التقاريرتقارير السياراتتقارير دوريةرئيسيةسياراتوحدة أبحاث الطاقة

مبيعات سيارات الدفع الرباعي ترتفع إلى مستوى قياسي.. أغلبها بالبنزين والديزل

في عام 2023

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • سيارات الدفع الرباعي تستحوذ على 48% من إجمالي مبيعات السيارات في العالم
  • تجاوز حصة سيارات الدفع الرباعي 50% لأول مرة في الاقتصادات المتقدمة
  • مركبات الدفع الرباعي أكثر انتشارًا في المناطق الجليدية أو ذات الأمطار الكثيفة
  • ثقل وزن السيارات الرباعية يزيد من استهلاكها للطاقة سواء النفط أو الكهرباء
  • إذا صُنفت سيارات الدفع الرباعي فستكون خامس أكبر مصدر للانبعاثات
  • فرنسا وبعض دول أوروبا تفرض رسومًا أعلى على مواقف هذه السيارات بالمناطق الحضرية

ما زالت مبيعات سيارات الدفع الرباعي تسجل أرقامًا قياسية تلو الأخرى عالميًا، خاصة في الاقتصادات المتقدمة، مع سيطرة الطرازات التي تعمل بالبنزين والديزل وتفوقها على نظيرتها الكهربائية المطروحة في السوق.

وأظهر تحليل حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع المبيعات العالمية من سيارات الدفع الرباعي إلى 37.2 مليون سيارة خلال عام 2023، شاملة الأنواع التقليدية والكهربائية.

وبلغت مبيعات سيارات الدفع الرباعي العاملة بالبنزين أو الديزل قرابة 29.4 مليون سيارة، ما يشكّل 79% من إجمالي مبيعاتها العالمية في عام 2023.

بينما بلغت مبيعات الطرازات الكهربائية من هذا النوع نحو 7.8 مليون وحدة، تمثل 21% من إجمالي مبيعات الدفع الرباعي خلال العام الماضي، بحسب التقرير.

مبيعات سيارات الدفع الرباعي في الاقتصادات المتقدمة

شكّلت مبيعات سيارات الدفع الرباعي بأنواعها المختلفة 48% من إجمالي مبيعات السيارات العالمية في عام 2023، وهو رقم قياسي جديد يعزز الاتجاه السائد منذ مطلع القرن الـ21 في التحول إلى السيارات الأكبر والأثقل.

ووصلت مبيعات هذه السيارات في الاقتصادات المتقدمة وحدها إلى 20 مليون سيارة عام 2023، متجاوزة حصة سوقية تبلغ 50% لأول مرة، بحسب التحليل المنشور على موقع وكالة الطاقة الدولية.

ولا يقتصر نمو مبيعات سيارات الدفع الرباعي على الاقتصادات المتقدمة فحسب، وإنما يمتد إلى الاقتصادات الناشئة والنامية معًا، ما يشير إلى اكتسابها ثقة متزايدة في جميع أنحاء العالم.

وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن واحدة من كل 4 سيارات على الطريق عالميًا هي من نوع الدفع الرباعي، وأغلبها عبارة عن مركبات ذات محرك احتراق داخلي يعمل بالبنزين أو الديزل.

أما الطرازات الكهربائية من هذا النوع فلا تمثّل سوى 5% من إجمالي أسطول سيارات الدفع الرباعي على الطريق البالغ 360 مليون سيارة، رغم أنها تمثل حصة متزايدة في مبيعات السيارات الكهربائية عامة.

ففي عام 2023، كان أكثر من 55% من تسجيلات السيارات الكهربائية الجديدة في العالم من سيارات الدفع الرباعي، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

مزايا سيارات الدفع الرباعي وعيوبها

يشير نظام الدفع الرباعي إلى المحركات التي تحرّك جميع عجلات السيارات، خلافًا لنظام الدفع الثنائي الذي يتصل فيه المحرك بعجلتين فقط، سواء العجلتين الأماميتين أو الخلفيتين على حسب النظام.

وعادة ما تكون سيارات الدفع الرباعي ذات جاذبية أكبر للأشخاص الذين يعيشون في مناطق كثيفة الثلوج والأمطار، لأن هذا النظام من الدفع يساعد جميع العجلات في السيارات على تجاوز مشكلات الطرق في مواسم الثلوج، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

سيارات دفع رباعي تسير في طرق مغطاة بالثلوج
سيارات دفع رباعي تنجح في تجاوز الطرق المغطاة بالثلوج في أوروبا - الصورة من Five Star Automotive Group

ومع نمو مبيعات سيارات الدفع الرباعي، ارتفعت انبعاثات قطاع النقل البري للركاب الذي يمثّل وحده أكثر من ربع الانبعاثات الكربونية في العالم.

ويزيد وزن هذا النوع من السيارات، بما يتراوح بين 200 و300 كيلوغرام، على وزن سيارة متوسطة الحجم، ويؤدي الاتجاه نحو هذه السيارات الأثقل وزنًا والأقل كفاءة في استهلاك الوقود إلى زيادة الطلب على الطاقة، بما في ذلك استعمال النفط والكهرباء، فضلًا عن زيادة الطلب على المعادن الحيوية اللازمة لإنتاج البطاريات.

وارتفع الاستهلاك العالمي للنفط المرتبط مباشرة بسيارات الدفع الرباعي بما يزيد على 600 ألف برميل يوميًا على مدار عامي 2022 و2023، وهو ما يمثّل أكثر من ربع النمو السنوي الإجمالي في الطلب على النفط.

كما تطرح المركبات الأكبر حجمًا تساؤلات حول سلامة المشاة في المناطق الحضرية المقيدة بسبب ارتفاع واجهاتها الأمامية، بالإضافة إلى حاجاتها إلى مساحات مواقف أكبر تزيد بنسبة 10% عن السيارات متوسطة الحجم، ما يمثّل مشكلة مكانية في المناطق الحضرية المزدحمة.

لهذا السبب اتخذت عدة دول -مثل فرنسا والنرويج وأيرلندا- مجموعة من الإجراءات المستهدفة لكبح مبيعات سيارات الدفع الرباعي، إذ تطبق المدن الكبرى في باريس وليون -على سبيل المثال- رسومًا أعلى على مواقف السيارات، خاصة الدفع الرباعي، في المناطق الحضرية.

انبعاثات سيارات الدفع الرباعي

تجاوز عدد أسطول سيارات الدفع الرباعي على الطريق عالميًا أكثر من 360 مليون سيارة خلال العام الماضي، ما أدى إلى نمو إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق وقودها التقليدي إلى مليار طن، بزيادة قدرها 100 مليون طن سنويًا عن عام 2022.

وتمثّل هذه الزيادة في الانبعاثات وحدها أكثر من 20% من إجمالي نمو انبعاثات الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة في عام 2023، بحسب تحليل وكالة الطاقة الدولية.

ولا تؤدي هذه السيارات إلى زيادة الانبعاثات المباشرة الناتجة عن حرق الوقود التقليدي فقط، وإنما تؤدي -أيضًا- إلى ارتفاع الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن تصنيع المواد المستعملة في إنتاجها، مثل الإطارات والدهانات والهيكل الخارجي والداخلي وغيرها.

استنادًا إلى ذلك، وفي حال اعتبارها دولة، يمكن تصنيف أسطول سيارات الدفع الرباعي في العالم بالمرتبة الخامسة بين أكبر مصدري انبعاثات الكربون، ما يتجاوز انبعاثات اليابان ومختلف الاقتصادات الكبرى الأخرى.

شركات السيارات الكهربائية تخطط للمزيد

أضافت مبيعات سيارات الدفع الرباعي نحو 30 مليون سيارة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي إلى الأسطول العالمي للسيارات عام 2023، وهو ما يمكن مقارنته بإجمالي عدد السيارات الكهربائية الموجودة على الطرق -حاليًا- التي لم تتجاوز 41 مليون سيارة، بحسب التحليل.

وبلغ عدد طرازات السيارات الكهربائية المتاحة في العالم 500 طراز خلال عام 2023، كان 60% منها مصنفة تحت فئة سيارات الدفع الرباعي، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة.

ويعزز هذا الاتجاه ما تخطط له شركات صناعة السيارات من طرح عدد أكبر من طرازات سيارات الدفع الرباعي المكهربة في المستقبل القريب، لتلبية الطلب ومواكبة أذواق المستهلكين.

سيار دفع رباعي تنجح في تجاوز مشكلات الجليد على الطريق
سيارة دفع رباعي على طريق كثيف بالثلوج في أميركا - الصورة من canyon state trucks

وتمثّل سيارات الدفع الرباعي الآن ما يقرب من 45% من أسطول السيارات الكهربائية عالميًا، وهي حصة كانت مرشحة إلى أن تكون أكبر من ذلك لولا النمو القوي في مبيعات السيارات الكهربائية الصغيرة في المناطق الحضرية بالصين.

أما في الاقتصادات المتقدمة فقد ارتفعت حصة سيارات الدفع الرباعي بين السيارات الكهربائية إلى 55%، لأسباب متعددة، أبرزها محدودية توافر الطرازات الأصغر حجمًا بأسعار معقولة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق