يشهد أكبر حقل غاز في الجزائر، وهو حقل حاسي الرمل، جهودًا مكثفة للحفاظ على معدلات إنتاجه وعدم تعرضها لأي انخفاض في المستقبل، خاصة أنه واحد من أكبر الحقول عالميًا، حسب بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي هذا الإطار، أقدمت شركة سوناطراك الجزائرية، اليوم الخميس 23 مايو/أيّار 2024، على توقيع عقد جديد من شأنه تعزيز مستويات إنتاج الغاز، ودعم الإمدادات محليًا ودوليًا.
ومنحت الشركة عقدًا إلى شركة بيكر هيوز الأميركية (Baker Hughes) المعنية بتطوير تقنيات الطاقة وخدمات حقول النفط، يعود بالنفع على حقل حاسي الرمل.
ووفق متابعة منصة الطاقة، تنفذ الشركة الأميركية التزاماتها تجاه العقد، بالتعاون مع شركة تكنيمونت ماير (Tecnimont) الإيطالية، لتطوير أكبر حقول الغاز في الجزائر وأفريقيا.
ويتولى ائتلاف الشركتَين الأميركية والإيطالية تنفيذ منشآت تضمن استمرار تدفق مستويات إنتاج الحقل، عند 188 مليون متر مكعب يوميًا.
تفاصيل العقد
أوضحت شركة سوناطراك أن المنشآت المرتقبة تستهدف تعزيز مكامن الغاز في حقل حاسي الرمل، بصفتها ثاني خطوات المرحلة الثالثة لتطوير الحقل واحتواء عملية النضوب الطبيعية.
وبموجب العقد، تزوّد "بيكر هيوز" الحقل بنحو 20 خط ضغط معتمدة على الهيكل الخامس لتوربينات الغاز، بالإضافة إلى ضاغط بتقنية بي سي إل (BCL)، وفق بيان الشركة الأميركية.
ومن المقرر تثبيت هذه الخطوط على 3 محطات تعزز تدفقات الغاز داخل الحقل، وتشكل هذه المحطات جزءًا من إستراتيجية الجزائر الرامية لترسيخ أقدامها في سوق الطاقة العالمية، وتأكيد دور الغاز الطبيعي مصدرًا رئيسًا للطاقة.
وتفصيليًا، يشمل عقد أكبر حقل غاز في الجزائر توزيع خطوط ضغط على نطاق المحطات المركزية والشمالية والجنوبية بإجمالي 20 خط ضغط، بالإضافة إلى إعادة تأهيل شبكة تجميع الغاز الحالية.
ويتضمن -أيضًا- بناء 3 وحدات تكون مهمتها استخلاص الزئبق من المكثفات، والتنسيق بين خطوط معالجة وحدات الإنتاج في الحقل، مع الربط بين المرافق (شبكة المياه، وأنظمة الديزل، وغيرها)، طبقًا لبيان شركة سوناطراك المنشور على صفحتها في فيسبوك.
وتعتزم بيكر هيوز تعبئة الضواغط بعد تصنيعها واختبارها، في منشآت تابعة للشركة في إيطاليا، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
الإطار الزمني
يقضي الاتفاق بالانتهاء من إضافة مرافق التعزيز الجديدة للمحطة المركزية في غضون 33 شهرًا مع التخطيط لبدء تشغيل ضواغط التعزيز بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2026.
ويستغرق تطوير المرافق الخاصة بالمحطة الشمالية 36 شهرًا لتبدأ التشغيل بحلول يناير/كانون الثاني 2027، وتطوير المحطة الجنوبية خلال 39 شهرًا لتبدأ تشغيل خطوط الضغط الجديدة في أبريل/نيسان 2027.
وأوضحت سوناطراك، أن إنجاز المشروع سيعزّز من مستويات إنتاج الغاز في حقل حاسي الرمل، بما يتيح لأكبر الحقول في الجزائر وأفريقيا بتلبية الطلب المحلي، والتزامات الشركة الدولية.
ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج الجزائر من الغاز، من عام 2022 حتى 2024:
تُشير شركة بيكر هيوز إلى أن تقنياتها ستجعلها تؤدي دورًا رئيسًا في تطوير مشروع أكبر حقل غاز في الجزائر، عبر دعم استقرار ضغط الغاز الطبيعي وزيادة الإنتاج.
ولفتت الشركة الأميركية إلى أن هذه الخطوة ستعزز نظام الطاقة الجزائري، وأمن الطاقة الأوروبي في آن واحد.
وعبر التعاون بين "بيكر هيوز" و"تكنيمونت" الإيطالية، يشكل تطوير حقل حاسي الرمل إحدى محطات التعاون الإستراتيجي بين الجزائر وإيطاليا، الذي يشمل توقيع اتفاقيات لدعم الإنتاج.
وتؤدي محطات ومرافق تعزيز أكبر حقول الغاز الجزائري دورًا مهمًا لسوق الطاقة العالمية، خاصة أن الجزائر حلّت في المرتبة الثانية ضمن أكبر موردي الغاز إلى أوروبا العام الماضي 2023، وأكبر مورد لإيطاليا.
حقل حاسي الرمل
يُعد حقل حاسي الرمل أكبر حقول الغاز الطبيعي في الجزائر، وأحد كبريات الحقول العالمية، ويمثّل مصدرًا لأبرز تدفقات الغاز المحلية والأوروبية.
واكتُشف الحقل -الذي يقع على مسافة 550 كيلومترًا جنوب العاصمة الجزائرية- عام 1956، وقُدرت احتياطياته حتى نهاية عام 2020 بنحو 2.3 تريليون متر مكعب، في تراجع عن تقديرات عام 2019 البالغة 4.3 تريليون متر مكعب، حسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي (BP).
وقدرت وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) احتياطيات الحقل بنحو 2.4 تريليون متر مكعب (85 تريليون قدم مكعبة)، بما يتجاوز نصف الاحتياطي الإجمالي للغاز في الجزائر.
وخلال العام الماضي 2023، جددت سوناطراك عقود التصدير لعملائها في "إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وتركيا"، استنادًا إلى اكتشافات الغاز المحققة في البلاد على مدار السنوات القليلة الماضية، وأبرزها الاكتشافات المتواصلة في حقل حاسي الرمل.
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تدعو بيكر هيوز إلى التعاون مع سوناطراك في مجالات الطاقة
- سوناطراك الجزائرية توجه استثمارات ضخمة لزيادة إنتاج النفط والغاز
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا في الربع الأول.. الجزائر تواصل التفوق
اقرأ أيضًا..
- مؤشرات لاكتشافات غاز كبيرة مرتقبة في الجزائر.. وهذه مواقعها
- رحلة قطاع الطاقة في المغرب.. وزراء ومسؤولون يتحدثون (ملف خاص)
- الدبيبة يرفض عودة وزير النفط الليبي ولا يرد على مراسلاته (خاص)
