أذربيجان تستهدف تصدير 24 مليار متر مكعب من الغاز في 2024
تستهدف أذربيجان زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي خلال العام الجاري (2024)، مستفيدة من زيادة الطلب الأوروبي في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وبحث دول القارة العجوز عن إمدادات بديلة لغاز موسكو.
وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال حفل افتتاح معرض "الخزر للنفط والغاز" الدولي الـ29 ومعرض "الخزر للطاقة والطاقة الخضراء" الدولي الـ12 –على هامش أسبوع باكو للطاقة- أن بلاده أثبتت نفسها شريكًا موثوقًا به في إمدادات الغاز، إذ حلّ مشروع "شاه دنيز" مشكلة نقص الغاز.
ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال علييف، إن صادرات الغاز في أذربيجان شهد زيادة كبيرة، متوقعًا أن تتجاوز هذا العام 24 مليار متر مكعب، إذ تستورد حاليًا 8 دول الغاز الأذربيجاني.
وقال علييف، إن المفوضية الأوروبية تصف أذربيجان بأنها مورّد الغاز لعموم أوروبا، فهناك 6 من الدول الـ8 التي تستورد الغاز من باكو اليوم هي دول أوروبية.
وأشار إلى أن جغرافية إمدادات الغاز ستستمر في التوسع، إذ تُجري بلاده مفاوضات نشطة مع عدد من الدول التي تحتاج إلى الغاز لضمان أمن الطاقة لديها.
الغاز الأذربيجاني
بلغت صادرات أذربيجان من الغاز خلال عام 2023 نحو 23.8 مليار متر مكعب، استحوذت دول أوروبا على غالبية الكميات.
واستوردت دول الاتحاد نحو 11.8 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني في 2023، وجاءت تركيا في المركز الثاني، بواقع 9.5 مليار متر مكعب، نُقل منها 5.6 مليار متر مكعب عبر خط أنابيب "تاناب"، بينما حلّت جورجيا في المركز الثالث، بواقع 2.5 مليار متر مكعب.
وبدأت باكو تصدير الغاز إلى أوروبا عام 2020 من حقل شاه دنيز العملاق، عبر ممر الغاز الجنوبي المعروف باسم عبر خط أنابيب الغاز العابر للأدرياتي (تاب)، الذي يربط أذربيجان ببحر قزوين وإيطاليا، ويمرّ عبر جورجيا وتركيا.
وسعت باكو إلى مضاعفة صادرات الغاز إلى أوروبا، في أعقاب غزو روسيا أوكرانيا، إذ وقّعت خلال 2022 اتفاقًا مع مفوضية الاتحاد الأوروبي لمضاعفة قدرات تصدير الغاز إلى القارة العجوز، من خلال خط أنابيب الغاز عبر البحر الأدرياتيكي "تاب" وخط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب".
وخلال العام الماضي 2023، سعت ياكو لإبرام تعاقدات طويلة الأجل مع 10 دول أوروبية، عبر مفاوضات خاصة، قبل بدء ضخ الاستثمارات، لكنها لم تنجح، ولم تصل إلى نتائج حاسمة، ويرجع السبب في عدم نجاح المفاوضات إلى تراجع حدّة أزمة الطاقة في أوروبا، عقب انخفاض أسعار النفط والغاز من مستوياتهما القياسية التي بلغتها في 2022.
صفقة مع تركيا
وقّعت شركة "سوكار" وشركة بوتاش التركية اليوم الثلاثاء 4 يونيو/حزيران (2024) اتفاقيات في مجال توريد ونقل وعبور الغاز الطبيعي.
وشارك في حفل توقيع الاتفاقيات وزير الاقتصاد ورئيس المجلس الإشرافي لشركة سوكار ميكائيل جباروف ووزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار.
وبناءً على اتفاقية "التعاون في مجال الغاز الطبيعي" الموقّعة بين حكومتي البلدين في 14 مايو/أيار، تشمل الاتفاقيات الموقّعة توريد الغاز الطبيعي من قبل شركة سوكار إلى تركيا، وتوصيل الغاز الأذربيجاني السوق البلغارية من خلال تركيا، والتعاون في مجال توريد الغاز إلى ناختشيفان، وتوريد الغاز التركماني إلى تركيا عبر أذربيجان.
كما وُقِّعَت اتفاقية بين شركة إمداد الغاز الأذربيجانية وشركة بوتاش، تنصّ على استمرار إمدادات الغاز إلى تركيا من حقل "شاه دنيز".
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في رسالة قرأها وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، بافتتاح المعرض الدولي الـ29 للنفط والغاز الطبيعي في بحر قزوين، على أن المشروعات المشتركة بين بلاده وأذربيجان لا تقدّم إسهامات كبيرة للبلدين فحسب، بل أيضًا لأمن الطاقة في المنطقة وأوروبا.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن تسهم جميع الفعاليات المنعقدة في أسبوع باكو للطاقة إلى نتائج إيجابية، وأن تؤدي إلى تعميق التعاون بين تركيا وأذربيجان، وتسهم بالسلام والاستقرار في المنطقة.
ولفت أردوغان إلى أن التعاون يعود إلى سنوات طويلة، وتُوِّج باستثمارات في البنية التحتية مثل خط أنابيب "باكو - تبليسي – جيهان"، و"باكو – تبليسي – أرضروم"، ومشروع "تاناب".
وشدد على أن هذه المشروعات لم تحقق الفائدة لتركيا وأذربيجان فحسب، بل تقدّم أيضًا إسهامات كبيرة لأمن الطاقة في المنطقة وأوروبا، مشيرًا إلى أنها مسألة وقت فقط لنقل الغاز المنتج في تركمانستان إلى تركيا وأوروبا من خلال الجهود المشتركة وزيادة سعة خط أنابيب تاناب، وهو ما يشكّل نجاحًا مشتركًا لتركيا وأذربيجان.
وأشار إلى رغبة أنقرة بتعزيز التعاون الدولي في العالم التركي بمجال الطاقة، كما هو الحال في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والأمن وصناعة الدفاع والنقل والصحة والتعليم والثقافة.
الطاقة المتجددة في أذربيجان
أكد الرئيس إلهام علييف أن أسبوع باكو للطاقة يغطي جميع قطاعات سياسة الطاقة، إذ عُقِد هذا الحدث لأول مرة في عام 1994 ومنذ ذلك الحين أدى دورًا مهمًا بجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى قطاع الطاقة في أذربيجان.
وشدد علييف على أن نطاق الحدث توسَّع منذ ذلك الحين، ويسمى الآن أسبوع باكو للطاقة، قائلًا: "يغطي أسبوع باكو للطاقة جميع قطاعات سياسة الطاقة - النفط والغاز والتكرير والتصدير، وبالطبع الطاقة الخضراء".
وأكد أن وعود بلاده لا تقلّ قيمة عن توقيعها اتفاقيات، موضحًا أن جميع الاتفاقيات الموقّعة خلال الـ30 عامًا الماضية تمّ تنفيذها بالكامل وتمّ التصديق عليها على المستوى البرلماني وتوقيعها لتصبح قانونًا، أي إنه لم تُغَيَّر كلمة أو عبارة واحدة من تلك العقود.
وأشار إلى أن هدف أذربيجان المتمثل في الحصول على 2 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية عام 2027 هدف واقعي تمامًا.
وأضاف: "في المناطق المحررة في كاراباخ وشرق زانجيزور، لدينا إمكانات هائلة للطاقة الكهرومائية، ومنذ تحرير الإقليم في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، افتتحنا محطات للطاقة الكهرومائية بسعة إجمالية تبلغ 270 ميغاواط، وفي غضون 3 إلى 5 سنوات، سيصل هذا الرقم إلى 500 ميغاواط".
وقال، إن 1 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة يوفر ما يقرب من نصف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يدعم زيادة الصادرات من الوقود الذي تحتاج إليه السوق العالمية.
مشروعات مصدر الإماراتية
وضع رئيس أذربيجان إلهام علييف ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر حجر الأساس لمحطات الطاقة الشمسية نفتشالا وبيلاسوفار ومحطة أبشيرون-قاراداغ لتوليد طاقة الرياح.
وعلى هامش أسبوع باكو للطاقة، وقّعت شركة النفط في أذربيجان "سوكار" وشركة "مصدر" الإماراتية اتفاقيات بشأن 3 مشروعات لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بإجمالي 1 غيغاواط.
وتضمنت الاتفاقيات اتفاقيات شراء الطاقة، واتفاقيات توصيل النقل، وتعديلات اتفاقيات الاستثمار، واتفاقيات تأجير الأراضي.
وشارك في حفل التوقيع وزير الاقتصاد الأذربيجاني رئيس مجلس الإشراف على سوكار ميكايل جباروف، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات سلطان أحمد الجابر.
وتغطي الاتفاقيات مشروعًا لمحطة طاقة الرياح ومحطتين للطاقة الشمسية في أذربيجان، ويأتي حفل التوقيع ضمن إطار التعاون المشترك الناجح في مجال مصادر الطاقة المتجددة بين سوكار و"مصدر"، بهدف تنويع مصادر الطاقة وتوسيع استعمال إمكانات الطاقة البديلة.
وتؤدي المشروعات دورًا مهمًا في تحقيق هدف زيادة حصة الطاقة المتجددة في القدرة المركبة للكهرباء إلى 30% بحلول عام 2030.
ويعدّ وضع حجر أساسات 3 محطات بقدرة إجمالية تبلغ 1 غيغاواط مؤشرًا مشرقًا على التزام أذربيجان بتحول الطاقة من أجل عالم أخضر كونها البلد المضيف لقمّة المناخ كوب 29.
وستوفر المشروعات ما يقرب من 2.3 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، ما يمنع انبعاث ما يقرب من مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن الذهب في مصر يشهد خطوة جديدة لاستغلال 135 ألف أوقية
- تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.. تلبي احتياجات دولة لمدة عام
- من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي بعد 31 شهرًا من وقف إمدادات الجزائر؟