تتواصل جهود توطين وتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، من خلال عقد صفقات جديدة مع شركات عالمية، بما يتناسب مع جهود الدولة الخليجية لقيادة هذه السوق الواعدة في المستقبل.
وفي هذا الإطار، كشف بيان لشركة هايدروم العمانية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024، توقيع أول اتفاقية تطوير مشروع وحق انتفاع بالأرض، ضمن الجولة الثانية من المزايدات العلنية لأراضي مشروعات الهيدروجين في ظفار.
وجاء توقيع الاتفاقية التي تستهدف تسريع إنجاز مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، بمشاركة رئيس شركة هايدروم، وزير الطاقة العماني المهندس سالم بن ناصر العوفي، وممثلي تحالف مجموعة كهرباء فرنسا "إي دي إف" (EDF)، وشركة جي باور (GPower) وشركة يامنة.
أهداف سلطنة عمان لإنتاج الهيدروجين
خلال حفل توقيع مشروع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، قال وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي، إن بلاده مستعدة لتحقيق ما وعدت به بإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، إذ تطمح لتحقيق نجاحًا عالميًا، وأن تكون في طليعة المنتجين، من خلال منهج الشفافية وتكافؤ الفرص.
وأوضح العوفي أن سلطنة عمان أكملت المرحلة الأولى من مشروعات الهيدروجين الأخضر، التي ستعزز القدرة العالمية على إنتاج الكهرباء بمقدار ضعف القدرات الحالية، بينما تعمل جاهدة في الوقت الحالي على مضاعفة إنجازاتها من خلال الاتفاقية التي توقعها.
ورحب وزير الطاقة بالشركات الجديدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، مؤكدًا أن بلاده ستعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة، بجانب تطوير المواني وحركة النقل البري لتحقيق هذا الهدف، وفق ما جاء في بيان لوزارة الطاقة العمانية.
ولفت إلى تخصيص مواقع مهمة في منطقة الدقم لمشروعات الهيدروجين السابقة، بالإضافة إلى الموقعين الحاليين في محافظة ظفار، موضحًا أن العالم اعترف بقدرة سلطنة عمان القيادية في مجال إنتاج الهيدروجين، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد الوزير ناصر العوفي أن بلاده تتطلع إلى إيجاد حلول للتحديات المستقبلية، وتعمل على تحقيق جاهزية المستهلك النهائي لاستقبال الهيدروجين العماني، لافتًا إلى أن الحديث جرى خلال المرحلة الأولى بشأن نقل الهيدروجين في صورة أمونيا، ولكن سلطنة عمان تسعى لبدء نقله في صورة سائلة، وهو الخيار الأفضل.
مشروعات الهيدروجين في عمان
شهد شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي 2023 انتعاشة كبيرة لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، الذي استطاع عقد 4 صفقات، باستثمارات تتجاوز 38 مليار دولار، ضمن خطط الدولة للحصول على حصة ضخمة في سوق هذا الوقود الأخضر الواعد.
وكانت شركة هيدروجين عمان "هايدروم" قد وقّعت اتفاقيتين لتطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض مع "تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر"، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة "سيمنس إنرجي" (Siemens Energy)؛ لبحث تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية.
بالإضافة إلى ذلك، وقّعت الشركة العمانية مذكرة تفاهم أخرى مع مجموعة "أسياد"، تستهدف التعاون في القطاع اللوجستي لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في حينه.
وبموجب اتفاقيتي تطوير المشروع وحق الانتفاع بالأرض، الذي يجمع شركات عمانية ويابانية وإماراتية وكورية جنوبية، سينتج المشروع أكثر من 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين، ومعالجته إلى أمونيا خضراء للاستعمال محليًا، بجانب تصديرها للأسواق العالمية.
كما سينتج المشروع نحو مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًّا، وأكثر من 175 ألف طن من الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، في حين تسعى هايدروم إلى بحث سبل تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية في سلطنة عمان، باتفاقها مع سيمنس إنرجي.
البحث عن صدارة عالمية
يتصدر الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان أولوية اهتمامات الحكومة بالنسبة لقطاع الطاقة، كما أنه يُعدّ عنصرًا جاذبًا للمستثمرين العالميين والمحليين، لا سيما مع ما تتمتع به الدولة من موارد طبيعية هائلة من طاقتي الشمس والرياح، وكذلك موقعها الإستراتيجي الذي يؤهلها لريادة صادرات هذا الوقود الأخضر.
وتتزايد تطلعات سلطنة عمان لتنويع مصادرها من الطاقة، وخاصة الهيدروجين الأخضر، رغم كونها دولة منتجة للنفط والغاز، لذلك أعلنت الحكومة العمانية الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، في فبراير/شباط 2020؛ لإنتاج 1 إلى 1.25 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وزيادته إلى 8 ملايين طن في 2050.
وحددت الحكومة قيمة استثمارية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، تبلغ نحو 140 مليار دولار، إذ تمكّن هذا القطاع الواعد في الدولة الخليجية النفطية من استقطاب استثمارات ضخمة من شركات كبرى ومتوسطة حول العالم.
يشار إلى أنه في شهر مايو/أيار من العام 2022، بلغ عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا وآسيا وأميركا والعالم العربي، مثل المغرب ومصر ودول الخليج، ولا سيما السعودية والإمارات وعمان، نحو 1046 مشروعًا.
موضوعات متعلقة..
- فرص مشروعات الهيدروجين في سلطنة عمان ضمن قائمة أفضل 6 دول عربية (تقرير)
- الهيدروجين في سلطنة عمان.. تحدٍّ جديد "ما زال قيد الاستكشاف" (تقرير)
- نقل الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان إلى أوروبا بتقنية مبتكرة
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية قد ترفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 5 أشهر (مسح)
- هل تتعاون إدارة بايدن مع إيران.. وما قصة تأجيل عقوبات الكونغرس 180 يومًا؟ (تقرير)
- ارتفاع صادرات الجزائر من النفط في الربع الأول.. وهؤلاء أبرز المستوردين (رسوم بيانية)