نفطأخبار النفطرئيسية

تسرب النفط في البحر المتوسط.. مصر بالمركز الثالث بين دول المنطقة

نشاط حركة تجارة الخام وزيادة الاكتشافات البحرية أحد الأسباب

حياة حسين

احتلت مصر المركز الثالث بين دول البحر المتوسط التي كانت مصدرًا لأكبر عدد من حوادث تسرب النفط في مياه البحر الأبيض خلال 4 سنوات، وفق تقرير حديث.

وتثير زيادة نشاط استكشافات الغاز في شرق المتوسط لدى مصر وإسرائيل من مخاوف توسع حجم التلوث النفطي في البحر الأبيض المتوسط، بالتزامن مع تأدية المنطقة دورًا محوريًا في حركة تجارة النفط الخام المنقول عبر السفن، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وكشف تقرير حديث أنه خلال 4 سنوات بين يوليو/تموز من 2020 ويناير/كانون الثاني 2024، تعرّض البحر الأبيض المتوسط إلى 757 حادث تسرب نفطي، امتدت آثارها على مساحة تبلغ 1.9 مليون هكتار.

وأصدرت مؤسسة "سكاي تروث" SkyTruth المستقلة تقريرًا بعنوان "تحليل التلوث النفطي المزمن في المتوسط.. من يوليو/تموز 2020 حتى يناير/كانون الثاني 2024"، إذ تهدف المؤسسة التي انطلقت أنشطتها عام 2000 إلى الرقابة على البيئة، وحماية كوكب الأرض.

وأشار التقرير إلى أن الفضل في تقديم تحليل التلوث الناجم عن نقل السفن للوقود الأحفوري، يرجع إلى البيانات التي جرى جمعها عبر منصة "سيرولين" Cerulean الرقمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وصور الأقمار الصناعية لمتابعة تلوث المحيطات بالنفط وأسبابه المحتملة.

تسرب النفط على ساحل مصر

وجد تقرير حديث لمؤسسة "ساي تروث" عن عدد حوادث تسرب النفط في البحر المتوسط خلال السنوات الـ4، أن أعلى عدد جاء من المنطقة الصناعية في اليونان، إذ كانت مصدرًا لنحو 182 تسربًا، تلتها إيطاليا (163)، ومصر في المرتبة الثالثة برقم 102.

وتوزع العدد الباقي من حوادث التسرب النفطي بين الدول المتبقية من خلال سفن تحمل أعلام جزر المارشال وبنما ومالطا وسنغافورة وليبيريا وتوغو.

وكشف التقرير أن 6 من السفن الملوثة للبحر المتوسط التي شهدت حوادث تسرب النفط بصورة متكررة، كانت تحمل أعلام مصر وهونغ كونغ وبنما وروسيا وجزر المارشال بالإضافة إلى ليبيريا.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"سكاي تروث"، جون آموس: "اليونان تعاني التلوث، لكنها ليست بمفردها، ويجب علاج أزمة تسرب النفط بالتعاون بين الدول وإجراءات قوية وشفافة لذلك".

وأضاف أن "حوادث تسرب النفط في البحر ليست جديدة، لكن تطور القدرة على رصدها بسبب توفر المعلومات، يصعّب الأمر على الملوثين في إخفاء هذا السلوك".

نشاط نفطي في المياه المصرية
نشاط نفطي في المياه المصرية - الصورة من أوشن كار

وتسرب النفط في البحر الأبيض المتوسط يهدد التنوع الحيوي لمياه الأرض، كونه مركزًا مهمًا للكائنات البحرية، رغم أنه يمثّل 1% من المساحة البحرية العالمية، إذ يضم 20% من أنواع تلك الكائنات، مثل الحيتان والدلافين والسلاحف ضخمة الرأس والسلاحف الخضراء وفقمة الراهب.

لذلك حذر التقرير من خطر التلوث الهائل الذي يواجهه البحر المتوسط، الذي رفع درجة حرارته بنسبة 20% عن مستواها في مياه المحيطات، وأدى إلى خسارة 41% من موائله البحرية خلال الأعوام الـ50 الأخيرة.

اكتشافات شرق المتوسط

يأتي تقرير حوادث تسرب النفط في البحر المتوسط بالتزامن مع نشاط ملحوظ لشركات النفط العالمية في التنقيب عن النفط والغاز بالمنطقة، إذ حققت شركة شل Shell العالمية متعددة الجنسيات اكتشافًا للغاز في مصر بمياه البحر الأبيض المتوسط في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، باستعمال سفينة الحفر "ستينا".

وخلال العام الماضي -أيضًا- توصل تحالف مكون من شركة قطر للطاقة QatarEnergy والنفط البريطانية (بي بي) BP و"إيني" الإيطالية Eni لكشف غاز جديد، ضمن مناطق طرحتها شركة "إيجاس" EGAS المملوكة للدولة في مناقصة عام 2022.

وبحثًا عن المواد الهيدروكربونية، من المتوقع أن تبدأ أنشطة الحفر على سواحل دول متوسطية عديدة، تضم مصر ولبنان وقبرص، حسبما ذكر موقع "أوفشور إنرجي بيز"، اليوم الإثنين 17 يونيو/حزيران 2024، نقلًا عن الموقع الإلكتروني لـ"سكاي تروث".

ومؤخرًا، أجّرت شركة "بترول خليج السويس" الحكومية SUCO حفارًا من شركة أديس السعودية، لبدء أنشطة الحفر في خليج السويس على ساحل مصر.

وبصورة عامة، يُنظر إلى منطقة شرق المتوسط على أنها منطقة واعدة بالغاز، خاصة بعد تحقيق اكتشافات مؤكدة ضخمة، مثل حقل ليفياثان في إسرائيل، وظُهر في مصر، كما أن إنتاج النفط في هذه المنطقة ونقله يمثّل أحد مصادر التلوث النفطي للبحر الأبيض المتوسط.

وتنفّذ مصر بالتعاون مع الشركات العالمية التي تنقّب عن الهيدروكربونات في البحر خططًا متكاملة لمنع حوادث التسرب النفطي، والعمل على تلافي أي ضرر للبيئة البحرية.

ومؤخرًا نفّذ قطاع النفط المصري مناورة بحرية لمكافحة التلوث النفطي في ميناء الحمراء بمدينة العلمين، بالتعاون مع شركة إكسون موبيل العالمية، هدفت إلى نقل المعرفة والخبرات.

وأظهرت المناورة مدى جاهزية الكوادر وقطاع النفط المصري وما تتمتع به البلاد من كفاءة ومسؤولية للمضي قدمًا على طريق تحقيق الأهداف المأمولة، وعلى رأسها زيادة الإنتاج والاحتياطي والقدرة على مكافحة أي تلوث قد يطرأ بسرعة استجابة وفاعلية.

جاءت المناورة بالتزامن مع استعداد إكسون موبيل لحفر البئر الاستكشافية (نفرتاري-1) التي تُعد البئر الأولى في المياه العميقة بمنطقة غرب البحر المتوسط، بعد إجراء العديد من الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية في المنطقة وبعد تنفيذ شركة النفط العالمية برنامج مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد لنحو 3 آلاف و300 كيلومتر، وإجراء معالجة البيانات والتفسيرات السيزمية، إذ من المخطط أن تُحفر البئر في مياه عمقها 1727 مترًا.

وقبل أشهر، تسبب تسرب نفطي من إسرائيل في سكب أطنان من الخام في البحر، ما أدى إلى تلوث أثّر في الحياة البرية بالمنطقة.

كما تعرّض ساحل سوريا إلى واحد من حوادث تسرب النفط الهائل في أغسطس/آب 2021، والناجم عن محطة توليد كهرباء لمصفاة تكرير نفط، وبلغ مداها 25.5 كيلومترًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق