التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

المحللات الكهربائية الصينية تحسم سباق الهيدروجين الأخضر لصالحها

هبة مصطفى

أثبتت المحللات الكهربائية الصينية تفوقًا على مثيلاتها في الصناعة، في امتداد لتطور بكين ومنافستها الشركات العالمية في صناعات عدّة تشمل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وتوربينات الرياح وغيرها.

وتمتاز هذه المحللات بانخفاض تكلفتها إلى حدّ "هجر" بعض الشركات الأوروبية المحللات المصنّعة محليًا في القارة، والانحياز لمحللات بكين.

ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت مخاوف تأثير انخفاض سعر المحللات الصينية في الثقة بجودتها رائجة حتى وقت قريب، لكن شركة تري إنرجي سوليوشنز TES -التي تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًا لها- حسمت أمر هذا التخوف.

وخاض الرئيس التنفيذي للشركة "ينس شميت" رحلة استغرقت 15 يومًا في مصانع وشركات صينية، وعاد منها بقناعة تضع مستقبل صناعة الهيدروجين في أوروبا على المحك.

تفوق سعري

فنّد الرئيس التنفيذي لشركة "تي إي إس"، ينس شميت، أسباب انخفاض أسعار المحللات الكهربائية الصينية، رغم احتفاظها بجودتها وكفاءتها.

وزار شميت -خلال رحلته التي انتهت قبل أيام قليلة- 7 مدن صينية بها مرافق تابعة لشركات معنية بتصنيع المحللات، منها: صن جرو (Sun Grow)، وبيريك (Peric)، ولونغي (Longi).

محلل شركة لونغي الصينية الكهربائي
محلل شركة لونغي الصينية الكهربائي - الصورة من موقع الشركة

وقال، بعد رحلته التي انتهت قبل أيام قليلة، إن شركته -على الأرجح- ستُقبل على شراء المحللات الكهربائية الصينية لانخفاض أسعارها مقارنةً بتلك المصنّعة في دول أخرى.

وأشار إلى أن المحللات الكهربائية الصينية للشركات الـ3 ستؤدي إلى خفض تكلفة الغاز الطبيعي الكهربائي أو الميثان الكهربائي، وهو غاز اصطناعي متجدد يُنتج عبر احتجاز ثاني أكسيد الكربون ومزجه بالهيدروجين الأخضر.

وكشف شميت أن تكلفة محللات بكين تعادل "ثلث" تكلفة المحللات الكهربائية الغربية، وقد ترتفع إلى ما يعادل الـ"نصف"، مع إضافة تكلفة المعدّات وعملية البناء.

ونفى الرئيس التنفيذي لشركة "تري إنرجي سوليوشنز" أن تكون التكلفة المنخفضة مرادفًا لتراجع جودة المحللات الكهربائية الصينية، إذ أوضح أنه تُحقق خلال زيارته إستراتيجية التصنيع وسبل مراقبة شركات بكين لعملية الإنتاج وسلاسل التوريد.

إقبال واسع

أضاف "ينس شميت" أن هذه المحللات تشهد طلبًا متزايدًا على نطاق واسع، سواء على الصعيد المحلي أو من الهند وأوزبكستان وغيرهما، طبقًا لتفاصيل الرحلة التي أوردها بصفحته في لينكد إن.

وأوضح أن الطلب على المحللات الكهربائية الصينية تلقّى دعمًا من التكلفة المنخفضة للعمالة، والقدرة على الإنتاج من أكثر من خط بالتوازي، مستشهدًا بتنفيذ بعض الشركات 13 طلبًا لتوريد محللات تتراوح قدرتها بين 5 و20 ميغاواط في ذات الوقت.

وأرجع شميت قدرة مُصنّعي بكين على خفض تكلفة أجهزة التحليل الكهربائي -المستعملة في إنتاج الهيدروجين الأخضر- إلى خفض النفقات المتكاملة، اعتمادًا على مكونات مصنّعة محليًا بالكامل ووحدات مسبقة التصنيع.

وربما يعود ذلك بالنفع على شركة "تري إنرجي سوليوشنز" المعنية بتطوير تطبيقات الهيدروجين الأخضر والميثان، في أوروبا (ألمانيا) وأميركا الشمالية (كندا، أميركا).

ويبدو أن زيارة المسؤول في الشركة الأوروبية إلى الصين أتت ثمارها، إذ أشاد بالقدرة التصنيعية لشركات المحللات الكهربائية وبالجودة الفنية للمحللات ذاتها.

معرض لمحللات شركة صن جرو الصينية
معرض لمحللات شركة صن جرو الصينية - الصورة من موقع الشركة

موقف الصناعة الأوروبية

مع إبداء "ينس شميت" إمكان شراء شركته المحللات الكهربائية الصينية، يبدو كأنه حسمَ سباق تطور الصناعة لصالح الدولة الآسيوية في ظل تراجع أوروبي لافت للنظر.

وقال، إن تصنيع المحللات لدى الدول الغربية خسرَ المنافسة مع الصين، في ظل جمع الأخيرة بين الكفاءة وانخفاض التكلفة، وفق ما نقله عنه موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

وجاء حكم "شميت" على الصناعة الأوروبية بعدما خاض جولة مماثلة في مصانع المحللات الكهربائية التابعة لشركة سيمنز (Siemens) وشركة أخرى ألمانية أيضًا، ولخَّص بعدها أسباب فشل الصناعة الغربية في ضعف البنية التحتية المتمثلة في خطوط أنابيب الهيدروجين.

وأشار إلى أن مشروع شبكة الهيدروجين الألمانية -الذي يضم خطوطًا ممتدة لمسافة 10 آلاف كيلومترًا- يمتد العمل به حتى عام 2037؛ ما يعطّل مطوّري الطاقة النظيفة ومشروعات الغاز الطبيعي والميثان الكهربائي الاصطناعي.

وأكد أن المطورين الغربيين استمروا لسنوات في محاولة إنتاج الهيدروجين والأمونيا محليًا، رغم عدم توافر البنية التحتية والتراجع التقني، واستدرك قائلًا، إن التحديات والسياسات التنظيمية تخنق الرغبة في التطوير المحلي، وتسهم في حسم السابق لصالح الصين.

وأعرب عن قلقه بشأن تصنيع معدّات التحليل الكهربائي لدى الاتحاد الأوروبي رغم محاولة الشركات تطوير منتجاتها، قائلًا، إنه على صنّاع القرار "الاستيقاظ" لحماية الصناعة من التباطؤ والتكلفة المرتفعة قبل فوات الأوان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق