أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا وشرقها تدخل حيز التشغيل (صور)
محمد عبد السند
- تعكس المحطة التزام حكومة المجر بتحقيق أمن الطاقة.
- تمهد الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر الطريق أمام قطاعات مثل صناعة الصلب.
- يرى الخبراء أن سوق الهيدروجين الأخضر مهيأة جدًا لتحقيق نمو كبير خلال العقود المقبلة.
- سيبدأ إنتاج الهيدروجين الأخضر من المحطة خلال النصف الثاني من العام الجاري.
- ما زالت صناعة الهيدروجين الأخضر تواجه بعض التحديات؛ من بينها تكاليف الإنتاج المرتفعة.
تمثل أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا وشرقها خُطوة إضافية في مسار الجهود المناخية التي تبذلها دول القارة العجوز نحو التحول الأخضر وتحقيق أهداف الاستدامة.
كما تعكس المحطة الأيقونية المبنية في المجر التزام حكومة هذا البلد بتحقيق أمن الطاقة وتسريع الجهود المناخية، كما يجعل هذا المشروع بودابست نموذجًا يُحتذى به من قِبل الدول الأخرى في المنطقة.
ومن خلال الاستثمار الكبير والابتكار ودعم السياسات، يتمتع الهيدروجين الأخضر بالقدرة على أداء دور حاسم في المساعي العالمية لتحقيق مستقبل مستدام ومنخفض الكربون، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
افتتاح المحطة
تشهد المجر افتتاح أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا وشرقها في إطار خطة أوسع للتحول إلى الطاقة المستدامة، وفق بيان رسمي منشور على الموقع الرسمي لشركة مول غروب (MOL Group) المجرية لإنتاج النفط والغاز المالكة للمشروع.
وضخّت مول غروب ما إجمالي قيمته 22 مليون يورو (23.477 مليون دولار أميركي) في المحطة البالغة سعتها 10 ميغاواط، والتي تستهدف تقليص انبعاثات الكربون بصورة كبيرة في المنطقة.
(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)
وسيبدأ إنتاج الهيدروجين الأخضر من المحطة، خلال النصف الثاني من العام الجاري (2024)، علمًا بأن المحطة الواقعة في مدينة شازالومباتا التي تَبعُد 27 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة المجرية، لن تُنتِج 1600 طن من الهيدروجين النظيف سنويًا فحسب، بل تخفض -كذلك- انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من مصفاة دانوب (Danube) المجاورة بواقع 25 ألف طن سنويًا.
ويأتي التوسع في استعمال موارد الطاقة المتجددة في المجر متسقًا مع إستراتيجية الهيدروجين الوطنية التي طرحتها الحكومة خلال عام 2021؛ ما يعكس الجهود المبذولة لتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر.
التحول من النظرية إلى التطبيق
بفضل أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا وشرقها، تحقق شركة مول غروب قفزة كبيرة في التحول من عالم الأفكار الابتكارية النظرية إلى عالم التطبيقات الواقعية، مستغلةً وحدات التحليل الكهربائي المتطورة التي أنتجتها شركة بلغ باور (Plug Power)، ضمن خططها للتخلص تدريجيًا من عملياتها التجارية التي تعتمد على الغاز الطبيعي.
وتبرز أهمية هذا التأثير في كونه يعادل إزالة انبعاثات 5.500 سيارة تسير على الطرق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتيح تقنية شركة بلغ باور إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الكهرباء المولدة من مصدر طاقة متجددة؛ ما يضمن عملية إنتاج صديقة للبيئة دون منتجات ثانوية ضارة.
وتخطط مول غروب لتوسيع تلك التقنية لتشمل مصافيها؛ ما يمهد لبدء عصر جديد للاستدامة بالنسبة للشركة والمنطقة بوجه عام.
الهيدروجين الأخضر في شرق أوروبا ووسطها
تمثل مبادرة المجر لبناء أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا الوسطى وشرقها علامة فارقة في تعزيز جهود المنطقة نحو التحول إلى الاستدامة.
ولا تقود الاستثمارات في المشروع، البالغة قيمتها 22 مليون يورو من قِبل مجموعة مول غروب إلى تعزيز التزام بودابست بإستراتيجيتها الوطنية للهيدروجين فحسب، بل يعرض أيضًا الصناعة المتنامية لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق عالمي.
ولا تتوقف مساعي المجر لإنتاج الهيدروجين الأخضر عند هذا الحد؛ حيث تحدد إستراتيجية الهيدروجين الوطنية أهدافًا طموحة؛ من بينها إنتاج الهيدروجين النظيف وتطوير المركبات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى الوطني.
ويُعَد مشروع محطة إنتاج الهيدروجين الأخضر خُطوة مهمة نحو تسريع وتيرة تحقيق تلك الأهداف، وترسيخ مكانة المجر بوصفها رائدًا عالميًا بتقنية الطاقة الخضراء في أوروبا.
توقعات الهيدروجين الأخضر
يرى الخبراء أن سوق الهيدروجين الأخضر مهيأة جدًا لتحقيق نمو كبير خلال العقود المقبلة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير توقعات محللي الطاقة إلى أنه بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، يمكن للهيدروجين الأخضر أن يلبي ما يصل إلى 25% من احتياجات الطاقة العالمية؛ ما يُسهم في انخفاض كبير في انبعاثات الكربون.
وبوصفها عنصرًا رئيسًا في مزيج الطاقة المتجددة، من المرجح تعزيز الانتشار المتوقع لتقنيات الهيدروجين الأخضر عبر السياسات المواتية والتقدم التقني وزيادة تسويق الحلول المبنية على الهيدروجين.
الصناعات المستفيدة من الهيدروجين الأخضر
يستعد العديد من الصناعات للاستفادة من دمج الهيدروجين الأخضر في أنظمة الطاقة حول العالم؛ علمًا بأن من المتوقع أن تبرز قطاعات مثل النقل، وخاصة السفر الثقيل والمسافات الطويلة، وعمليات التصنيع، وتدفئة المباني، من بين المستعملين الرئيسين للهيدروجين.
كما تمهّد الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر الطريق أمام قطاعات مثل صناعة الصلب وإنتاج المواد الكيميائية لتقليل انبعاثات الكربون.
الهيدروجين الأخضر.. تحديات
رغم التوقعات المتفائلة؛ فما زالت صناعة الهيدروجين الأخضر تواجه بعض التحديات؛ من بينها تكاليف الإنتاج المرتفعة بسبب طبيعة عملية التحليل الكهربائي كثيفة الاستهلاك للطاقة والمرحلة الناشئة من التكنولوجيا؛ ما يمثّل عقبات كبيرة.
كما أن إنشاء البنية التحتية اللازمة لتخزين الهيدروجين ونقله يفرض تحديات لوجستية تجب معالجتها لتعزيز استعمال هذا الوقود على نطاق واسع.
وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة بلغ باور آندي مارش: "يسعدنا أن نحتفل، بالشراكة مع مول غروب، بافتتاح أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا وشرقها، وبوصفها طريقة فاعلة لخفض انبعاثات الكربون من عمليات التكرير؛ فإننا فخورون بتزويد شركة مول غروب بتقنية التحليل الكهربائي المتطورة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة".
وأضاف مارش: "نمضي، سويًا، نحو الحياد الكربوني، وتعزيز العمليات الأكثر مراعاة للبيئة، ودفع اقتصاد الهيدروجين إلى الأمام".
موضوعات متعلقة..
- المغرب يتفق مع شركة عالمية على توفير الهيدروجين الأخضر للأسواق الدولية
- أبرز تحديات إنتاج الهيدروجين الأخضر تكشفها دراسة مصرية
- الهيدروجين الأخضر.. صناعة تواجه تحديات صعبة رغم ميزاتها (مقال)
اقرأ أيضًا..
- انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان تتراجع 2.5% خلال العام المالي 2022-2023
- قيمة صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال تنخفض 26%
- الطاقة المتجددة في تونس.. نسبة متواضعة رغم رحلة بدأت منذ الثمانينيات