التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

واردات أميركا اللاتينية من المشتقات النفطية الأميركية تنخفض.. ومفاجأة برازيلية

في مارس/آذار 2024

هبة مصطفى

تراجعت واردات أميركا اللاتينية من المشتقات النفطية الأميركية، خلال شهر مارس/آذار 2024، فيما يبدو أنه تغيير مهم لخريطة صادرات المنتجات المكررة ووارداتها.

ومن بين الصادرات الأميركية كافّة، شكّلت حصة دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ما مقداره 39% فقط، في امتداد لحالة الهبوط القياسي التي سجّلها الميزان التجاري للمشتقات بين الطرفيْن منذ انتشار جائحة كورونا وتداعياتها.

ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تُوصف نسبة واردات دول القارة في الشهر المذكور بأنها ثاني أقل نسبة خلال مدة قدرها 15 عامًا، إذ سبقها مستوى منخفض آخر في مايو/أيّار عام 2020.

ويبدو أن أميركا عوّضت تراجع صادراتها إلى أميركا اللاتينية، بزيادة الصادرات إلى وجهات آسيوية أخرى، التي رفعت معدل الطلب على البروبان والبيوتان بصورة محددة.

بيانات مارس

بلغ معدل واردات أميركا اللاتينية من المشتقات النفطية الأميركية ما يُقدر بنحو 77.6 مليون برميل، في مارس/آذار الماضي، لتشكّل حصة قدرها 39% فقط من إجمالي صادرات واشنطن المكررة.

وبالمقارنة، نجد أن واردات القارة من أميركا خلال الشهر محل الرصد سجلت انخفاضًا بنسبة 2% على أساس شهري (مقارنة ببيانات فبراير/شباط الماضي)، و18% على أساس سنوي.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الصادرات الأميركية من المشتقات النفطية، من عام 2019 حتى 2022:

صادرات المشتقات النفطية الأميركية

ومن جانب آخر، تُعد أحجام الواردات المكررة من أميركا عند أدنى مستوياتها، منذ أبريل/نيسان 2023، طبقًا لمعلومات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وبصورة عامة، دفع ضعف الطلب نحو تقليص دول أميركا اللاتينية اعتمادها على المشتقات النفطية الأميركية منذ جائحة كورونا، خاصة أن مصافي التكرير في 3 دول بالقارة (هي تشيلي، وكولومبيا، وبيرو) تخضع للتطوير والتحديث، ما أدى إلى خفض معدل الاستيراد.

وأرجع تاجر هذه التغييرات إلى انخفاض الطلب على المنتجات المكررة في دول أميركا اللاتينية، حسب ما نقل عنه موقع ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global).

الطلب في أميركا اللاتينية

من بين دول أميركا اللاتينية، كانت المكسيك صاحبة الحصة الأكبر في واردات المشتقات النفطية الأميركية خلال مارس/آذار، بإجمالي 35.8 مليون برميل، بزيادة 11% على أساس شهري.

وكانت تشيلي ثاني أكبر دول أميركا اللاتينية استقبالًا للشحنات الأميركية المكررة، إذ استوردت 6.12 مليون برميل بزيادة 15% على أساس شهري.

واستوردت غواتيمالا من أميركا 3.45 مليون برميل بزيادة 15% على أساس شهري، في حين بلغت واردات بنما 3.39 مليون برميل.

وتراجعت واردات البرازيل من موقعها المعتاد في المركز الثاني بين دول المنطقة إلى الخامس، بواردات إجمالية (من الديزل وغيره) قدرها 3.27 مليون برميل، بانخفاض 41% على أساس شهري، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.

وسيطرت النافثا وفحم الكوك على غالبية واردات البرازيل من المشتقات النفطية الأميركية.

وجاءت بيرو في المرتبة السادسة لأكبر دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي استقبالًا للشحنات الأميركية في مارس/آذار، إذ استوردت 2.86 مليون برميل بانخفاض 3% على أساس شهري.

وتلتها الإكوادور بشحنات تصل إلى 2.66 مليون برميل، وبعدها جمهورية الدومينيكان بنحو 2.57 مليون برميل، وهندوراس 2.47 مليون برميل، وكولومبيا 2.3 مليون برميل.

تحول البرازيل

يبدو أن البرازيل (أكبر دول أميركا الجنوبية واللاتينية) قررت غلق الأبواب في وجه صادرات المشتقات النفطية الأميركية، وفضّلت براميل الديزل الروسي بدلًا منها.

وانخفضت واردات البرازيل من الديزل الأميركي إلى ما يعادل نصف شحنة فقط في مارس/آذار (138 ألف برميل)، في تراجع للمرة الأولى منذ عام 2015، إذ ظلّت البرازيل طوال 9 سنوات تستقبل شحنات أميركية كاملة.

وتحتاج البرازيل إلى شحنات الديزل بصورة متواصلة، لكنها تحولت تدريجيًا لتصبح الدولة الوحيدة ضمن دول أميركا اللاتينية التي تعتمد على روسيا بصورة رئيسة في تأمين وارداتها من الديزل الأحمر (أحد أنواع الديزل الرديء).

وتزيد موسكو من شحنات البنزين والنافثا إلى البرازيل أيضًا، في حين تحصل بقية دول المنطقة على احتياجاتها المكررة من شحنات المشتقات النفطية الأميركية، بتحميلات من ساحل الخليج الأميركي (USGC).

ووفق توقعات واردات شهر مايو/أيّار الماضي، قد تستورد البرازيل 3 شحنات أميركية فقط مقابل ما يتراوح بين 20 و30 شحنة روسية.

مصفاة دوس بوكاس المكسيكية
مصفاة دوس بوكاس المكسيكية - الصورة من بلومبرغ

منافذ أخرى وتوسعات

بخلاف المشتقات النفطية الأميركية، تستورد دول أميركا اللاتينية ودول منطقة الكاريبي أيضًا من آسيا، وتفضل المكسيك البنزين الآسيوي في حين جذب الديزل اهتمام تشيلي ودول أخرى.

ويبدو أن حالة الجفاف التي أصابت قناة بنما العام الماضي 2023، وعطلت الحركة الملاحية وفتحت المجال أمام مسار أطول، ستتغير هذا العام بعد تجاوز القناة للعقبات، ومن شأن ذلك أن يخفّض الطلب من كندا وساحل الخليج الأميركي.

وتُشير التوقعات إلى أن الصادرات الأميركية ستتراجع بمعدل أكبر، مع افتتاح عدد من مرافق التكرير أو استئناف تشغيل مرافق أخرى في دول المنطقة.

وبدأت بيرو -في ديسمبر/كانون الأول 2024- توسعة مصفاة تالارا (Talara) التي تعمل بطاقة 95 ألف برميل يوميًا، باستثمار يصل إلى 5.3 مليار دولار.

وتضاعف إنتاج مصافي التكرير في تشيلي وبيرو وكولومبيا بعد الانتهاء من تطوير بعض المصافي، ويعزز ذلك من دور كولومبيا في تصدير وقود الطائرات والديزل شديد الانخفاض في مستويات الكبريت.

وتُشير التقديرات إلى إمكان افتتاح مصفاة "دوس بوكاس" في المكسيك خلال العام الجاري، ما يخفض واردات المكسيك من البنزين والديزل بنحو 100 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق