إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة تشهد تحديات كبيرة.. ودور مهم لـ"شيفرون"
نوار صبح
تبذل الحكومات والشركات جهودًا كبيرة لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها، على سبيل المثال، النقل بالشاحنات الثقيلة، والشحن، والطيران، والحديد والصلب، والمواد الكيميائية، والبتروكيماويات.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تمثّل هذه القطاعات ما يقرب من 25% من استهلاك الطاقة في العالم، ونحو 20% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح التقرير أن القاسم المشترك بين إنتاج الصلب والأسمنت والمواد الكيميائية يكمن في أنها قطاعات تحاول تلبية الطلب المتزايد مع إزالة الكربون أو خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وهذا ليس بالأمر السهل.
الطلب على المنتجات كثيفة الانبعاثات
يتزايد الطلب على المنتجات الكيماوية، مثل البلاستيك، وعلى المواد الأولية الداخلة في تصنيعها، بصورة كبيرة.
ويُعدّ قطاع الكيماويات ثالث أكبر مصدر صناعي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون المباشرة، حسبما نشره الموقع الإلكتروني لشركة شيفرون (chevron).
ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الأسمنت بنسبة 2.4% سنويًا حتى عام 2026، بينما كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المباشرة من الأسمنت ثابتة في الغالب في السنوات الأخيرة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA).
وسيكون الانخفاض بنحو 3% سنويًا حتى عام 2030 ضروريًا لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بموجب سيناريو وكالة الطاقة الدولية للحياد الكربوني بحلول عام 2050.
في المقابل، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب بنسبة 30% بحلول عام 2050، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد ارتفع إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن قطاع الحديد والصلب خلال العقد الماضي، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير لزيادة الطلب.
ويُعدّ الصلب والطاقة والكيماويات والأسمنت والتكرير، على سبيل المثال لا الحصر، من الصناعات التي تصعب إزالة الكربون منها أو تقليل انبعاثاتها، وهذا يعني أنها ستحتاج إلى حلول مبتكرة لتقليل كثافة الكربون لديها.
استهلاك كميات كبيرة من الطاقة
تستهلك عمليات الإنتاج في الصناعات التي تصعب إزالة الكربون منها، فضلًا عن تخفيف انبعاثاتها، مثل الصلب والأسمنت، كميات كبيرة من الطاقة، وتطلق الكربون منتجًا ثانويًا.
ويكمن التحدي الذي تواجهه هذه الصناعات، التي تُعدّ ضرورية للحياة الحديثة، في إنتاج المزيد وانبعاثات أقل.
إزاء ذلك توجد عدّة عوامل يمكن أن تدخل في تحديد طريقة تخفيف الانبعاثات، بما في ذلك ما إذا كان ينبغي خفضها خلال الإنتاج، أو التعامل معها بعد إنتاجها، أو كلاهما، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتمثل أحد الحلول المحتملة لمعالجة الكربون المنبعث في احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه (CCUS)، وتشمل الاعتبارات الخاصة باختيار نوع التخفيض ما يلي:
طريقة احتجاز ونقل وتخزين الانبعاثات إذا كانت الشركة تتطلع إلى احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، و مصادر الوقود البديلة، مثل الهيدروجين، التي يمكن أن تعطي نتائج مماثلة لما تستعمله بالفعل.
يضاف إلى ذلك السياسات الموجودة على المستوى المحلي ومستوى الولايات والمستوى الفيدرالي التي قد تمكّن أو تقيّد الجهود المختارة لخفض الانبعاثات، وتوقيت إعداد معدّات أو تكنولوجيا خفض الانبعاثات، مقابل المدة المتوقعة لتشغيل المنشأة، وتكلفة الاستثمار في تقنيات ومعدّات المكافحة.
دور شركة شيفرون
على الرغم من أن بعض الصناعات قد يواجه صعوبة في خفض أو القضاء على انبعاثات غازات الدفيئة، فإنه ما تزال هناك خيارات لخفض كثافة الكربون.
بدوره، يساعد المستشار التجاري لتطوير أعمال الطاقة الجديدة في عملاقة النفط والغاز الأميركية شيفرون (chevron)، آدم ميلر، قطاع تخزين الكربون في الشركة على تحديد العملاء المحتملين والمشروعات للتعاون معهم.
وقال آدم ميلر: "هذا هو المكان الذي يمكننا فيه إحداث فرق من خلال مجموعة مهاراتنا وخبرتنا: فنحن نعرف طريقة احتجاز ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه".
وأضاف: "ويمكن للصناعات الأخرى، مثل الخرسانة والصلب، أن تستفيد من هذه المعرفة، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد مسار اقتصادي للمساعدة في خفض كثافة الكربون لديها".
وأوضح: "تعمل شيفرون على توسيع نطاق جهودها للحدّ من الكربون ومشاركة ما تعلّمته مع الآخرين، ويشمل ذلك تعاملنا مع احتجاز وتخزين الكربون والوقود منخفض الكربون والتقنيات التي تساعد على خفض كثافة الكربون".
تقنيات خفض كثافة الكربون
ما تزال أسواق تقنيات خفض كثافة أو إزالة الكربون في الصناعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها في طور النمو، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت المديرة العامة لتسويق تقنية احتجاز واستعمال وتخزين الكربون لدى شركة شيفرون، كيه سي ليتلفيلد، إلى أن الحل لخفض انبعاثات الكربون ليس واضحًا أو سريعًا دائمًا، مشيرة إلى أن الشركة تتبنّى نهجًا طويل الأمد".
وأضافت: "في الأساس، لا تستطيع هذه الشركات تغيير عملياتها دون تحقيق اختراقات كبيرة؛ وهذا هو سبب أهمية تقنية احتجاز واستعمال وتخزين الكربون".
وأوضحت أنها "إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها المساعدة في تسهيل تحول الطاقة، وإدارة الانبعاثات التي يصعب تقليلها، وتُعدّ ضرورية لنمونا واستمرار أسلوب حياتنا".
موضوعات متعلقة..
- أهداف إزالة الكربون عالميًا لا تكفي للحد من الاحتباس الحراري (دراسة)
- محطات الكهرباء في أميركا تستبعد الهيدروجين من إزالة الكربون
- إزالة الكربون من إنتاج الأسمنت والخرسانة تكافح الاحتباس الحراري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: دولة أفريقية سترسم خريطة الطاقة عالميًا خلال سنوات
- التواطؤ مع أوبك.. "ذريعة" بايدن لمحاربة شركات النفط الأميركية
- عدد حفارات النفط الأميركية ينخفض للأسبوع الثالث على التوالي