وقود الأمونيا يشغّل زورق سحب في اليابان.. المشروع الأول عالميًا
أول عملية في العالم لتوريد للأمونيا من شاحنة إلى سفينة
هبة مصطفى
ينضم وقود الأمونيا إلى أنواع الوقود النظيفة التي بدأت تغزو صناعة الشحن البحري على الصعيد العالمي، ومن المقرر أن تُقدِم 3 شركات يابانية على إنجاز خطوة مهمة في هذا الإطار.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتفاصيل الشراكة الثلاثية، يبدأ الوقود في تغذية زورق سحب مملوك لشركة نيبون يوشن كايشا (المعروفة اختصارًا باسم NYK، وإحدى أكبر شركات النقل البحري عالميًا)، نهاية شهر مايو/أيّار 2024 المقبل.
وتتّبع الشركات المتعاونة طريقة هي الأولى من نوعها في العالم، لضمان تغذية زورق السحب بإمدادات الوقود النظيف، في إطار مساعي الشركات الآسيوية لخفض انبعاثات قطاع النقل البحري.
وزورق القطر أو السحب هو نوع من أنواع السفن، يساعد في عملية التحريك من المواني ودفع الزوارق البخارية أو سفن البضائع -وغيرها- المعطّلة، فهو بمثابة قارب دفع للأجسام العائمة في البحار والأنهار.
التزود بالوقود
تنطلق عملية تزويد زورق السحب بوقود الأمونيا في ميناء يوكوهاما أكبر المواني اليابانية، نهاية الشهر المقبل، وتبدأ مرحلتها الأولى باستقبال الإمدادات، مع الاستعداد لبدء التشغيل في يونيو/حزيران.
وتعتزم شركة "إن واي كيه" الاعتماد على تزويد الزورق بالوقود، عبر نقله من صهريج شاحنة على رصيف الميناء إلى الزورق، وهي طريقة تعدّ الأولى من نوعها في العالم، حسب بيان للشركة.
وتفصيليًا، يتعرض الوقود إلى الاحتراق بعد توصيله إلى متن الزورق، وتجري عملية الحرق في محركين يعملان بوقود مزدوج ورباعي الحركة.
وأوضحت شركة "إن واي كيه" أن المحركين من إنتاج شركتي: آي إتش آي باور سيستمز (IHI Power Systems)، ومحرك من طراز 28ADF من إنتاج شركة نيغاتا (Niigata).
وينتمي زورق السحب التابع لشركة "إن واي كيه" إلى فئة "كلاس إن كيه"، ويصل طوله إلى 37 مترًا، ومن المقرر أن يُشغل الوقود النظيف للأمونيا الزورق بدءًا من شهر يونيو/حزيران المقبل، بخليج طوكيو في اليابان.
نطاق أوسع للأمونيا
تعدّ هذه الخطوة ركيزة مهمة لنشر استعمالات وقود الأمونيا بتغذية السفن في محيط المواني اليابانية، لدعم أهداف تخلّص خدمات الشحن البحرية من الكربون.
وتعول الشركات اليابانية على نجاح عملية تزوّد الزورق بالوقود؛ تمهيدًا لنشرها على نطاق واسع في قطاع زوارق السحب، لما يشكّله الوقود من مصدر آمن ونظيف ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وبصمة الصناعة البحرية البيئية.
وأمنّت شركة "إن واي كيه" إمدادات الوقود عبر تعاون مع شريكتين أُخريين، هما: جيرا (Jera) وهي مشروع مشترك بين شركتي كهرباء يابانيتين بحصّة 50% لكل منهما، وشركة ريزوناك (Resonac) للكيماويات، حسب موقع ريفيرا ماريتايم ميديا (Riviera Maritime Media).
ووقّعت كل من: "إن واي كيه" و"جيرا" اتفاق توريد لوقود الأمونيا لتهيئة صناعة النقل البحري اليابانية لتوسعة نطاق الاعتماد على الوقود النظيف، وخفض الانبعاثات.
ورغم هذه المحاولات، يثير المشروع المخاوف؛ نظرًا لأنها التجربة الأولى لاستعمال الأمونيا وقودًا في عملية الشحن، ولم تُجَرَّب المادة شديدة السُميّة في هذا النطاق من قبل، رغم إمكان إنتاجها بصورة "متجددة وخضراء" من الهيدروجين الأخضر، بحسب موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).
تأمين الإمدادات
أكدت شركة "جيرا" أنها استعدّت بالقدر الكافي لتنفيذ أول عملية تزوُّد للسفن والزوارق بوقود الأمونيا، عبر طريقة فريدة عالميًا، إذ تعتمد على نقل الإمدادات من شاحنة (تمثل صهريج تخزين) مستقرة على ميناء يوكوهاما وتزويد الزورق بها.
ودرست جيرا نقل الإمدادات بطريقة تراعي اشتراطات السلامة، وأنظمة النقل والتسليم في الميناء، وفق قواعد التوريد المتفق عليها مع الشركاء، طبقًا لبيان الشركة.
ويخدم المشروع خفض شركة جيرا للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، إذ تستهدف تحقيق الحياد الكربوني لعملياتها التجارية محليًا وعالميًا في التوقيت ذاته.
وسعت الشركة لتأمين سلاسل توريد، سواء من الهيدروجين أو مشتقاته، ويعدّ مشروع تزويد زورق شركة "إن واي كيه" بوقود الأمونيا أول مشروعات الشركة في هذا الإطار.
وتمتاز الأمونيا بقدرتها على تزويد السفن بالوقود دون إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى احتراقها في المحركات؛ ما يقدّم للصناعة البحرية وعمليات الشحن فرصة من ذهب، لخفض الانبعاثات مستقبلًا.
موضوعات متعلقة..
- اليابان تستهدف استخدام 3 ملايين طن من وقود الأمونيا سنويًا
- حرق الأمونيا مع الفحم يزيد الانبعاثات خلافًا لما تروجه اليابان (تقرير)
- الأمونيا الخضراء وقود واعد ونظيف للصناعات كثيفة استهلاك الطاقة
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تعلن مشروع القرن في قطاع الطاقة
- لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر.. حل شمسي بأقل سعر
- واردات إسبانيا من الغاز تنخفض 8%.. والجزائر تحصد نصيب الأسد