صفقة الغاز العماني إلى ألمانيا تطبق إجراءً لأول مرة في تاريخ البلاد
نوار صبح
من المتوقّع أن تشهد صفقة الغاز العماني إلى ألمانيا حالة نادرة تُطَبَّق لأول مرة في سلطنة عمان بالنسبة للعقود محددة المدة.
ومن المقرر ربط سعر الصفقة بمؤشر مركز الغاز في أوروبا، بعد إقرار شروط ملزمة بين شركة "سيفي" SEFE الألمانية والشركة العمانية للغاز المسال في أغسطس/آب 2023، لتوريد 400 ألف طن متري سنويًا من الغاز المسال خلال المدة 2026-2029.
ويعتمد عقد صفقة الغاز المسال من سلطنة عمان إلى ألمانيا نظام التسليم على ظهر السفينة "فوب" (FOB)، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأُعلِنَت اتفاقية البيع والشراء لصفقة الغاز العماني إلى ألمانيا في 21 مارس/آذار الماضي، حسبما ذكرت وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، خلال الأسبوع المنتهي في 9 أبريل/نيسان الجاري.
وقال مصدر من التجار إن "سعر صفقة الغاز العماني يرتبط بمؤشر تي تي إف (TTF) الهولندي، الذي يُعَد معيارًا رئيسًا لأسعار الغاز الأوروبية، مطروح منه خصم على قيمة "فوب".
أسعار الغاز
سيكون إدراج سعر مؤشر الغاز الأوروبي في عقد للشركة العمانية للغاز المسال الأول بالنسبة لدولة الشرق الأوسط في صفقة محددة المدة التي توقع العقود على أساس الارتباط بالنفط الخام.
وأشارت مصادر السوق، مرارًا وتكرارًا، منذ عام 2023، إلى أنه نظرًا لتغيرات السوق الحاصلة؛ إذ أصبحت أوروبا مستوردًا رئيسًا للغاز المسال؛ فإن تفضيل القارة العجوز للعقود طويلة الأجل كان مرتبطًا بشكل أوثق بسعر مؤشر مركز الغاز بدلًا من النفط الخام.
وقالت المصادر إن أسعار الغاز العماني التي أُخِذَت بعين الاعتبار في العقد هي مؤشر تي تي إف (TTF) الهولندي، باستعمال نسبة مئوية ناقصة وثابتة إلى المؤشر.
وأكد مصدر آخر أن سعر العقد مرتبط بمؤشر تي تي إف، لكنه قال إن سبب ذلك قد يكون إستراتيجية اختيار أفضل القيَم.
وقال المشاركون في السوق لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights إن عمان لا تقدم عادة سوى سعر العقد المرتبط بسعر النفط الخام، وكان هذا الارتباط مع أسعار مراكز الغاز بمثابة مفاجأة للبعض.
وفي عام 2023، تضمّنت عقود شركة "قطر للطاقة" مع شركات شل وإيني وتوتال إنرجي ربطًا في العقود طويلة الأجل المعلنة.
وفي ذلك الوقت، أشارت مصادر في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى أن تفضيل المشترين للغاز المسال الذي يُسَلَّم إلى أوروبا اعتمد على إدراج أسعار الغاز في العقود طويلة الأجل.
عقود جديدة
قالت مصادر في السوق إن شركة "سيفي" SEFE الألمانية أعلنت، مؤخرًا، اتفاقًا مبدئيًا مع شركة أدنوك للغاز المسال الإماراتية بنظام "التسليم على متن السفينة" DES مع مرونة في التسليم مرتبطة بأسعار النفط الخام.
ومن خلال العقد المبرم مع أدنوك، من المتوقع أن تتلقّى شركة "سيفي" مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال من مشروع الرويس لمدة 15 عامًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
على صعيد آخر، فإن شركة "سيفي" تُزوِّد الغاز المسال إلى شركة "غايل" GAIL الهندية؛ إذ تولّت الالتزام بالعقد الذي وقّعته "غايل" في الأصل مع شركة غازبروم الروسية.
وفقًا للعقد، تتوقّع شركة "غايل" الحصول على 2.8 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال من شركة "سيفي" حتى عام 2040.
ووفقًا لمصادر السوق، يرتبط العقد بالتخليص الجمركي الياباني ويُسَعَّر عند منحدر منخفض بنسبة 13%.
بدورها، قَيَّمت منصة بلاتس سعر مؤشر اليابان-كوريا-ماركر JKM لشهر مايو/أيار المقبل، وهو السعر القياسي لشحنات الغاز المسال التي سُلِّمَت إلى شمال شرق آسيا، عند 9.826 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 9 أبريل/نيسان الجاري.
وقيّمت بلاتس مؤشر غرب الهند لشهر مايو/أيار المقبل، وهو السعر القياسي لشحنات الغاز المسال التي سُلِّمَت إلى مواني غرب الهند، عند 9.325 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في 9 أبريل/نيسان الجاري.
اقرأ أيضًا..
- تقرير يدحض ادعاءات ذروة الطلب على النفط.. نمو السيارات الكهربائية مخيب للآمال
- كيف يتحقق استقلال الطاقة في العراق مع تشابك العلاقات بإيران وأميركا؟ (مقال)
- صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب تجذب شركات عالمية
