التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تراجع دعم الأميركيين لإجراءات مكافحة تغير المناخ.. للمرة الأولى (استطلاع)

أسماء السعداوي

يحظى تغير المناخ باهتمام كبير في الأوساط الأميركية، ومن أجله أقر الرئيس جو بايدن قانون خفض التضخم الذي يقدم إعانات وإعفاءات ضريبية سخية لتقنيات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.

وكشف استطلاع حديث لجامعة مونماوث الأميركية، عن أن معظم المواطنين يعترفون بوجود الظاهرة التي تؤثر في الحياة على الأرض وتتسبب في أحداث مناخية متطرفة.

وبحسب النتائج التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تراجع عدد من ينظرون إلى تغير المناخ بوصفه "مشكلة خطيرة للغاية" بأكثر من النصف مقارنة باستطلاعات الجامعة في عام 2015.

كما تراجع دعم المواطنين للإجراءات الحكومية لمكافحة تغير المناخ بالنسبة إلى أكثر من نصف من استُطلعت آراؤهم (بمعدل 6 من كل 10)، للمرة الأولى منذ عام 2015.

استطلاع تغير المناخ

يقول المدير العام لمعهد استطلاعات الرأي التابع لجامعة مونماوث باتريك موراي، إن معظم الأميركيين ما زالوا يؤمنون بأن تغير المناخ حقيقي، لكن الاختلاف الذي كشفه الاستطلاع هو الانخفاض في عدد من يشعرون بالإلحاح تجاه القضية إلى أقل من النصف، خاصة بين الشباب.

ويعتقد 73% أو 3 من كل 4 من الأميركيين أن المناخ العالمي يتعرض لظواهر طقس أكثر تطرفًا وارتفاع مستوى البحار، في حين نفى 23% آخرون حدوث ذلك.

ويقل ذلك عن نسبة 76% في عام 2021، و78% في 2018، لكنها أعلى من 70% في 2015.

حريق غابات فير فيو في لوس أنغلوس
حريق غابات فير فيو في لوس أنغلوس - الصورة من "ساينتيفيك أميركان"

ويعتقد نحو كل الديمقراطيين أو 92% منهم أن تغير المناخ حقيقي، وهو ما يتسق مع 94% في 2021، و92% في 2018، و85% في 2015.

في المقابل، يعتقد 51% فقط من الجمهوريين أن تغير المناخ حقيقة واقعة بما يتسق مع 48% في 2021، و49% في 2015، لكنه أقل من 64% في 2018.

وبالنسبة إلى المستقلين، يؤمن 71% منهم بوجود تغير المناخ بأقل من نسبة 81% في 2021، و78% في 2018، و74% في 2015.

وانخفضت النسبة المئوية للشباب بين عمر 18 و34 عامًا الذين يرون أن تغير المناخ مشكلة خطيرة للغاية بنسبة 17 نقطة على مدار السنوات الثلاث الماضية إلى 50%، مقارنة بنسبة 67% في 2021.

الانتخابات الأميركية

يعد 46% من الأميركيين تغير المناخ مشكلة خطيرة للغاية، بزيادة عن نسبة 41% في استطلاع الجامعة لعام 2015، لكنه أقل من 54% في استطلاع 2018، و56% في 2021.

وبالمقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، تراجع القلق بشأن تغير المناخ بمقدار 8 نقاط مئوية بين الديمقراطيين، إذ يرى 77% منهم أنها مسألة خطيرة للغاية بانخفاض عن نسبة 85% في استطلاع 2021.

وفي المقابل، كانت النسبة أقل بين الجمهوريين الذين يرى 13% منهم أن تغير المناخ مسألة خطيرة للغاية مقابل 21% في عام 2021، وبالنسبة إلى المستقلين، كانت النسبة 43% مقابل 56% في 2021.

وانخفض الدعم للعمل الحكومي لمكافحة تغير المناخ؛ إذ قال أكثر من النصف إنه ليس مهمًا للغاية بنسبة 29%، ولا مهم جدًا بنسبة 23% من المستطلعين.

وبحسب الاستطلاع، تواصل الأغلبية دعمها للعمل الحكومي، إلا أنها أقل من 66% في 2021، و69% في 2018 و64% في 2015.

ويدعم 59% الإجراءات الحالية لتقليل الأنشطة المسببة لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، في حين يعارضها 36%.

ويدعم 89% من الديمقراطيين الإجراءات الحكومية لمكافحة الظاهرة، في حين أن النسبة تبلغ 30% بين الجمهوريين.

كما انخفض الدعم بين المستقلين إلى 55% مقارنة بـ67% في عام 2021، بحسب نص نتائج الاستطلاع المنشور عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لجامعة مونماوث.

تغير المناخ

الأولوية للمناخ؟

كشف استطلاع أجرته جامعة مونماوث في أبريل/نيسان (2024) عن أن 15% فقط من الناخبين يرون تغير المناخ مسألة حاسمة في اختيار الرئيس الجديد، على حساب قضايا التضخم والهجرة والإجهاض.

وذكرت قناة "إن بي سي" (NBC) في أبريل/نيسان -أيضًا- أن تغير المناخ ليس الأولوية القصوى للناخبين، وفي العام الماضي، حل المناخ في المرتبة الـ17 من بين 21 قضية مهمة سياسيًا بعد الاقتصاد والتضخم.

كما وجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب أن الطاقة والبيئة حلتا في آخر أولويات الناخبين، وسجل مركز أبحاث "داتا فور بروغريس" أن تغير المناخ يحتل مركزًا منخفضًا في أولويات الناخبين.

ورصد مركز بيو للأبحاث آراء الأميركيين -خاصة المشككين بالمناخ- وكشفت النتائج عن أن معظم المستطلعة آراؤهم يتفقون على أن مناخ الأرض يتغير، لكنهم قالوا إن تلك التغييرات جزء من أنماط طبيعية تتغير بمرور الزمن، ولا يملك البشر سبيلًا للسيطرة عليها.

وكشف استطلاع في عام 2019 عن أن معظم الأميركيين بنسبة 68% لا يرغبون في دفع 10 دولارات شهريًا إضافية على فواتير الكهرباء لدعم تغير المناخ.

الترهيب المناخي

الكاتبة غابريلا هوفمان
الكاتبة غابريلا هوفمان - الصورة من موقع منتدى النساء المستقلات

تقول مديرة مركز الطاقة والحفاظ على البيئة في منتدى النساء المستقلات غابريلا هوفمان، إن إدارة الرئيس بايدن أعلنت حالة طوارئ مناخية، وهو قرار من شأنه أن يرفع أسعار الطاقة ويزيد الاعتماد على الدول الملوثة.

كما جعل القلق المناخي والحياد الكربوني محورين رئيسين في جدول الأعمال منذ اليوم الأول في البيت الأبيض، وفق ما ذكرته هوفمان في مقال لها.

وتضمن ذلك نشر السيارات الكهربائية والتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري ومواقف مرتبطة بالبيئة والمجتمع والحوكمة واعتبارات لتغير المناخ في وضع القواعد الحاكمة.

وبغض النظر عن إصدار التوجيهات أو إنفاق المليارات من الميزانية الفيدرالية على المبادرات الخضراء، تقول الكاتبة إنه لا يبدو أن معظم الأميركيين يشترون ما يبيعونه.

وأوضحت أن الحياد الكربوني وأوامر المناخ لن تلقى صدى أبدًا بين معظم المواطنين، لأنها غير عملية وخطرة.

وأكدت أن ما يريده معظم المواطنين هو سياسة طاقة تشجع الفحم والنفط والغاز الطبيعي والطاقة النووية والطاقة الحرارية الأرضية والكهرومائية، وليس التركيز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتقطعة وغير الموثوقة، بحسب مقال الكاتبة الذي نشره منتدى النساء المستقلات (iwf) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستؤدي التوجيهات المناخية إلى تحويل معظم الأمريكيين بعيدًا عن الجهود الحقيقة للحفاظ على البيئة وحماية البيئة الكلاسيكية، ولذلك يرفض الناس الترهيب المناخي ويمنحون الأولوية لأمور ملموسة تؤثر في حياتهم بصورة مباشرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق