توقفت خطط لبناء مشروعات واسعة النطاق لتحويل طاقة الرياح البحرية إلى الهيدروجين الأخضر في ألمانيا، وسط عقبات تنظيمية من شأنها أن تعرقل عمليات التنفيذ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (ومقرها واشنطن).
وكانت شركة آر دبليو إي الألمانية (RWE) تعتزم تنفيذ خطط طويلة الأمد لتركيب 10 غيغاواط من توربينات الرياح البحرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في بحر الشمال بحلول عام 2035، من خلال مبادرة أكوا فينتوس.
وجرى تأجيل أو إلغاء العديد من مشروعات تحويل الرياح البحرية إلى الهيدروجين في أوروبا في الشهرين الماضيين، بما في ذلك مشروع تابع لشركة يونيبير (Uniper) بقدرة 500 ميغاواط في هولندا، وخطط شركتي إس إس إي (SSE) وإكوينور (Equinor) في المملكة المتحدة، ومشروع تجريبي لشركة فاتنفول (Vattenfall) قبالة الساحل الشمالي الشرقي لإسكتلندا.
وتتمتع الرياح البحرية بميزة على الرياح البرية من حيث قدرتها على التوسع، ولكن تظل الرياح البحرية طريقة أكثر تكلفة لإنتاج الطاقة المتجددة.
ولكن إذا كانت الدول الأوروبية ترغب في بناء مشروعات ضخمة للهيدروجين الأخضر داخل حدودها، فقد يكون من الأسهل القيام بذلك في مساحات شاسعة من البحار المفتوحة.
مشروع الهيدروجين الأخضر
كان من المفترض أن تكون المرحلة الأولى من تطوير مشروع "آر دبليو إي" هي ما يسمى مشروع أكوا بريموس 2، الذي كان من المقرر تركيبه في العام المقبل (2024).
ويمثل ذلك مشروعًا تجريبيًا يضم توربينين من شركة سيمنس غاميسا (Siemens Gamesa) بقدرة 14 ميغاواط على أسس ثابتة القاع متصلة مباشرةً بأجهزة التحليل الكهربائي.
ومع ذلك، فإن هذا المشروع التجريبي أصبح الآن متوقفًا بعد أن قررت وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية عدم النظر في دعمه بموجب آلية الاتحاد الأوروبي للمشروعات المهمة ذات الاهتمام الأوروبي المشترك (IPCEI)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "ريتشارج" (Recharge).
ومع ذلك، أوضح مدير التطوير البحري في آر دبليو إي، مارتن دورنهوفر، أنه ما تزال هناك حاجة إلى مشروع تجريبي لإثبات إنتاج الهيدروجين الأخضر من الرياح البحرية، نظرًا إلى مخاطر التحول إلى النشر على نطاق واسع للمطوّرين وسلسلة التوريد بأكملها.
وقال دورنهوفر -في مؤتمر فيوتشر أوفشور 2024 في برلين، خلال الأسبوع الماضي-: "أنت بحاجة إلى التعاون مع مطوّري المشروعات، ومصنعي أجهزة التحليل الكهربائي، ومصنعي توربينات الرياح، وجميع المكونات الأخرى المعنية".
وأضاف أن مثل هذا التعاون يحتاج أيضًا إلى "الدعم المناسب".
مشروعات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا
في سياقٍ متصل، قال مدير التطوير البحري في آر دبليو إي، مارتن دورنهوفر: "أؤيد أن يكون لدينا -أيضًا- تمويل على نطاق صغير لمشروع توضيحي، وليس مجرد النظر إلى 1 غيغاواط".
ويشير دورنهوفر إلى الخطط التي أعلنتها الحكومة الألمانية في يناير/كانون الثاني 2023، لتخصيص مساحة من بحر الشمال حصريًا لإنتاج 1 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، مدعومًا بالرياح البحرية، التي ستُربط بالشاطئ عبر خط أنابيب الهيدروجين، وستُطرح حقوق المنطقة، المعروفة باسم إس إي إن-1، في مزاد مستقبلي.
ومع ذلك، لم تنشر برلين أي تفاصيل أخرى خلال الشهور الـ15 الماضية، لكنها كشفت النقاب عن خطط في يوليو/تموز من العام الماضي (2023) لعقد مناقصات سنوية لإنتاج 500 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر البحري.
وكان من المفترض أن تبدأ هذه البرامج في عام 2023، ولكن لم يُكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذا البرنامج.
وصرح دورنهوفر -على هامش المؤتمر- بأن توقيت كل عملية تحويل الرياح البحرية إلى الهيدروجين على نطاق تجريبي وواسعة النطاق يعتمد على الشروط التنظيمية، مضيفًا أن معدات الاختبار في بيئة بحرية معادية تختلف تمامًا عن الاختبار على الأرض.
وخططت شركة "آر دبليو إي" للبدء بالمشروع التجريبي أكوا بريموس 2، قبل إنشاء مرحلة بقدرة 300 ميغاواط داخل منطقة إس إي إن-1.
مزايا إنتاج الهيدروجين البحري
من جانبه، أوضح المدير الإداري لجمعية دعم مبادرة "أكوا فينتوس" روبرت سيهاور، أنه لم يكن هناك سوى تركيب اختبار صغير واحد لتوربين رياح بحرية مرتبط مباشرةً بجهاز للتحليل الكهربائي، موجود في فرنسا، ولكن لا توجد مثل هذه المنشآت في ألمانيا.
وأضاف سيهاور، أنه حتى مشروع "إتش 2 مير" الذي تموله الحكومة، والذي يهدف إلى استكشاف تكامل أجهزة التحليل الكهربائي البحرية داخل مزرعة رياح بحرية، بما في ذلك مد أنابيب الغاز إلى الشاطئ، لم يختبر سوى إنتاج الهيدروجين البحري.
ورغم أن العناصر المنفردة لإنتاج الهيدروجين في البحر موجودة بالفعل -مثل توربينات الرياح البحرية، ومحطات تحلية مياه البحر، وأجهزة التحليل الكهربائي، وخطوط أنابيب الغاز- فإن "كيفية ترابط بعضها مع بعض ما تزال بحاجة إلى الاختبار"، كما قال سيهاور.
وأكد كل من سيهاور ودورنهوفر أن إنتاج الهيدروجين مباشرةً في البحر وإرساله إلى الشاطئ عبر خطوط الأنابيب، يُعد أرخص من نقل الكهرباء إلى الشاطئ، ثم إنتاج الهيدروجين على الأرض.
وأوضح دورنهوفر: "ثم يمكنك الاستفادة من وفورات الحجم.. إنك تنقل الجزيء بصورة أكثر كفاءة ليمر في خط الأنابيب من مزارع الرياح البحرية البعيدة عن الساحل، مقارنةً بما تفعله في النهاية عبر عدة خطوط".
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تزود ألمانيا بالهيدروجين الأخضر.. ومشروع عملاق منتظر (صور)
- عطاءات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا تنتعش بتمويل حكومي
- نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا يتصدر أولويات ألمانيا (صور)
اقرأ أيضًا..
- واردات الهند من النفط الروسي تخفض الفاتورة 7.9 مليار دولار
- أكبر اكتشاف غاز في بحر الشمال يواجه أزمة.. احتياطياته 309 مليارات قدم مكعبة
- تفاصيل آخر شحنة غاز مسال مصرية قبل وقف التصدير
- هل تأثر الطلب على النفط النرويجي بطفرة السيارات الكهربائية؟.. تقرير حديث يجيب