رولز رويس تضرب الأحلام النووية لبريطانيا وتجمد مشروع مفاعلات
هبة مصطفى
أقدمت شركة رولز رويس (Rolls-Royce) على خطوة تضرب طموحات الطاقة النووية البريطانية في مقتل، في توقيت حرج للغاية تسعى فيه لندن إلى ضمان أمن الطاقة واستقلالها.
وبحسب تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، جمّدت الشركة مشروعًا كانت تهدف من خلاله إلى تزويد بريطانيا بالمفاعلات المعيارية الصغيرة التي يطلق عليها اختصار إس إم آر (SMR).
جاء ذلك عقب مرور ما يقرب من 7 أشهر على إعلان هيئة الوقود النووي -المعنية حكوميًا بإدارة خطط المفاعلات الصغيرة- نجاح 6 شركات في إحراز تقدم لتصميمات المفاعلات، من بينها الشركة المذكورة.
تجميد المشروع
حمّلت شركة رولز رويس، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، الحكومة البريطانية مسؤولية التأخير في خطوات مشروع إنشاء مصنع للمفاعلات النووية الصغيرة.
ويُعد المصنع -الذي كان مخططًا بناؤه في ويلز- واحدًا بين مشروعين استهدفتهما الشركة، لدعم الطاقة النووية في بريطانيا.
واستهدفت الشركة إنتاج المصنع لأوعية الضغط اللازمة للمفاعلات الصغيرة، باستثمار قدره 200 مليون جنيه إسترليني، ورغم تبني الشركة مقترح المشروع فإن أمورًا متعلقة بالوقت دفعتها إلى إعلان قرار التجميد.
*(الجنيه الإسترليني = 1.25 دولارًا أميركيًا)
وعانت الشركة تأخيرات حكومية، وضعتها في موقف حرج في ظل مطالبتها بدعم أهداف بريطانيا حول بدء المشروعات النووية الصغيرة والمتوسطة، خلال العقد المقبل.
وقالت رولز رويس، إن المدة المتبقية، حتى تبدأ الحكومة البريطانية تنفيذ خطتها النووية، لن تسمح لها ببناء المصنع وبدء إنتاج أوعية الضغط اللازمة، وفق موقع بانش لاين جلوستر (Punchline-Gloucester).
خلاف على الموقع
اتهمت شركة رولز رويس هيئة الوقود النووي في بريطانيا المعروفة اختصارًا بـ(جي بي إن GBN) بدفعها إلى تجميد المشروع، بعدما ألغت الهيئة الموقع المختار لبناء المشروع قبل نهاية العام الجاري 2024.
ويأتي ارتباك موقف الهيئة والتزامها أمام الشركة في الوقت الذي رصدت فيه الحكومة البريطانية مبلغًا قدره 210 ملايين جنيه إسترليني، للإنفاق على تطوير تصميم المفاعلات الصغيرة.
ورغم أن شركة رولز رويس استهدفت اختيار أفضل موقع يسمح لها بانتشار تقنياتها، فإنها استبعدت اللجوء لاستيراد أوعية الضغط اللازمة خاصة في ظل محاولات إنجاح المشروع الثاني.
ورغم أن الحكومة البريطانية تستهدف نشر 40 مفاعلًا صغير الحجم في أنحاء البلاد، فإن هناك مخاوف لدى المنتجين حول الاستثمار في الصناعة الناشئة بالبلاد.
ولم تفصح هيئة الوقود النووي -حتى الآن- عن أسباب إلغاء الموقع المختار للمشروع، خاصة أن التصميم الأولي له يتوقع إنتاج 80 ميغاواط من الكهرباء، بالإضافة إلى 200 ميغاواط للتدفئة والبخار.
الطاقة النووية في بريطانيا
تنظر هيئة الوقود النووي البريطانية إلى المفاعلات الصغيرة بوصفها وسيلة جديدة لضمان أمن الطاقة، تجنبًا لبناء محطات نووية كبيرة الحجم تهدر مليارات الجنيهات الإسترلينية.
وكانت رولز رويس ضمن 6 شركات تقدمت بتصميمات مبدئية للمفلاعات الصغيرة، حسبما أعلنت الهيئة في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي 2023.
وطالبت الهيئة الشركات الفائزة بتقديم عروضها، تمهيدًا لإعلان العروض التي وقع عليها الاختيار نهاية العام الجاري 2024.
وكانت بيانات الميزانية البريطانية -المعلنة في مارس/آذار الماضي- قد كشفت عن نية الحكومة تأجيل أول مفاعل نووي صغير، رغم إعلان المشروع منذ عام 2015.
وتأتي تلك الخطوة رغم إعلان الحكومة "خريطة طريق نووية" مطلع العام الجاري، تضمنت الإفصاح عن خطة أكبر مشروع نووي في البلاد خلال 70 عامًا، يبدأ بناؤه العام الجاري ويضاعف السعة النووية للبلاد 4 أمثال بحلول عام 2050.
وفي خضم هذه الطموحات، لم تنجح الحكومة في الاتفاق مع شركة كهرباء فرنسا (EDF) على المدة الزمنية والتكلفة الخاصة بتطوير مفاعل هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C).
موضوعات متعلقة..
- أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا يتأجّل مجددًا
- سياسات الطاقة النووية في بريطانيا محل شك.. هل تنقذها المفاعلات الصغيرة؟
- بريطانيا تستهدف توليد رُبع حاجتها من الكهرباء بالطاقة النووية
اقرأ أيضًا..
- تسرب الهيدروجين يشعل النيران بأكبر مجمع كيميائي في العالم
- مصادر مصرية للطاقة: قطع الكهرباء صيفًا لن يقل عن 3 ساعات.. ونقدر غضب المواطنين
- صفقة بيع محطة رياح جبل الزيت في مصر تثير الجدل.. وأول رد حكومي