يوضح رئيس المواد الخام للبطاريات في شركة سي آر يو (CRU) لتحليل المعادن والتعدين، مارتن جاكسون.
وتعدّ إمدادات المياه تحديًا كبيرًا لصناعة الليثيوم، عقب استمرار الجفاف في الدولة الواقعة بمنطقة الأنديز.
ويتطلب تعدين الليثيوم كمية كبيرة من المياه، نحو 400 ألف غالون لكل طن من الليثيوم، وتعدّ صحراء تشيلي الأكثر جفافًا في العالم، مما يعني أن مياه التعدين يجب أن تأتي من الأرض.
من المقرر أن يزور وزير التعدين السعودي بندر الخريف تشيلي الشهر المقبل، للتفاوض على صفقة لتأمين الليثيوم لدعم طموح المملكة في توسيع قطاع السيارات الكهربائية.
وسيلتقي الخريف بنظيره في سانتياغو، وبحث الاستثمارات المحتملة في صناعة الليثيوم، حسبما ذكرت رويترز.
تسيطر شركتان على صناعة الليثيوم في تشيلي، شركة إس كيو إم SQM التشيلية وشركة ألبمارلو Albemarle الأميركية، وفي عام 2023، استحوذت كل منهما على نحو 20% من الإمدادات العالمية.
ويُنظر إلى تعدين الليثيوم في تشيلي على أنه أحد المحركات الرئيسة لخطط تحول الطاقة العالمية، وتنويع مصادر إمدادات المعادن اللازمة لمشروعات الطاقة النظيفة.
مع تزايد الطلب على الليثيوم عالميًا، مدفوعًا بالسياسات العالمية لتحوّل الطاقة وكهربة قطاع النقل، تُقدِّر وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الليثيوم يجب أن يزيد بمقدار 40 ضعفًا بحلول عام 2040، لخفض انبعاثات الكربون بما يكفي لدرء آثار تغير المناخ.
موضوعات متعلقة..
- السعودية والإمارات تسعيان إلى تطوير السيارات الكهربائية وإنتاج الليثيوم محليًا (تقرير)
- أسعار الليثيوم تهبط بقوة.. هل تنجح السعودية والإمارات في إنتاجه محليًا؟
اقرأ أيضًا..
- قرار عاجل من إسرائيل قد ينهي أزمة الكهرباء في مصر
- هل النفط الكندي بديل رخيص لواردات أميركا من العراق؟ (تقرير)
- مصادر: المغرب يستورد الغاز المسال من روسيا و3 دول أخرى