الحرب الروسية الأوكرانية تُعمّق جراح مرافق الطاقة خلال 2024
أحمد أيوب
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة الهجمات المباشرة المتعمدة لمرافق الطاقة في البلدين، في تحرك يكشف عن رغبة كل طرف في إضعاف اقتصاد الطرف الآخر، ولا سيما مع إدراك الأهمية القصوى لقطاع الطاقة ودوره المؤثر في حركة أي اقتصاد.
ولن يقتصر الأمر هنا على إيقاع الضرر باقتصاد البلدين أطراف الصراع، لكن قد يمتد الأمر للتأثير في حركة إمدادات المنتجات النفطية، وهو ما يتسبب بالتبيعية في ارتفاع هذه السلع على مستوى العالم، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، حذّرت وكالة الطاقة الدولية -يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024- من استمرار هجمات الطائرات دون طيار من قبل الجيش الأوكراني التي تستهدف مصافي النفط الروسية، وهو ما يُهدد بتعطيل تجارة المنتجات البترولية مثل الديزل.
مظاهر العدوان المتبادل
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وقع الكثير من الهجمات على المنشآت النفطية سواء في روسيا أو أوكرانيا، لكن مؤخرًا تزايدت بشكل ملحوظ مظاهر العدوان المتبادلة على هذه المنشآت.
ومنذ مطلع العام الجاري (2024) حتى الآن، استهدفت أوكرانيا 14 مصفاة نفط روسية من المصافي الرئيسة، إلى جانب محطتين أصغر، والمثير أن معظم هذه الهجمات نجحت في تعطيل العمليات بهذه المنشآت.
وتستعمل كييف طائرات دون طيار بعيدة المدى لمهاجمة مصافي النفط، في محاولة لتعطيل إمدادات الوقود للجيش؛ ما يؤثر سلبًا في تدفقات العوائد المالية لروسيا، فضلًا عن التأثير السلبي في نفسية المواطنين الروس، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ، في 13 أبريل/نيسان 2024.
في المقابل، شنّت القوات الروسية 3 هجمات واسعة النطاق على محطات توليد الكهرباء في أوكرانيا، كما وجهت -لأول مرة منذ بدء الحرب- مجموعة متنوعة من الطائرات دون طيار والصواريخ نحو البنية التحتية الرئيسة للغاز لدى أوكرانيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويوم الخميس الماضي، دمّرت موسكو أكبر محطة للكهرباء في كييف، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه الهجمات بأنها رد متبادل على الهجمات الأوكرانية.
ويأتي القصف الروسي لمرافق الطاقة الأوكرانية أكبر وأفضل من حيث التخطيط، مقارنة بالهجمات التي وقعت على مدار العامين الماضيين؛ ما أدى إلى تدمير منشآت توليد الكهرباء والحد من الإمدادات اللازمة بالتبعية.
أضرار جمّة
تتسبب هذه الهجمات المتبادلة من قِبل روسيا وأوكرانيا على مرافق الطاقة في البلدين في أضرار خطيرة، ليس فقط في البلدين طرفي الصراع، وإنما تمتد آثار هذه الأضرار على نطاق عالمي.
ووفقًا لحسابات بلومبرغ، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة؛ فإن أوكرانيا استهدفت مصافي تكرير روسية بطاقة إجمالية تبلغ نحو 3.4 مليون برميل يوميًا.
واستطاعت الطائرات دون طيار بلوغ أهداف تصل إلى 1200 كيلومتر (746 ميلًا).
وقال محللون في بنك جيه بي مورغان تشيس (JPMorgan Chase & Co)، إن ذلك يضع 19 مصفاة روسية بطاقة إجمالية تبلغ 3.8 مليون برميل يوميًا -أو أكثر من نصف قدرة البلاد- في مهب الريح.
وأشاروا إلى أنه إذا زاد مدى هذه الصواريخ على 1500 كيلومتر؛ فإن 600 ألف برميل أخرى ستكون مُعرّضة للخطر.
وفيما يتعلق بالهجمات الروسية على كييف؛ فقد أدت غارة شنتها موسكو، خلال الأسبوع الجاري، إلى إضرام النيران داخل غرفة التوربينات بمحطة كهرباء "تريبلسكا" (Trypilska) العاملة بالفحم، وهي محطة تقع على بُعد نحو 45 كيلومترًا جنوب العاصمة كييف.
وقال شخص مطّلع على الهجوم إن المنشأة أصيبت بـ6 صواريخ.
سبب زيادة وتيرة الهجمات
كان الهجوم على مواقع مرافق الطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا في أضيق الحدود قبل أن يتسع نطاقه بهذه الوتيرة خلال الآونة الأخيرة، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، قال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والمدير التنفيذي السابق بإحدى شركات النفط الروسية سيرجي فاكولينكو، إن الأمر تغيّر الآن، وبدأ الجانبان في استهداف مرافق الطاقة، معللًا ذلك بأنه ربما طرفا الحرب وصلا إلى طريق مسدود وعدم القدرة على التوصل إلى نتائج حاسمة.
وأضاف: "من الواضح كذلك أنه في بداية الأمر كانت هناك اتفاقات صريحة أو ضمنية بين البلدين تنص على حظر استهداف بعض المواقع، لكن بعد عامين من الحرب الوحشية، ربما تكون بعض هذه الاتفاقيات، إن لم يكن معظمها، قد انتهت".
موضوعات متعلقة..
- آثار قصف مصافي النفط الروسية في سوق الطاقة العالمية (مقال)
- أكبر محطتي كهرباء في أوكرانيا.. كيف تحصنهما كييف من طائرات بوتين؟
- استهداف مصافي النفط الروسية.. مطالبات أميركية لأوكرانيا بالتوقف
اقرأ أيضًا..
- قدرة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا ترتفع إلى مستوى قياسي
- صفقة الغاز العماني إلى ألمانيا تطبق إجراءً لأول مرة في تاريخ البلاد
- دولة أفريقية تصدر أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا
- منشآت الطاقة في أوكرانيا تتلقى ضربة انتقامية "ضخمة" من روسيا