التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

عجز وشيك في إمدادات سوق النفط العالمية.. ما دور أوبك+؟

هبة مصطفى

توقّعت مجموعة مصرفية مواجهة سوق النفط العالمية عجزًا على المدى القريب، وطرحت تساؤلات حول دور إمدادات تحالف أوبك+، وفق اتجاه التخفيضات التي أعلنها التحالف قبل أيام.

وطرحت مجموعة ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) البريطانية المعنية بالخدمات المصرفية والبحثية رؤيتها لأسعار الخام خلال الأشهر المقبلة، بالتزامن مع توقعات العرض والطلب التي أفصحت عنها وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا.

وكان تحالف أوبك+ قد قرر (في اجتماع 2 يونيو/حزيران 2024) تمديد الخفض الرسمي لإنتاج الدول الأعضاء -المقدر بنحو مليوني برميل يوميًا- حتى نهاية العام المقبل (2025).

وبحسب متابعة أجرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) للقرارات الصادرة، اتفقت بعض الدول على الإطار الزمني للخفض الطوعي، سواء الذي بدأ العام الماضي أو الجاري.

توقعات سوق النفط العالمية

توقعت مجموعة ستاندرد تشارترد البريطانية أن تنخفض إمدادات سوق النفط العالمية إلى حد "العجز"، في وقت لاحق من العام الجاري، ويمتد أثره حتى العام المقبل.

وتفصيليًا، رجحت المجموعة المصرفية أن يظهر العجز بحلول الربع الثالث من العام (من شهر يوليو/تموز حتى نهاية سبتمبر/أيلول)، بمعدل كبير يصل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا.

وشملت التوقعات تراجع معدل عجز إمدادات سوق النفط على الصعيد العالمي إلى 1.41 مليون برميل يوميًا العام المقبل، طبقًا لرؤية المجموعة التي نشرها موقع أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).

معدات للتنقيب عن النفط
معدات للتنقيب عن النفط - الصورة من بلومبرغ

وأوضحت المجموعة أن هذا العجز سيتواصل حتى في حالة عودة تدفقات الخفض الطوعي لإنتاج تحالف أوبك+، ورغم الرؤية غير المتفائلة حيال المعروض نظرت "ستاندرد تشارترد" إلى إمدادات التحالف بإيجابية.

ولفتت إلى أن سوق النفط المتعطشة للإمدادات خلال أوقات العجز ستمتص بسهولة زيادات أوبك+ المرتقبة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

تخفيضات أوبك+ وأسعار النفط

تتسم إمدادات سوق النفط ومعدلات الأسعار بالحساسية الشديدة تجاه قرارات تحالف أوبك+، وظهر ذلك بصورة ملموسة في أعقاب 3 قرارات للتحالف مطلع الشهر الجاري.

واستقرت رؤية التحالف عند تمديد الخفض الرسمي للدول الأعضاء كافة (المقدر بنحو مليوني برميل يوميًا منذ عام 2022)، حتى نهاية العام المقبل.

وفيما يتعلق بالخفض الطوعي الذي تبنته 9 دول، يمتد العمل بالخفض المعلن في مايو/أيار 2023 (المقدر بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا) حتى نهاية العام المقبل أيضًا.

أما الخفض الطوعي الذي انطلق مطلع العام الجاري (بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميًا)؛ فقد مددته الدول المتبنية من نهاية الربع الثاني حتى نهاية الربع الثالث في سبتمبر/أيلول.

وتعتزم هذه الدول إعادة ضخ إمدادات الخفض الطوعي لعام 2024 بصورة تدريجية في سوق النفط خلال عام، من أكتوبر/تشرين الأول المقبل حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025.

وانعكست هذه القرارات على أسعار النفط؛ إذ انخفض سعر خام برنت إلى دون 77 دولارًا للبرميل، في تراجع بنحو 15 دولارًا لسعر البرميل من أعلى مستوى بلغه في أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تعاود الأسعار الارتفاع مرة أخرى لتدور في نطاق 82 دولارًا لتسليم يوليو/تموز.

وتوقّعت مؤسسة "ستاندرد تشارترد" عودة أسعار خام برنت للانخفاض مجددًا عند 60 دولارًا للبرميل، في غضون الأشهر المقبلة، في اتجاه هبوطي قد يستمر مدة طويلة.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الحصص المقررة لدول التحالف حتى نهاية 2025:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2025

انضباط الأسواق

رأى مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الدول المتبنية للخفض الطوعي الذي بدأ العام الجاري قررت إنهاءه خلال عام، مع عودة الزيادة التدريجية لحصص هذه الدول، وإنتاج المزيد من تدفقات الخام بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقدر الحجي -خلال حلقة لبرنامج "أنسيات الطاقة" المقدمة على منصة "إكس"، بعنوان "أسواق النفط وقرارات أوبك+.. لماذا انخفضت الأسعار؟"- هذه الزيادة خلال الربع الرابع من العام الجاري بنحو 180 ألف برميل يوميًا.

وقال إن هذه الكميات قد ترتفع لما بين 212 ألفًا أو 213 ألف برميل يوميًا حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025، بالتوازي مع التخفيض الرسمي.

وأشار الحجي إلى انخفاض أسعار الخام بعد قرارات تحالف أوبك+؛ ما يعكس اتجاهًا إيجابيًا ومستقرًا لإمدادات سوق النفط ويحتوي المخاوف بشأنها، موضحًا أن دول التحالف تتسم بمرونة كبيرة تجاه معطيات السوق.

ومن جانب آخر، كانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت ارتفاع مستوى الطلب على النفط عالميًا إلى أعلى مستوياته بحلول عام 2030، لافتة في الوقت ذاته إلى تفوق المعروض النفطي في السوق على معدل الطلب.

ومن المرجّح أن يصل معروض النفط العالمي إلى 114 مليون برميل يوميًا نهاية العقد، بما يفوق الطلب المتوقع (بنحو 106 ملايين برميل يوميًا) بفارق 8 ملايين برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق