أنبوب نقل النفط بين النيجر وبنين يتعرض للتدمير.. وتحذير من "عقاب رادع"
أسماء السعداوي
أعلن متمردون في النيجر تخريب قطاع حيوي في خط أنابيب النفط الذي يربط البلاد بجارتها بنين، ويُعد شريانًا مهمًا لاقتصاد كلا البلدين الأفريقيين.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت جبهة التحرير الوطنية في النيجر (FPL) مسؤوليتها عن الحادث الذي أصاب الخط بطول يبلغ نحو 2000 كيلومتر (1240 ميلًا).
ولأن النيجر دولة غير ساحلية، فإنها تعتمد على خط الأنابيب لتصدير إنتاجها من النفط الخام إلى ميناء سيمي كبودجي المطل على المحيط الأطلسي في بنين.
وتسبب الهجوم في تدمير خط الأنابيب، كما أدى إلى تسرب النفط الخام على مساحة تزيد على 370 مترًا (1200 قدم).
أنبوب نقل النفط بين النيجر وبنين
في رسالة تحذير إلى جنرالات الجيش، تسعى الجبهة التي تأسست في أغسطس/آب (2023) إلى إطلاق سراح رئيس البلاد المعتقل محمد بازوم بعد الانقلاب العسكري على الحكم في 26 يوليو/تموز من العام الماضي (2023).
وما زال الرئيس بازوم رهن الاعتقال في القصر الرئاسي بعاصمة النيجر نيامي، ويطالب رئيس جبهة التحرير محمد صلاح بإطلاق الرئيس المنتخب وإلا سيهاجم مرافق النفط في النيجر.
كما أكّد قادة الجيش في النيجر نبأ تخريب خط أنابيب النفط الذي ينقل الخام إلى بنين.
وذكر تقرير لقناة "تيلي ساحل" الحكومية مساء أمس الجمعة (21 يونيو/حزيران)، أن أشخاصًا يحملون نيات سيئة خرّبوا جزءًا من خط الأنابيب في منطقة تيسكر ليلة 17 يونيو/حزيران.
وبعد زيارته موقع الهجوم، قال حاكم منطقة زيندر، القائد في الجيش إيسوفو لابو، إنهم جمعوا معلومات وأدلة بشأن مرتكبي الحادث، متوعدًا بالقبض على كل من اشترك بالهجوم ومحاكمتهم عقابًا على فعلتهم الإجرامية، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية نشرته صحيفة "الغارديان" النيجيرية.
وطالب محمد صلاح شركة وابكو الصينية (WAPCO) ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، اللتين تتوليان إدارة خط الأنابيب، بوقف تمويلاتهما وإلغاء قرض بقيمة 400 مليون دولار إلى النظام العسكري القائم في النيجر حاليًا.
وقال صلاح: "وما لم يحدث ذلك فستصاب كل مرافق النفط بالشلل في العمليات القليلة المقبلة".
بالإضافة إلى خطر المتمردين، يتعرض خط الأنابيب إلى هجمات من مجموعات عنيفة أخرى، وفي 12 يونيو/حزيران الجاري (2024) قُتل جنديان في أول هجوم للمسلحين على الخط، وفق ما ذكره الجيش.
علاقات متوترة بين الجارتين
اتسمت العلاقات بين النجير وبنين بالتوتر بسبب الانقلاب العسكري قبل عام، وتفاقم الوضع خلال الأسابيع الأخيرة، كما تتهم النيجر بنين باستضافة قواعد عسكرية لتدريب الإرهابيين.
وبموجب العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" (ECOWAS) بسبب الانقلاب، أغلقت بنين حدودها مع النيجر، وهو ما عطّل انطلاق أول صادرات النيجر من النفط.
وبعد تدخّل مسؤولين من الحكومة الصينية ومؤسسة النفط الوطنية، أُطلق سراح أول صادرات النيجر من النفط في مايو/أيار المنصرم (2024)، واستقبلتها فرنسا.
وعندما أعادت بنين فتح الحدود، رفض قادة الجيش في النيجر القيام بالمثل من جانبهم.
وبفعل الاضطرابات المحلية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة بسبب إغلاق الحدود بين الجارتين، اشترط رئيس بنين باتريس تالون إعادة فتح الحدود مقابل نقل نفط النيجر إلى ميناء سيمي كبودجي في بلاده.
ومن جانبها، تتهم النيجر بنين بانتهاك اتفاقيات ثنائية عبر منع تحميل الخام في الميناء، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون بحضور مسؤولين من بنين والنيجر والصين.
وردًا على اعتقال بنين 5 نيجريين في الميناء يوم 7 يونيو/حزيران الجاري، أغلقت النيجر تدفق النفط عبر الخط.
وبدورها، قالت بنين إن النيجريين الـ5 دخلوا الميناء حاملين شعارات شركة وابكو المزيفة، وإن اثنين منهم "عميلان" للمجلس العسكري في النيجر.
موضوعات متعلقة..
- أول صادرات النيجر من النفط تذهب إلى دولة أوروبية
- أول صادرات النيجر من النفط تتأهب لغزو الأسواق قريبًا
- أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.. هل يفشل بسبب انقلاب النيجر ومشكلات التمويل؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- %53 من انبعاثات توليد الكهرباء عالميًا في 2023 تصدرها 3 دول فقط (تقرير)
- ماذا فعل وزير الطاقة السعودي لإنجاح موسم الحج؟.. جوانب لا يتحدث عنها الإعلام
- الإكوادور تعلق صادرات خام "نابو" الثقيل بإعلان حالة القوة القاهرة
- أكبر 10 حقول غاز حامض في العالم.. 7 منها بدول عربية