تدرس شركة يابانية شراء الأمونيا من مشروع ضخم للهيدروجين الأخضر في مصر يجري التخطيط لتنفيذه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقرّب خطوة الشركة اليابانية القاهرة من طموحها للاستحواذ على 8% من سوق الهيدروجين الأخضر عالميًا.
وتستهدف مصر إنتاج كميات من الهيدروجين الأخضر تصل إلى 15 مليون طن سنويًا بحلول 2030، بالإضافة إلى 58 مليون طن سنويًا في 2040، وسيكون متاحًا للتصدير سنويًا نحو 38 مليون طن، وهو ما يمثّل 5% من سوق التجارة الهيدروجين عالميًا، ما يتطلّب قدرات من الطاقات المتجددة بحلول عام 2030 تُقدَّر بنحو 19 غيغاواط، وعام 2040 نحو 72 غيغاواط.
وتنظر العديد من الدول إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بصفته الأرخص عالميًا، إذ يتوقع أن تبلغ تكلفته 268 دولارًا أميركيًا/كيلوغرام (كغم) بحلول عام 2035، وقد تنخفض 170 دولارًا أميركيًا/كغم بحلول عام 2050.
الهيدروجين الأخضر في مصر
وقعت شركة إيتوتشو اليابانية اتفاقًا اليوم الأربعاء 5 يونيو/حزيران (2024) مع شركة سعودية متخصصة في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه، لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وشراء الأمونيا الخضراء التي ستنتجها المحطة.
ومن المقرر تطوير المرحلة الأولى من المشروع بقدرة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني طن سنويًا.
وتخطط الشركة اليابانية للتعاون مع شريكها السعودي لتقييم جدوى المشاركة في تنفيذ المشروع على صعيد إبرام عقود أعمال الهندسة، والمشتريات، والبناء، واختيار أصحاب المصلحة المعنيين، إذ تعتزم "إيتوتشو" شراء الأمونيا الخضراء التي سيجري إنتاجها في محطة الهيدروجين الأخضر في مصر.
وكانت القاهرة قد وقّعت مع الشركة السعودية في 20 ديسمبر/كانون الأول (2023) اتفاقية إطارية تحدد الخطوط العريضة لتطوير المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر في مصر، في أعقاب مذكرة التفاهم التي وُقّعت في 7 ديسمبر/كانون الأول من عام 2022.
وتنص الاتفاقية على وضع خطة عمل لتطوير المرحلة الأولى من المشروع بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بطاقة إنتاجية قدرها مليوني طن سنويًا.
تزويد السفن بوقود الأمونيا
من جانبه، قال المدير العام لوحدة الابتكار الأخضر في شركة إيتوتشو اليابانية تاكيو أكاماتسو: "سيُسهم المشروع الجديد في دعم مبادراتنا الهادفة إلى توفير الأمونيا منخفضة الكربون في القطاع البحري، على شكل وقود بديل خالٍ من الانبعاثات".
وأضاف أن "الأمونيا الخضراء التي سيجري إنتاجها ستكون مصدرًا مهمًا لمركزنا المستقبلي الذي ننشئه اليوم، بدعم من الحكومة المصرية، لتزويد السفن بوقود الأمونيا في قناة السويس".
برزت مصر خلال المدة الأخيرة بصفتها أحد المواقع الإستراتيجية لاستعمال الأمونيا الخضراء وقودًا للسفن، وذلك بعد نجاحها في 18 أغسطس/آب 2023 بتموين سفينة حاويات بالوقود الأخضر "الميثانول"، في عملية تُعدّ الأولى من نوعها في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط.
وتستهدف مصر أداء دور محوري في خدمات تموين السفن بالوقود الأخضر، وتعظيم الاستفادة من موقع موانيها البحرية على البحريْن الأحمر والمتوسط، إذ وقّعت عدّة اتفاقيات لتنفيذ مشروعات ضخمة لتوطين صناعة الوقود الأخضر في مصر والصناعات المغذية والمكملة له.
وتعتمد إستراتيجية توطين صناعة الوقود الأخضر في مصر التي تتبنّاها الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، على 3 محاور رئيسة: تصنيع الوقود الأخضر (هيدروجين أخضر - أمونيا خضراء - ميثانول)، والعمل على الصناعات المكملة لتصنيع الوقود الأخضر من محللات كهربائية وألواح شمسية وتوربينات رياح، ونشاط تموين السفن بالوقود الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر.. هل تجعل القاهرة مركز تصدير عالميًا؟ (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. 3 خطوات مهمة للحكومة خلال 60 يومًا
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الحرارية الأرضية.. كيف تستفيد أفريقيا من تجربة كينيا؟ (تقرير)
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في مايو.. أميركا تتصدر وتراجع ترتيب الجزائر وعمان
- تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.. تلبي احتياجات دولة لمدة عام