كشفت شركة روسية عن أهمية البلاديوم في إنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة، وإمكانات هذا المعدن بأداء دور مهم في عملية التحليل الكهربائي؛ إذ يؤدي استعمال كميات أكبر منه في زيادة نشاط هذه العملية؛ ما يَعِد بتطور هائل في هذه الصناعة.
وعرضت شركة "نورنيكل" Nornickel، عناصر وأسباب أهمية هذا المعدن النفيس بصناعة الطاقة المتجددة، في معرض "هيدروجين تكنولوجي إكسبو" الذي أُقيم في العاصمة الهندية (نيودلهي).
وتستهدف الهند إنتاج 5 ملايين طن من الهيدروجين بحلول 2030، وسط توقعات بأن تصل الاحتياجات إلى 25 مليون طن في 2050؛ إذ يتزايد الطلب في قطاعات عدة مثل الصلب والنقل وإنتاج الأمونيا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ومن المعروف أن الهيدروجين الأخضر يحمل مستقبلًا واعدًا في مجال الطاقة المتجددة، وتحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني المأمول، لكن عنصر تكلفة الإنتاج المرتفعة، وصعوبة النقل، تقف ضمن العوائق أمام تطوير القطاع حتى الآن.
وفي مطلع العام الجاري، أشارت نتائج دراسة أجرتها شركة الأبحاث "آي سي إف" (ICF) إلى توقعات بارتفاع الطلب على الهيدروجين الأخضر في الهند من 5 أو 6 ملايين طن سنويًا إلى ما يتراوح بين 16 مليونًا و18.5 مليون طن سنويًا بحلول 2040.
وقال الرئيس التنفيذي المدير القُطري لشركة إنجي إنديا (Engie India) أميت جين، إن هناك إمكانات هائلة لدى الهند لتكون محورًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يفي بصورة رئيسة بالاحتياجات المحلية وليس للصادرات، إلا أنه أوضح أن تكاليف الإنتاج ستستغرق وقتًا للوصول إلى مستوى يكون فيه استعمال الهيدروجين الأخضر بشكل تجاري واسع النطاق قابلًا للاستمرار.
إمكانات البلاديوم في إنتاج الهيدروجين الأخضر
تُعَد شركة "نورنيكل" الروسية من مزودي المعادن النفيسة الكبار للتقنيات الخضراء، وقدّمت الشركة تجربة تطوير خام البلاديوم في صناعة الهيدروجين الأخضر لخبراء الصناعة في الهند، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد".
وأوضحت الشركة إمكانات البلاديوم الفريدة في تحسين كفاءة إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ كونه يستطيع تقسيم جزيئات الهيدروجين إلى ذرات وتمريرها عبر معدن وإعادة دمجها مرة أخرى. كما يعمل البلاديوم على إنتاج هيدروجين فائق النقاء.
وأشارت الشركة إلى أن استعمال البلاديوم في جهاز التحليل الكهربائي بنسبة 30%، يحفز النشاط ويرفعه بمقدار 3 أضعاف، وفق نتائج اختبارات أجرتها في روسيا.
وقالت مديرة تسويق المنتجات الجديدة في الشركة أنا كارزافينا: "أظهر استعمال البلاديوم في إنتاج الهيدروجين الأخضر كفاءة في كل حلقات سلسلة طاقة الهيدروجين بدءًا من التحليل الكهربائي مرورًا بالنقل ووصولًا إلى خلايا الوقود.. ينقي البلاديوم الهيدروجين للإلكترونيات والطاقة الشمسية وإنتاج الماس الصناعي".
وتتعاون الشركات الهندية مع نورنيكل الروسية في بحث تنفيذ نماذج أولية تعتمد على البلاديوم؛ بهدف تعزيز الإنتاجية وتوسيع استعمال الهيدروجين الأخضر في نيودلهي؛ ما يسهم في تحقيق تحول الطاقة في البلاد.
أسعار البلاديوم
تلتزم الهند بتحقيق الحياد الكربوني وتحول الطاقة في 2070، وفق ما أعلنه رئيس وزرائها ناريندرا مودي، خلال قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية خلال 2021.
غير أن الهند، التي تحتل المركز الثالث بين أكبر الدول المُصدرة لانبعاثات غازات الدفيئة؛ كونها تعتمد بصورة رئيسة على الفحم في توليد الكهرباء، تواجه عقبة التكلفة التي تحتاج إليها لاستثمارات الطاقة المتجددة بصورة عامة، واحتياجات تلك الصناعة من المعادن الحيوية، والتي من بينها البلاديوم، الذي يُستَعمل على نطاق واسع في سيارات الديزل لخفض انبعاثاتها الضارة، كما يدخل في صناعة السيارات الكهربائية.
وأدّى بروز أهمية البلاديوم إلى ارتفاع أسعاره بصورة عامة في الأسواق العالمية مؤخرًا، وتجاوز الذهب في 2019.
وفي 11 فبراير/شباط من 2019، تجاوز سعر البلاديوم الذهب لأول مرة منذ عام 2001، وبلغت الأوقية 1400 دولار أميركي، في حين وصلت أوقية الذهب إلى 1300 دولار أميركي. وارتفعت أسعار البلاديوم في نهاية تعاملات يوم الجمعة 3 مايو/أيار 2024، وسجّلت 1000 دولار للأوقية.
ويرى بعض المحللين أن انتعاش أسعار البلاديوم يتوقّف على نشاط السيارات الكهربائية على وجه الخصوص.
وكانت مؤسسة التصنيف الائتماني الهندية آي سي آر إيه ICRA، قد توقّعت في يناير/كانون الثاني الماضي، أن تنمو سوق السيارات الكهربائية في الهند خلال عام 2024 وما بعده، مع ريادة استثمارات القطاع الخاص المرتبطة بالحوافز الحكومية.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند قريبًا من أول مشروع حكومي
-
نقل الهيدروجين الأخضر في الهند يشهد خطوة مهمة.. وتحذير للحكومة
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في أبريل 2024 تشهد صدارة خليجية
-
رئيس شركة إنجي الفرنسية في السعودية: خطة توسع ضخمة.. وهذه أهدافنا للهيدروجين (حوار)
-
العقوبات على روسيا.. لماذا تخفف أميركا قبضتها عن قطاع الطاقة في موسكو؟ (مقال)