طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

تخزين الطاقة في كاليفورنيا.. مشروع يواجه معارضة مجتمعية

رغم الحاجة لزيادة السعة لتلبية متطلبات تحول الطاقة بالولاية

حياة حسين

يواجه أحد مشروعات تخزين الطاقة في كاليفورنيا الأميركية معارضة شرسة من سكان المنطقة المحيطة، رغم حاجة الولاية له بوصفه جزءًا من خطة تحول الطاقة بنسبة 100% بحلول 2045، وحاجتهم له لتوفير الكهرباء عند تغير ظروف الطقس، خاصة في المساء.

ووقع اختيار شركة "فيسترا كورب" Vistra Corp، على أرض في خليج مورو لبناء محطة تخزين الطاقة بسعة 600 ميغاواط؛ حيث كانت هناك محطة توليد كهرباء أغلقت أبوابها قبل نحو عقد من الزمان، ولا تزال خيوط الدخان تصدر منها.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للشركة مارك ماكدانيلز، خلال لقاء مع المجتمع المحلي في المنطقة، يوم 24 أبريل/نيسان الماضي: "الموقع خيالي ويلبي احتياجات المشروع تمامًا، واحتياجات شبكة كهرباء كاليفورنيا"، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

غير أن العديد من سكان المنطقة، الذين يقطنون منازل ساحلية، يرفضون مشروع تخزين الطاقة في منطقتهم؛ ما قد يؤثر في مستقبله.

ونتج موقف المعارضة المجتمعية من مخاوف أن يؤثر مشروع تخزين الطاقة في كاليفورنيا سلبًا في السياحة، وأن يؤدي لنشوب حرائق في المنشأة، واصفين إياه بـ"قنبلة السموم".

قفزة في تخزين الطاقة

قفز معدل تخزين الطاقة في كاليفورنيا الأميركية بنسبة 1250% مؤخرًا، مقارنة بعام 2019، وبلغ 10 آلاف ميغاواط. وفي 19 أبريل/نيسان الماضي، كانت بطاريات التخزين أكبر مصدر للكهرباء في الولاية لأول مرة في تاريخها.

وفي مدينة منيفي القريبة، بدأ تدشين مشروع لتخزين الطاقة على أنقاض محطة توليد كهرباء باستعمال الغاز بسعة 680 ميغاواط؛ ما يجعلها بين أكبر بطاريات التخزين على مستوى الولايات المتحدة، حسبما ذكر موقع "إنسايد كليمت نيوز".

وتعتمد كاليفورنيا على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية خلال اليوم بصورة متزايدة، لكن مع حلول الليل، تلجأ إلى تلبية احتياجات الكهرباء المتزايدة -أيضًا- بسبب عودة المواطنين من أعمالهم إلى منازلهم، من الوقود الأحفوري، لذلك ترى الشركات أن تخزين الطاقة يسهم في سد هذه الفجوة.

ولسد تلك الفجوة يجب توفير 42 ألف ميغاواط إضافية من سعة تخزين الطاقة في كاليفورنيا بحلول عام 2045، لتستطيع الولاية الالتزام بتحول الطاقة الكامل. غير أن بعض المجتمعات المحلية مثل الذين يقطنون خليج مورو يعارضون مثل هذه المشروعات.

وكانت "فيسترا كورب" قد عرضت مشروع بطارية تخزين مورو في 2020، وحاليًا تجري دراسة تأثيره في البيئة من قبل الولاية، إلا أن معارضة بعض السكان دفعت السلطات إلى الموافقة على إجراء تصويت على إقامته، بعد نجاح المعارضين في جمع توقيعات الـ10% من السكان المطلوبة لمثل هذا التصويت قانونًا.

مشروع لتخزين الطاقة
مشروع لتخزين الطاقة - الصورة من إيست آند بيكون

تعديل غرض أرض المشروع

عدّلت مدينة خليج مورو بولاية كاليفورنيا الأميركية غرض أرض محطة كهرباء قديمة متوقفة منذ عقد من الزمن، من صناعي إلى سياحي أو خدمي أو تجاري.

وفي حال حصلت شركة "فيسترا كورب" على الموافقة لتدشين مشروع تخزين الطاقة في كاليفورنيا على هذه الأرض، فإن المدينة ستحتاج لتعديل غرضها مرة أخرى إلى "صناعي". وقد يكون ذلك من أهم أسباب رفض العديد من السكان للمشروع.

وقال عضو مجموعة السكان الرافضة التي طلبت التصويت على إقامة المشروع باري برانين: "إن منشأة تخزين الطاقة المفترض إقامتها ستقع وسط المنطقة السياحية، وكل مدينتنا تعيش على إيرادات السياحة".

وأضاف "أن السكان الذين يعيشون في داخل المدينة بعيدًا عن الساحل هم الذين يحتاجون إلى تشغيل مكيف الهواء حيث حرارة الطقس أعلى؛ لذلك من الأفضل إقامة المشروع بالقرب منهم وليس بعيدًا عنهم على الساحل".

في المقابل، تؤكد الشركة صاحبة مشروع تخزين الطاقة في كاليفورنيا، أنه سيعزز كلًا من احتياجات الطاقة في المدينة والمجتمعات المحلية.

غير أن سكان مدينة خليج إيسترو القريبة، عبّروا عن قلقهم -أيضًا- بشأن مشروع تخزين الطاقة، لكن خوفًا من اشتعال النيران، مستشهدين بحادث للشركة نفسها عام 2022، تسبّب في انقطاع شبكة الإنترنت لمدة أشهر.

إلا أن تقرير "فيسترا" بالنسبة لمشروع خليج مورو خلص إلى "أنه ليست هناك مخاطر مهمة على المجتمع المحلي.. إذا اشتعلت نيران في المشروع وحركت الرياح الدخان إلى المنازل القريبة لن تكون أدخنة ملوثة بالسموم بدرجة مرتفعة إلى مستوى الإضرار بالصحة العامة".

وأشارت الرئيسة المشاركة لشركة "لومن إنرجي" جرونيمو أيدين، إلى أن حوادث منشآت تخزين الطاقة في أميركا تتسم بالندرة، ولا تتعدى نسبة 2%، وغالبًا ما تحدث خلال أول عامين من المشروع.

إلا أن هذا التقرير، ورؤية البعض مثل أيدين، لم ينجحا في طمأنة السكان القلقين؛ لذلك دفعوا نحو التصويت المسمى "ميجور إيه-24".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق