تراكمت السيارات الكهربائية الصينية المستوردة في المواني الأوروبية؛ الأمر الذي تسبّب في تحويل هذه المواني وما حولها إلى "مواقف مركبات" مؤخرًا.
وأشار تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن مصنعي السيارات يكافحون بسبب تباطؤ المبيعات؛ ما قلل من سحب تلك المركبات المستوردة من المواني، وراكم عددًا كبيرًا غير مبيع منها.
وأكد مديرون تنفيذيون في المواني الأوروبية والصناعة أن السيارات الكهربائية الصينية من أهم أسباب مشكلة الاختناق في المواني.
وباتت السيارات الكهربائية الصينية مادة متكررة في وسائل الإعلام الأوروبية مؤخرًا، مصحوبة بتحذيرات متعددة من هيمنة بكين على الصناعة من خلال حزمة دعوم هائلة، ومطالبات بحماية الصناعات المحلية في دول القارة العجوز من المنافسة غير العادلة من تلك الواردات.
نقص سائقي الشاحنات
يعاني مصنعو السيارات نقص سائقي شاحنات نقل المركبات من المواني؛ ما راكم كميات كبيرة منها، وفق تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، الأسبوع الماضي.
ووفق بيان من ميناء "أنتويرب-برجس" الذي يتبعه ميناء "زيبروغ"، وهو الأكثر ازدحامًا بواردات السيارات، فإن "المستوردين حوّلوا المواني إلى أماكن تخزين بدلًا من وضعها في مخازن التجار"، لكن الميناء لم يشِر إلى الأنواع، أو ما إذا كانت السيارات الكهربائية الصينية تتصدّر قائمة أكبر عدد منها.
غير أن بعض المسؤولين التنفيذيين في الصناعة أشاروا إلى أن مصنّعي السيارات الكهربائية الصينية لا يبيعون إنتاجهم في أوروبا وفق التوقعات، ما جعلها أكبر مساهم في تخمة المواني الأوروبية. وقال أحدهم: "الصينيون يستعملون المواني بوصفها مستودعات تخزين".
وأضاف آخرون أن بعض ماركات السيارات الكهربائية الصينية تقبع في مواني أوروبا منذ أكثر من 18 شهرًا؛ ما دفع مسؤولي بعض المواني إلى طلب وثائق تؤكد أن أصحابها سينقلونها من أماكنها.
بينما أوضح أحد خبراء اللوجستيات أن السيارات "المركونة" في المواني الأوروبية تستقر في مواقعها إلى أن ينقلها الموزع أو العميل النهائي لها. ووصف أحدهم الوضع بـ"الفوضى".
عراقيل أوروبية
تضع أوروبا عراقيل أمام دخول السيارات الكهربائية الصينية إلى أسواقها، وفق تصريح أمين عام جمعية سيارات الركوب الصينية China Passenger Car Association كوي دونغشو، تعليقًا على تراكم مركبات مصنّعة في بلاده بالمواني الأوروبية.
وأكد الحاجةَ إلى تحسين خدمات ما بعد البيع لتلك الطرازات من المركبات، و"نحتاج –أيضًا- إلى تغيير نظام صادرات السيارات بنظام حرب العصابات، وإلا سنلقي بأنفسنا في موقف غير ملائم في النهاية"، لكن التقرير لم يوضح ماذا يقصد المسؤول الصيني بحرب العصابات في الجملة.
وقد يكون تصريح شركة "بي إل جي لوجستيكس" BLG Logistics، التي تدير ميناء "برمرهافن" في ألمانيا، وهو ثاني أكبر مواني أوروبا ازدحامًا بالسيارات المستوردة، ما يؤكد حديث المسؤول الصيني في نصفه الأول.
وقالت الشركة: "لقد شهدنا أطول مدة لوجود السيارات المستوردة منذ أن أوقفت حكومة المستشار أولاف شولتس دعم شراء السيارات الكهربائية في ديسمبر/كانون الأول 2023".
وكشف التقرير، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، عن أن كثيرًا من شركات السيارات الكهربائية الصينية التي يتراكم إنتاجها في مواني أوروبا، تخطط لدفع مزيد من الوحدات إلى أسواق دول الاتحاد؛ رغبةً منها في مواصلة تشغيل مصانعها، إضافة إلى تحقيق أرباح من منطقة ترتفع شهيتها لهذا النوع من المركبات.
ومن بين هذه الشركات "بي واي دي" BYD و"غريت ووال" Great Wall و"شيري" Chery و"سايك" SAIC.
وبدأت تلك الشركات في تجهيز فرق عمل تابعة لها في أوروبا تستطيع التعامل مع مشكلات النقل العالمية، كما تسعى إلى الاستعانة بشركات شحن تكون من أولوياتها نقل إنتاجها إلى الأسواق، في ضوء المنافسة من القادمين الجدد للأسواق.
وقال أحد الأشخاص قريبي الصلة من المسألة إن أزمة نقص شركات الشحن مشكلة شائعة جدًا.
ويثير انتشار السيارات الكهربائية الصينية في السوق الأوروبية قلقًا كبيرًا، خاصة أنها تجذب إعجاب الجمهور، بنماذجها المرحة والممتعة والعملية، فضلًا عن كونها رخيصة مقارنةً بسيارات تيسلا (Tesla) أو نظيراتها الأوروبية، مثل رينو (Renault) وبي إم دبليو (BMW).
ومطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، قالت مديرة برنامج آسيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يانكا أورتيل، إن التهديد المزدوج الذي تشكّله السيارات الكهربائية الصينية على القدرة التنافسية والأمن في أوروبا، ربما يكون ما تحتاج إليه القارة لإجراء نقاش حقيقي حوله.
موضوعات متعلقة..
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. فرصة أوروبا لكسر احتكار الصين
-
نيو الصينية توقع اتفاقية شراكة مع أكبر شركات تأجير السيارات في أوروبا
-
أسعار السيارات الكهربائية تنخفض في الصين وتواصل الارتفاع في أميركا وأوروبا
اقرأ أيضًا..
- قيمة صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال تنخفض 26%
-
مدير وكالة الطاقة الدولية يرد على انتقادات الكونغرس.. السيناريوهات ليست توقعات (تقرير)