إغلاق محطات الفحم في جنوب أفريقيا يوفر 2.6 مليار دولار
أسماء السعداوي
تترقّب محطات الفحم في جنوب أفريقيا تطورًا جديدًا يمهّد إلى تحسين قدرات شبكة الكهرباء والتخلص من الفحم الملوث للبيئة.
ويستحوذ الفحم على مزيج توليد الكهرباء بصورة رئيسة، إذ يشكّل أربعة أخماس الإنتاج، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعتزم البلاد تقديم موعد إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم، لتأمين تمويل مناخي سيوفّر للبلاد 2.5 مليار دولار أميركي.
ويمثل ذلك تراجعًا عن تصريح لجنوب أفريقيا في العام الماضي (2023)، بشأن اعتزامها تأجيل الموعد المخطط له لإغلاق محطات الفحم لحل أزمة انقطاع التيار المتفاقمة.
إغلاق محطات الفحم في جنوب أفريقيا
كشف مسؤول تابع لمكتب رئيس الجمهورية سيريل رامافوزا، عن أن جنوب أفريقيا ستقدم جدولًا زمنيًا جديدًا، لتبكير موعد إغلاق محطات الفحم، إلى مؤسسة صناديق الاستثمار في المناخ (CIF) خلال شهر يونيو/حزيران المقبل (2024)، لضمان الحصول على تمويل جديد.
ويضمن الجدول المقترح بقاء جنوب أفريقيا على الطريق الصحيح، للحصول على تمويل بموجب شراكة تحول الطاقة العادل (JETP)، وهو اتفاق بقيمة 9.3 مليار دولار مع أغنى دول العالم أُعلن لأول مرة في عام 2021.
وبموجب الشراكة، ستحصل جنوب أفريقيا على التمويل المناخي بشرط خفض اعتمادها على الفحم، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
ويقول المدير المالي في وحدة إدارة المشروعات المشرفة على مشروع شراكة تحول الطاقة العادل داخل مكتب الرئاسة الجنوب أفريقي نيل كول: "ما نقدمه إلى مؤسسة صناديق الاستثمار في المناخ هو تعديل لخطة إغلاق المحطات المرتبطة بهدف الانبعاثات الذي يتعيّن علينا تحقيقه".
وفي حال قبول المقترح، ستحصل جنوب أفريقيا على قروض بقيمة 500 مليون دولار على مدار مدة تتراوح بين 10 و30 عامًا، بمعدل فائدة يقل عن 1%، ومدة سماح 8 سنوات، وذلك من مؤسسة صناديق الاستثمار التابعة للبنك الدولي.
ومن شأن ذلك أن يزيل مخاطر تعثر القروض الميسرة المقرر أن تقدمها جماعات تنموية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي تعهد بتقديم 570 مليون دولار، وبنك التنمية الأفريقي الذي خصّص 255 مليون دولار لجنوب أفريقيا، و70 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية.
يُضاف إلى ذلك تمويل آخر من وكالات التنمية في جنوب أفريقيا بقيمة 300 مليون دولار، ومنها مؤسسة التنمية الصناعية، وبنك التنمية في جنوب أفريقيا، كما ستأتي 875 مليون دولار من مؤسسات خاصة.
تفاصيل الخطة
يتضمّن الجدول الزمني الجديد لإغلاق محطات الفحم في جنوب أفريقيا إغلاق محطات كامدين وغروتفلي وهندرينا التابعة لشركة إسكوم (Eskom) أكبر مرفق كهرباء في البلاد خلال المدة بين عامي 2027 و2030.
ومن أجل تحقيق هدف خفض الانبعاثات، بما يصل إلى 71 مليون طن سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بناء على طلب مؤسسة صناديق الاستثمار في المناخ، ستُجري مؤسسة الرئاسة في جنوب أفريقيا محادثات مع شركة إسكوم، لإغلاق عدد من الوحدات داخل محطات فحم أخرى.
ولم يُقرر بعد عدد الوحدات التي ستغلق أبوابها، لكن كول قال: "نأمل أن نحصل على هذه البيانات بحلول يونيو.. لن تُعود إلى الخدمة مجددًا".
وسيُدرس المقترح بموجب برنامج تسريع استثمارات التحول عن الفحم التابع لمؤسسة صناديق المناخ.
وبمجرد قبول الاقتراح، سيُقرر بشأن المؤسسات الجنوب أفريقية التي ستحصل على القروض.
انتقادات
ستُوجه الأموال إلى تحسين كفاءة شبكات الكهرباء المحلية، ما يسمح بزيادة تدفق إنتاج مصادر الطاقة المتجددة.
ومن الممكن تخصيص الأموال لصالح إغلاق محطات الفحم في جنوب أفريقيا، والاستفادة منها في إنتاج الطاقة المتجددة.
وربما تحصل شركة إسكوم على جزء من القروض، وكذلك الخزانة الوطنية، لتوفير فرص عمل وأنشطة اقتصادية بديلة للمجتمعات المعتمدة على الفحم.
ونالت شراكة انتقال الطاقة العادل انتقادات من قِبل وزراء في الحكومة ونقابات عمالية، لأنها ستفاقم أزمة انقطاع التيار، وسيخسر بسببها عشرات الآلاف من العمال في مناجم الفحم ومحطات الكهرباء وظائفهم.
بدورها، أوضحت وزارة التنمية الألمانية، أن الهدف من الشراكة هو دعم قطاع الطاقة حتى تتمكن جنوب أفريقيا من الالتزام بمسار الانبعاثات المتفق عليه وإغلاق محطات الفحم.
الانتخابات العامة
أشاد وزير الكهرباء في جنوب أفريقيا كجوسينتشو راموكجوبا، بعدم انقطاع التيار منذ 40 يومًا، عازيًا الأمر إلى "الأداء الجيد لمحطات إسكوم".
كما توقع استمرار الأداء الجيد للقطاع خلال شهر مايو/أيار موعد انعقاد الانتخابات العامة في يوم 29.
وقلّل التحالف الديمقراطي، حزب المعارضة الرئيس في البلاد، من التطور، موضحًا أن عدم انقطاع التيار جاء نتيجة مضاعفة أموال الحكومة لتشغيل المحطات بالديزل بمقدار أربع مرات خلال الأعوام الماضية.
كما أثار الأمر مزيدًا من الشكوك بين المواطنين، لأنه يندُر حدوث ذلك في الدولة التي اعتادت على قطع الكهرباء بصورة شبه يومية على مدار سنوات عدة.
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أن نحو ثلثي الناخبين لن يصوّتوا لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم بسبب انقطاع الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- شل تتجه للتخارج من جنوب أفريقيا بعد 122 عامًا.. القصة كاملة
- الطاقة النووية في جنوب أفريقيا تترقب تطورًا قد يغير خريطتها عالميًا
- أمن الطاقة في جنوب أفريقيا.. شركة توفر مصادر متجددة بأسعار رخيصة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مصادر: الجزائر لن تقطع الغاز عن إسبانيا.. والمغرب يؤمن إمداداته
- واردات اليابان من الغاز المسال تنخفض.. و3 دول خليجية بالقائمة
- إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا أمام فرصة حقيقية.. سيجعلها "قوة عظمى"
- حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي تتجاوز 30% لأول مرة