5 تحديات تواجه هيمنة الصين على قطاع الطاقة المتجددة عالميًا (تقرير)
نوار صبح
- • الصين حققت تقدمًا كبيرًا في سعيها للسيطرة على التكنولوجيات الخضراء الجديدة
- • هيمنة الصين على قطاعات الطاقة الجديدة ستواجه تحديات بسبب السياسات الصناعية والتعرفات الجمركية
- • مشكلات سلسلة التوريد في الصين سوف تتفاقم بسبب التطورات التنظيمية في الولايات المتحدة
- • الرقابة الصارمة على الرقائق أدّت إلى عدم كفاية الإنتاج واختلال التوازن البنيوي في الصين
توفر هيمنة الصين وتأثيرها المتزايد في سلاسل إمدادات الطاقة العالمية مصادر جديدة للنفوذ، إلّا أن ذلك لا ينفي وجود تحديات وتداعيات محتملة لهذه الهيمنة.
وبحسب تقرير حديث اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على تفاصيله، فإن بكين -على الرغم من تحقيقها تقدمًا كبيرًا في سعيها للسيطرة على التقنيات النظيفة الجديدة- تواجه العديد من الظروف الصعبة.
وعلى مدى العقد الماضي، أعطت القيادة الصينية الأولوية لنمو قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة الجديد، الذي يشمل الألواح الشمسية، وبطاريات أيونات الليثيوم، وسيارات الطاقة الجديدة.
وتُعرف هذه الفئات بالقطاعات "الـ3 الجديدة" التي تمثّل تحولًا بعيدًا عن محركات النمو الاقتصادي "الـ3 القديمة" في بكين: الأجهزة المنزلية، والملابس، والأثاث.
وقد راهنت الدولة الآسيوية بصورة كبيرة على الصناعات الـ3 الجديدة، مع تدفّق التمويل والتكنولوجيا والمواهب إلى هذه الصناعات.
دعم تنمية الطاقة المتجددة في الصين
أولًا: تتطلع الصين إلى إعادة توازن اقتصادها بعيدًا عن قطاعات البنية التحتية والعقارات والتحول نحو قطاعات الطاقة المتجددة، والطاقة الخضراء الجديدة، التي يقال، إنها أسهمت بمبلغ 1.6 تريليون دولار في اقتصادها في عام 2023.
وفي مارس/آذار 2024، حدّد المجلس الشعبي الوطني "تركيزًا صريحًا على السياسة الصناعية التي تدعم قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، مع دعم ضئيل للغاية من السياسة المالية للاستهلاك الأسري"، حسب تقرير صادر عن المؤسسة البحثية الأميركية "ذا هيريتيج فاونديشن" (The Heritage Foundation).
ومن المثير للقلق أن "هذا المزيج من السياسات يؤدي إلى تفاقم التأثيرات التجارية للقدرة الصناعية المتنامية التي تدعمها بكين، ويمكن أن يضع البلاد على مسار المواجهة التجارية" مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2024.
فرض الضغوط على الحزب الشيوعي
ثانيًا: كان الانحدار الاقتصادي البنيوي الكبير الذي شهدته الصين مؤخرًا سببًا في فرض الضغوط على الحزب الشيوعي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، فإن أغلب العوامل التي أسهمت في النمو السريع على مدى العقدين الماضيين، مثل "قوة العمل المتوسعة، والائتمان والاستثمار غير المسبوقين، وقطاع العقارات المزدهر، وبناء البنية التحتية لمرة واحدة، والبيئة الخارجية البنّاءة، لا يمكن تكرارها في العقد المقبل".
ويعاني اقتصاد بكين من الركود وأزمة العقارات، والديون، وتضاؤل الثقة بين المستثمرين.
وتستند وجهة نظر بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس،"Goldman Sachs"، الذي يرى أنه "لا ينبغي للمرء أن يستثمر في الصين"، جزئيًا، إلى الانحدار المتوقع في الاقتصاد على مدى العقد المقبل.
دور السياسات الصناعية والتعرفات الجمركية
ثالثًا: ستواجه هيمنة الصين في قطاعات الطاقة المتجددة تحديات بسبب السياسات الصناعية والتعرفات الجمركية في جميع أنحاء العالم.
وسوف تتفاقم مشكلات سلسلة التوريد في بكين بسبب التطورات التنظيمية في الولايات المتحدة، حسب تقرير صادر عن المؤسسة البحثية الأميركية "ذا هيريتيج فاونديشن" (The Heritage Foundation).
ويتمثل التحدي الآخر الذي يواجه هيمنة الدولة الآسيوية على قطاع سيارات الطاقة الجديدة في نقص الرقائق، نتيجة لقانون خلق حوافز مفيدة لإنتاجها وقانون العلوم، الذي أثّر بصورة كبيرة في صناعة السيارات العالمية.
وقال الكاتب الصحفي لدى صحيفة تشاينا بريفنغ، يي وو: إن "الرقابة الصارمة على الرقائق أدت إلى عدم كفاية الإنتاج واختلال التوازن البنيوي في الصين، ومن ثم ارتفاع تكاليف إنتاج السيارات".
العمل القسري في سلسلة توريد الطاقة الشمسية
رابعًا: يتمثل التحدي الكبير الذي تواجهه الصين في استخدامها للعمل القسري في سلسلة توريد الطاقة الشمسية، وتُعدّ مقاطعة شينجيانغ مسؤولة عن أكثر من 54% من إنتاج البولي سيليكون في بكين.
وقد تورط العديد من شركات الطاقة المتجددة الكبرى العاملة في شينجيانغ بالعمل القسري، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتفيد تقارير الأمم المتحدة أن العديد من العمال المسلمين الأويغور في شينجيانغ يتعرضون لظروف تصل إلى العمل القسري والاستعباد، وغير قادرين على رفض العمل دون التهديد بإعادة التعليم والاعتقال.
بدوره، أقرّ الكونغرس الأميركي قانون منع العمل القسري للأويغور، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2022، و"أدى إلى توقّف تدفّق واردات الطاقة الشمسية من الصين إلى الولايات المتحدة، وتوقّف مشروعات واسعة النطاق".
سياسة الطاقة في الصين
خامسًا: تواجه الصين تناقضات جوهرية في سياسات الطاقة التي تنتهجها، فهي في الوقت نفسه، تدافع عن نفسها بوصفها حارسة البيئة، وتسعى بقوة إلى إنتاج الوقود الأحفوري.
وفي خطابه في عام 2022 أمام المؤتمر الـ20 للحزب الحاكم، ذكر الرئيس شي جين بينغ أن بلاده لن تتوقف عن استعمال الوقود الأحفوري حتى تثق في أن الطاقة النظيفة يمكن أن تحلّ محلّه بشكل موثوق، مؤكدًا أهمية أمن الطاقة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من تنفيذ توسعة ضخمة في محطات كهرباء تعمل بالفحم في بعض أغنى أقاليم الصين، يحثّ الرئيس الصيني الدول الأخرى على الالتزام "بالتعاون" في قضايا المناخ.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في الصين تتجاوز قدرة محطات الفحم لأول مرة خلال 2023 (تقرير)
- الطاقة المتجددة في الصين تقود العالم بتركيبات قياسية خلال 2023 (تقرير)
- وظائف الطاقة المتجددة في الصين ترتفع وتواصل الريادة العالمية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز.. السعودية ومصر في القائمة (إنفوغرافيك)
- تسعير النفط بالدولار.. وماذا حدث للسعودية قبل 2008 (تقرير)
- إنتاج الصلب الأخضر.. كيف يُسهم في خفض الانبعاثات بحلول 2050؟