ثاني أكبر أسواق تيسلا تقترب من تقنية متهمة بـ"تعريض الأرواح للخطر"
أسماء السعداوي
يبدو أن سوق السيارات الكهربائية في ثاني أكبر أسواق شركة تيسلا الأميركية (Tesla) تستعد لنقلة كبيرة، بعد ورود أنباء عن زيارة سرّية مفاجئة للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
وصرّح مسؤولان بأنّ ماسك يسعى للقاء مسؤولين بارزين في الصين، أكبر سوق سيارات في العالم، لبحث نشر تطبيق القيادة الذاتية الكاملة "إف إس دي" (FSD) في سيارات الشركة بالدولة الأسيوية.
ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، فالنظام الجديد هو النسخة الأحدث من برنامج القيادة الذاتية "أوتو بايلوت" (Autopilot)، وهو تطبيق لا يجعل السيارة تسير بذاتها، وإنما تساعد السائق عند التوجيه والمكابح وإبقاء السيارة داخل حارتها مع ميزات المكابح في حالة الطوارئ وإطلاق تحذيرات من الاصطدام ومراقبة النقطة العمياء.
والولايات المتحدة والصين هما الدولتان الوحيدتان عالميًا اللتان وافقتا على الاستعمال التجريبي المحدود بشدة لتقنية القيادة الذاتية على الطرق العامة.
لكن السلطات الأميركية فتحت مؤخرًا تحقيقًا بشأن سلامة البرنامج، بعد تسجيل 20 حادثة سيارة حُدِّثت برامج القيادة الذاتية بها.
زيارة ماسك إلى الصين
كشف تطبيق تتبُّع الرحلات الجوية أن طائرة خاصة على صلة برئيس شركة تيسلا إيلون ماسك هبطت في العاصمة الصينية بكين اليوم الأحد (28 أبريل/نيسان).
وقال مسؤول مطّلع، إن ماسك -أغنى رجل في العالم سابقًا، وأول شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ- يسعى للقاء مسؤولين بارزين لبحث طرح برنامج القيادة الذاتية الكاملة.
وما زال البرنامج غير مطبَّق في الصين، رغم إطلاقه قبل 4 سنوات، ومطالبة المستهلكين الصينيين بطرحه.
وبالفعل، وعد ماسك في تغريدة بمنصة التواصل الاجتماعي التي يملكها "إكس" (X) في شهر مارس/آذار المنصرم (2024) بإتاحة البرنامج للمستهلكين في الصين "قريبًا جدًا".
وخلال الزيارة، سيسعى للحصول على موافقة السلطات المعنية لنقل البيانات التي جمعتها تيسلا في الصين إلى الخارج، لتدريب الخوارزميات على تقنيات القيادة الذاتية.
ومنذ عام 2021، خزّنت تيسلا بيانات جمعتها سياراتها المنتشرة على الطرق الصينية في شنغهاي، بناءً على طلب جهات التنظيم المحلية، لكنها لم تُنقل إلى الولايات المتحدة بعد، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.
تأتي الزيارة في وقت تسعى فيه شركات صينية محلية مثل "إكس بنغ" (Xpeng) للتفوق على تيسلا، بطرح برنامج قيادة ذاتية مشابه، وأيضًا مع تسريح 10% من عمال تيسلا في وقت تعاني فيه من انهيار المبيعات واشتداد حدة المنافسة بقيادة العلامات التجارية الصينية.
محرك نمو جديد
باعت تيسلا أكثر من 1.7 مليون سيارة في الصين منذ دخولها السوق المحلية قبل 10 سنوات، ويُعدّ مصنعها الكائن بشنغهاي هو أكبر مصانعها على مستوى العالم.
وقال نائب رئيس تيسلا المسؤول عن العلاقات الخارجية في الصين غريس تاو، إن تقنيات القيادة الذاتية ستكون "محرك نمو جديدًا" لصناعة السيارات الكهربائية.
وفي مقالة نشرتها منصات التواصل الاجتماعي لصحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، قال تاو، إن تيسلا تقود أنشطة البحوث والتطور الخاصة بالقيادة الذاتية، وتمتلك شبكة متكاملة من التقنيات والبيانات التي جُمعت من ملايين السيارات المنتشرة على الطرق.
لكن حركة المرور في الصين معقّدة حيث يوجد مشاة وسائقو دراجات أكثر من أسواق أخرى عديدة، وهو ما يضيف -بحسب خبراء الصناعة- سيناريوهات أكثر تكون أساسية لتدريب خوارزميات القيادة الذاتية بصورة أسرع.
مخاوف بشأن السلامة
فتحت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة (NHTSA) تحقيقًا بعد استدعاء تيسلا أكثر من مليوني سيارة في ديسمبر/كانون الأول (2023) لتثبيت إجراءات أمان جديدة في نظام القيادة الذاتية "أوتو بايلوت".
ويهدف التحقيق إلى التحقق من سلامة تلك الإجراءات، وخاصة بعد رصد وقوع 20 حادثة تصادم ثُبِّت بها النظام الجديد واستدعتها تيسلا، وفق تقرير منفصل نشرته وكالة رويترز ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتقول، إن نظام القيادة الذاتية قد يعطي إحساسًا زائفًا بالأمان، ويمكن إساءة استعماله بسهولة في بعض المواقف الخطرة، عندما قد تكون التقنية غير قادرة على استكشاف الطريق.
ولدى الإدارة أيضًا شكوك حول نتائج الاختبارات الأولية التي أجرتها على المركبات التي أُدخِلَت تحديثات عليها، وتشمل طرازات واي، وإكس، وإس، وثري، وشاحنة سايبر ترك.
كما أعلنت انتهاء تحقيق أجرته بخلل استمر نحو 3 سنوات في منظومة القيادة الذاتية بسيارات شركة تيسلا، مؤكدة أنها اكتشفت "فجوة أمنية خطيرة" بالمنظومة.
وخلال التحقيق الذي بدأ في أغسطس/آب 2021 بشأن سلامة برنامج "أوتو بايلوت"، رصدت الإدارة 13 حادثة تصادم أسفرت عن سقوط قتيل وإصابات أخرى خطيرة.
يتزامن ذلك مع تحذير عضوَي مجلس الشيوخ، إد ماركي، وريتشارد بلومنثال، من استعمال منظومة القيادة الذاتية على الطرق غير المخصصة لها، مطالبَين إدارة السلامة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف "تعريض الأرواح للخطر".
نتائج أعمال تيسلا في الربع الأول
سجلت نتائج أعمال تيسلا في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024 إجمالي إيرادات 21.3 مليار دولار، بلغ نصيب السيارات منها 17.3 مليار.
ويرجع انخفاض إجمالي إيرادات الشركة 9% على أساس سنوي إلى انخفاض متوسط السعر وتراجع التسليمات والنمو بقطاعات أخرى.
وأنتجت الشركة 433 ألفًا و371 مركبة، سلّمت منها 386 ألفًا و810، بأقل من توقعات محللي وول ستريت بإنتاج 452 ألفًا و976 مركبة وتسليم 449 ألفًا و80 تسليمًا.
وقالت تيسلا، إنها واجهت تحديات خلال الربع الأول بسبب المرحلة المبكرة من الطراز المحدَّث 3 بمصنعها في فريمونت، وتحويلات الشحن الناجمة عن توترات البحر الأحمر والحريق المتعمّد في مصنعها ببرلين في ألمانيا.
موضوعات متعلقة..
- تيسلا تواجه تحقيقًا جديدًا بشأن منظومة القيادة الذاتية.. ما القصة؟
- سهم تيسلا يهبط 4% بعد كشف خطط لتسريح 14 ألف عامل
- تيسلا تجهض حلم السيارة الكهربائية الرخيصة.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع صادرات الجزائر من النفط في الربع الأول.. وهؤلاء أبرز المستوردين (رسوم بيانية)
- استهلاك الغاز في أفريقيا يرتفع إلى مستوى قياسي بقيادة 3 دول (تقرير)
- أنس الحجي: 4 أسباب أعفت النفط الإيراني من عقوبات "بايدن"