منجم غار جبيلات.. عملاق جزائري يدعم خطط التنويع الاقتصادي (تقرير)
الطاقة
يُعدّ منجم غار جبيلات -الواقع على بعد 130 كيلو متر جنوب شرق ولاية تندوف جنوب غربي الجزائر- أحد أكبر احتياطيات الحديد الخام في العالم، نظرًا لما يحويه من احتياطيات ضخمة تبلغ نحو 3.5 مليار طن، من بينها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال في المرحلة الأولى، وفق أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ويرى خبراء اقتصاديون أن مشروع استغلال منجم غار جبيلات يُعدّ أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال، إذ تُعوّل عليه البلاد في دعم الاقتصاد الوطني والتنمية وخلق فرص عمل، ويُتوقع أن تبلغ إيراداته السنوية بنحو 10 مليارات دولار، وفق بعض التقديرات.
ومنذ بدء استغلال المنجم، في يوليو/تموز 2022، تعكس نتائج عمليات الاستخراج إمكانات هائلة لتلبية الطلب المتزايد على خام الحديد في الأسواق الجزائرية والعالمية، ما سيضع الجزائر في موقع ريادي على المستوى القارّي.
منجم غار جبيلات في الجزائر
يمتد منجم غار جبيلات -الذي اكتُشِف سنة 1952- على مساحة 50 ألف هكتار، ويقع جنوب غرب الجزائر، على بُعد 1650 كيلومترًا من الساحل الغربي، و160 كيلومترًا جنوب شرق مدينة تندوف، وفق البيانات الواردة بموقع الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال).
ويضم منجم غار جبيلات 3 مناطق استغلال، هي غار جبيلات شرق، وغار جبيلات وسط، وغار جبيلات غرب، وتحوي الأخيرة احتياطيًا يُقدّر بنحو 1.7 مليار طن من الحديد الخام، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي يوليو/تموز 2023، وُقّعت اتفاقية شراكة، بين الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، وائتلاف سي إم إتش (CMH) الصيني لاستغلال خام حديد منجم غار جبيلات وتثمين إنتاجه، من خلال إنشاء مصنع لإنتاج بلاطات الصلب ببشار في ولاية تندوف.
ونظرًا لبُعد الموقع عن جميع وسائل النقل، قُسّم مشروع استغلال منجم غار جبيلات إلى مرحلتين تمتدّان من عام 2022 إلى عام 2040.
سيُستَخرَج خلال المرحلة الأولى (2022 – 2025) ما بين 2 و3 مليون طن من الحديد الخام سنويًا، ونقله بريًا إلى بشار وشمالها، لحين إتمام إنشاء خط السكة الحديدية الرابط بين غار جبيلات وبشار.
ومن عام 2026، تنطلق المرحلة الثانية بعد إنجاز خط السكة الحديدية، إذ سيُستغل المنجم بطاقة كبرى تُمكّن من استخراج ما بين 40 و50 مليون طن سنويًا.
وتتراوح تكاليف الاستثمار الأولية لمشروع منجم غار جبيلات ما بين 7 و10 مليارات دولار، ويوفر نحو 5 آلاف فرصة عمل مباشرة، و20 ألف فرصة عمل غير مباشرة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج منجم غار جبيلات في 2023
قال مستشار وزير الطاقة والمناجم جمال الدين شوتري، إنه استُخرِج 200 ألف طن من الحديد الخام، من منجم غار جبيلات، في عام 2023.
وأشار شوتري في تصريحات سابقة إلى أن شراء الحديد الخام المستخرج من المنجم يحوز اهتمام العديد من شركات صناعة الحديد العالمية، موضحًا أنه قد يُباع جزء من الخامات المُخزّنة، لحين إتمام إنشاء وتشغيل المصانع والوحدات التحويلية.
وأوضح أن وتيرة سير عمليات الاستخراج متقاربة مع مشروع إنجاز وحدة المعالجة الأولية لخام الحديد في منطقة غار جبيلات، التي ستُدشّن خلال العام الحالي 2024، والتي ستساعد على التخلص من الشوائب الزائدة، ما سيُقلّص تكاليف نقل الخام إلى بشار بنسبة 15%.
المصانع والوحدات التحويلية
في 13 أبريل/نيسان 2023، شهد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب مراسم توقيع مذكرة تفاهم لإنجاز وحدة إنتاج مركزات خامات حديد في منجم غار جبيلات، بين المؤسسة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، ومجمع توسيالي التركي.
ووفق الاتفاق، ستُنشَأ وحدة مشتركة لإنتاج مركزات خامات حديد المنجم، بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ألف طن سنويًا، إذ سيُنجَز المشروع خلال 24 شهرًا، قبل استغلال إنتاجه لتموين مركب الحديد والصلب "توسيالي" في وهران.
وأعلن مستشار وزير الطاقة والمناجم اكتمال الدراسات الخاصة بإنجاز وحدة المعالجة النهائية لخام الحديد في بشار باستثمارات قيمتها مليار دولار، بالشراكة مع شركة توسيالي التركية، بقدرات تصل إلى مليوني طن من الحديد الخام، لإنتاج مليون طن من مركز الحديد، بحلول عام 2026.
وذكر شوتري أنه يُتوَقّع معالجة نحو 20 مليون طن من الحديد الخام، وإنتاج 10 مليون طن من مركز الحديد وكريات الحديد، في وحدة المعالجة في ولاية بشار عام 2032.
وكشف شوتري أن وزارة الطاقة والمناجم تدرس إنشاء وحدة معالجة لخام الحديد في ولاية النعامة، بشراكة جزائرية صينية، لا سيما مع توافر الغاز والكهرباء والمياه.
ويستهدف المشروع معالجة 18 مليون طن من الحديد لإنتاج القوالب والقضبان الحديدية، التي تدخل في العديد من الصناعات المعدنية الحديدية.
وأوضح شوتري أن مركز الحديد سيُوجّه إلى مصنع توسيالي في وهران بصفته مادة أولية، بمجرد استكمال خط السكة الحديدية (غار جبيلات - تندوف - بشار)
خط السكة الحديدية غار جبيلات-بشار
سيسهم خط السكة الحديدية (غار جبيلات - تندوف- بشار) المقرر إنجازه لنقل الحديد الخام من غار جبيلات، بدور تنموي غير مسبوق في جنوب غرب الجزائر ودعم الاقتصاد الوطني عمومًا.
ويتوقع العديد من خبراء قطاعات الطاقة والمناجم والتجارة والأكاديميين أن يُسهم خط السكة الحديدية في تثمين الثروات المنجمية وتعزيز الحركة الاقتصادية وتحفيز الاستثمار بولاية تندوف، التي تُعدّ بوابة الجزائر إلى غرب أفريقيا، من خلال خفض تكلفة نقل الحديد الخام من غار جبيلات إلى مناطق التصنيع.
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تستعد لإطلاق المرحلة الثانية من منجم غار جبيلات (صور)
- المعادن والمناجم في الجزائر.. معلومات عن أبرز المشروعات وخطط العمل (إنفوغرافيك)
- مستشار وزير الطاقة الجزائري: ثروة ضخمة في غار جبيلات.. وهذه تطورات احتياطيات المعادن (حوار)
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطات الطاقة الشمسية عالميًا.. دولتان عربيتان في القائمة (إنفوغرافيك)
- حقل أبو سعفة.. كنز نفطي تتقاسمه البحرين والسعودية
- سفينة إعادة تغويز في طريقها لمصر.. وتطورات مهمة باستيراد الغاز المسال