انخفاض معدل تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه في أميركا لأقل مستوى منذ 18 عامًا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- تنفيس الغاز الطبيعي أو حرقه وسيلتان يلجأ إليهما المطورون لـ5 أسباب.
- عملية التنفيس تتسبّب في إطلاق غاز الميثان والحرق يطلق ثاني أكسيد الكربون.
- تسرب الميثان من منشآت النفط والغاز الأميركية لا يُحتسب ضمن بيانات التنفيس والحرق.
- انخفاض معدل التنفيس والحرق للغاز الطبيعي في أميركا إلى 0.5% عام 2023.
- ولايات تكساس وداكوتا الشمالية ووايومنغ الأعلى في التنفيس والحرق أميركيًا.
- انخفاض معدلات داكوتا الشمالية تدريجيًا منذ حظرها عمليات التنفيس عام 2014.
تتعرّض عمليات تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه في الولايات المتحدة إلى انتقادات بيئية متصاعدة منذ سنوات، وسط مبادرات تستهدف خفض انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز الأميركية.
وأظهر تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- انخفاض الحجم السنوي للغاز الطبيعي المبلغ عن تنفيسه أو حرقه في الولايات المتحدة إلى 0.5% من إجمالي عمليات السحب أو الإنتاج في عام 2023.
وتشير التقديرات المستندة إلى بيانات فيدرالية وبيانات أخرى على مستوى الولايات إلى أن هذه النسبة في انخفاض معدل تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه في أميركا هي الأدنى على مدار 18 عامًا، بحسب التقرير.
ويشار إلى أن إجمالي عمليات السحب في الولايات المتحدة يُحتسب على أساس إجمالي الكميات المستخرجة أو المسحوبة من آبار النفط والغاز بما ذلك جميع سوائل الغاز الطبيعي والغازات غير الهيدروكربونية وذلك بعد إزالة النفط والمكثفات والمياه، كما يشمل الحساب الإنتاج الذي يُسَلَّم في صورة مدفوعات إتاوة والإنتاج المستعمل بصفته وقودًا في موقع الإنتاج، بحسب تعريف إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتعتمد عمليات التنفيس على إطلاق الغاز الطبيعي مباشرة إلى الغلاف الجوي في أثناء عمليات إنتاج النفط والغاز، وعادةً ما يؤدي ذلك إلى إطلاق غاز الميثان، وهو ثاني أكبر الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميًا بعد ثاني أكسيد الكربون.
بينما تتسبب عمليات حرق الغاز على الجانب الآخر في إطلاق ثاني أكسيد الكربون وغاز آخر من غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي مباشرة، إضافة إلى إطلاق بعض غاز الميثان غير المحترق.
أسباب تنفيس الغاز الطبيعي ومعدلاته
عادة ما يلجأ منتجو النفط والغاز إلى عمليات تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه، استجابةً لحالات الطوارئ، أو اختبارات السلامة، أو أعمال الصيانة، أو الإصلاحات، أو لأسباب متصلة بقيود البنية التحتية.
فعلى سبيل المثال، عندما تكون سعة خطوط الأنابيب محدودة، يقوم المشغلون بتنفيس أو حرق الغاز الطبيعي الذي لا يمكن تخزينه اقتصاديًا، وهو أمر تجيزه اللوائح المعمول بها في الولايات التي يعملون بها، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (20 يونيو/حزيران 2024).
ويمكن -أيضًا- أن يتسرّب الميثان من منشآت النفط والغاز الطبيعي، لكن التسربات لا تُسَجَّل عادةً ضمن بيانات التنفيس أو الحرق المبلغ عنها على مستوى الولايات المتحدة، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
وتختلف نسبة تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه بصورة كبيرة بين الآبار الفردية والمناطق المنتجة في الولايات المتحدة بسبب اختلاف الأطر التنظيمية وقيود البنية التحتية.
وانخفض معدل الغاز الطبيعي المنفس أو المحروق في الولايات المتحدة من 1.3% في عامي 2018 و2019، إلى ما يقدر بنحو 0.5% فقط في عام 2023، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة.
وجاء هذا الانخفاض الكبير في معدل التنفيس والحرق على الرغم من زيادة إنتاج الغاز الطبيعي خلال المدة نفسها إلى متوسط قياسي بلغ 125 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2023.
وخلال هذه المدة تراوحت حصة تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه كنسبة مئوية من إجمالي الإنتاج السنوي لكل ولاية من 0.1% أو ما يعادل أقل من 100 مليون قدم مكعبة يوميًا في عديد من الولايات إلى 19.3% أو ما يعادل 700 مليون قدم مكعبة يوميًا في ولاية داكوتا الشمالية عام 2019.
أكبر الولايات تنفيسًا وحرقًا للغاز
تُصَنف ولايات تكساس وداكوتا الشمالية ووايومنغ بوصفها أكبر الولايات الأميركية من حيث معدلات تنفيس الغاز الطبيعي وحرقه على المستوى الوطني.
وفي عام 2023، سجّلت داكوتا الشمالية ووايومنغ وكاليفورنيا إضافة إلى خليج المكسيك الأميركي أعلى معدلات تنفيس وحرق للغاز الطبيعي مقارنة بإجمالي إنتاجها من الغاز.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة إلى أن المشغلين في ولاية داكوتا الشمالية حرقوا 5.1% من إجمالي عمليات استخراج الغاز الطبيعي في الولاية خلال عام 2023، في حين لجأ المشغلون بولاية وايومنغ بتنفيس وحرق 4.4% من إجمالي الإنتاج.
وتصل الكميات المجمعة لتنفيس وحرق الغاز الطبيعي في الولايتين إلى 0.3 مليار قدم مكعبة يوميًا من إجمالي إنتاجهما من الغاز البالغ 6.5 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وتعادل كميات التنفيس والحرق في الولايتين نصف حجم الغاز الطبيعي المبلغ عن تنفسيه أو إشعاله على المستوى الوطني في الولايات المتحدة خلال عام 2023، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشهد ولاية داكوتا الشمالية معدلات عالية من التنفيس والحرق منذ عام 2006، بسبب نمو معدلات إنتاج الغاز المصاحب في حقول النفط بحوض باكن بسرعة أكبر من نمو مرافق إنتاج الغاز الطبيعي ومعالجته وسعة خطوط الأنابيب في المنطقة.
وحظرت الولاية عمليات تنفيس الغاز الطبيعي في عام 2014، كما زادت من عمليات التقاط الغاز وتخزينه على مدى العقد الماضي، مع زيادة مرافق إنتاج الغاز الطبيعي ومعالجته وتوسعة قدرة النقل في خطوط الأنابيب؛ ما أدى إلى انخفاض حصة الغاز المحروق بصورة تدريجية مقارنة بمستواه البالغ 31.6% في عام 2011.
خليج المكسيك وكاليفورنيا وتكساس
تشير بيانات متصلة إلى أن المشغلين في خليج المكسيك وكاليفورنيا قاموا بتنفيس أو حرق 1.2% من إجمالي كميات الغاز الطبيعي المنتجة في عام 2023.
وتصل الكميات المجمعة لتنفيس الغاز الطبيعي وحرقه في المنطقتين إلى 0.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يعادل 4.4% من الإجمالي في الولايات المتحدة.
بينما بلغ معدل التنفيس والحرق في ولاية تكساس قرابة 0.5% أو ما يعادل 0.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من إجمالي كميات السحب السنوي للولاية والبالغ 33.9 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2023.
وكانت نسبة الغاز الطبيعي المنفس أو المحروق في تكساس تصل إلى 2.6% أو ما يعادل 0.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2018، ما يشير إلى تحسن بالغ على مستوى بيانات الولاية.
موضوعات متعلقة..
- حرق الغاز في أميركا يخضع لقواعد جديدة تكلف الشركات 122 مليون دولار سنويًا
- انبعاثات حرق الغاز في أميركا تفرض غرامات ضخمة على شركة طاقة
- خريطة انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز عالميًا.. ما موقع الشرق الأوسط؟
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية تنخفض لأول مرة في 3 أسابيع
- استمرار قطع الكهرباء في الكويت.. و"الطاقة" تنشر جدول تخفيف الأحمال
- أكبر 10 حقول غاز حامض في العالم.. 7 منها بدول عربية
- التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال مرهون بـ"الانبعاثات".. حكم تاريخي