مشروعا ممر الهيدروجين وشبكة احتجاز الكربون يحظيان بثقة الاتحاد الأوروبي
شركة سنام الإيطالية تعلن إدراج المشروعين في قائمة مهمة
هبة مصطفى
يبدو أن مشروع ممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا مقبل على مرحلة جديدة، تُبشّر بدعم وزيادة في استقبال القارة العجوز لتدفقات الوقود النظيف، وتبرز دورًا مهمًا ومحتملًا للجزائر.
ويُنظر إلى الممر بوصفه "العمود الفقري" والأساس الراسخ لخطوط النقل والربط بين عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وداعمًا لخطة ريباور إي يو (RePower EU) المنظمة لعملية التحول.
ويُسهم الممر في ضمان أمن الإمدادات النظيفة، والتخلص من الكربون، بما يتوافق مع أهداف الاتحاد الأوروبي.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة، خضع المشروع لدراسة وافية ومراجعة من هيئات تابعة للاتحاد والمفوضية الأوروبية، قبل أن يعلن رسميًا انضمامه إلى قائمة المشروعات ذات الاهتمام المشترك لدى المفوضية.
وتُعد شركة سنام (Snam) الإيطالية أحد مطوري مشروع الممر، وبالإضافة إلى ذلك حظي مشروع ثانٍ لها (مشروع شبكة لاحتجاز الكربون وتخزينه) بالموافقة على إدراجه في ذات القائمة.
مشروع ممر الهيدروجين ودور الجزائر
يُطلق على ممر الهيدروجين إلى أوروبا ساوث إتش 2 (South H2)، ويكتسب أهمية كبرى خاصة في مرحلة "ما بعد الغاز الروسي"، إذ تصل قدرته على نقل التدفقات المستوردة من شمال أفريقيا إلى 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين.
ويملك الممر وحده القدرة على تلبية 40% من الهيدروجين المستهدف استيراده ضمن إطار خطة "ريباور إي يو"، خاصة أن طول خطوط الأنابيب المشكلة له يصل إلى 3 آلاف و300 كيلومتر.
وتقوم فكرة المشروع على الاستفادة من إنتاج الهيدروجين الأخضر، اعتمادًا على الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، في الجزائر وجنوب إيطاليا وتونس، ونقل هذه التدفقات باستعمال البنية التحتية المتوافرة حاليًا.
ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مسار نقل الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا:
ورغم عدم الإفصاح رسميًا عن حجم الربط الأوروبي مع الجزائر عبر ممر الهيدروجين، فإنه قد يشكّل إضافة لحجم التعاون بينهما خاصة بعد توقيع مذكرة تفاهم مع إيطاليا حول تطوير بنية النقل التحتية.
وتؤمن تدفقات الغاز الطبيعي استمرار نقل الهيدروجين بصورة منتظمة من مواقع إنتاجه، خاصة إذا أعيد تأهيل هذه الخطوط لتتلاءم مع نقل الوقود النظيف، وإضافة بنية تحتية جديدة حسب الحاجة.
ويقود زمام المبادرة في المشروع شركات من 3 دول، إذ يُشارك بجانب سنام الإيطالية كل من: مشغلي أنظمة النقل في النمسا (ترانس أوستريا غازليتنغ TAG، وغاز كونكت أوستريا GCA)، ونظام النقل الألماني بايرنيتس Bayernets.
ويُعد ممر الهيدروجين جزءًا من خطة نقل التدفقات إلى جنوب ووسط أوروبا، خاصة بعدما تلقى دعمًا من المنتجين والقائمين على التخزين على طول مساره، بتأييد سياسي من وزارات الطاقة والبيئة في البلدان الثلاثة.
شبكة الكربون
بالإضافة إلى مشروع ممر الهيدروجين إلى أوروبا، حصل مشروع آخر على موافقة المفوضية الأوروبية وضمه إلى المشروعات ذات الاهتمام المشترك.
ويمثّل المشروع الثاني شبكة لاحتجاز الكربون وتخزينه بريًا وبحريًا، ويطلق على هذه الشبكة كاليستو (Callisto).
وتعزز الشبكة من تطوير أكبر مراكز ثاني أكسيد الكربون في البحر المتوسط، في ظل توافر البنية التحتية اللازمة، إذ تقوم فكرة عمل الشبكة على تخليص الصناعات كثيفة الاستهلاك من الكربون، بما يدعم استمرار إنتاج هذه الصناعات دون قيود.
وعبر جمع ثاني أكسيد الكربون من مواقع صناعية في إيطاليا وفرنسا، ونقله وتخزينه بصورة دائمة في مركز رافيينا الإيطالي التابع لشركة إيني (Eni)، الذي تصل سعته إلى 500 مليون طن، يحافظ الشركاء على معدلات الإنتاج مع مراعاة الأبعاد البيئية.
وتشارك شركة سنام الإيطالية -أيضًا- في هذا المشروع بالتعاون مع شركة إيني و18 شركة أخرى، وتؤدّي شركة إير ليكيد (Air Liquide) الفرنسية للغازات الصناعية دورًا مهمًا به.
ويبدأ ضخ الكربون لأول مرة في شبكة كاليستو خلال العام الجاري 2024، مع التخطيط للتشغيل بدءًا من عام 2027، بالتزامن مع تطوير سنام لمرافق الشبكة على الأراضي الإيطالية.
ويكشف الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الطلب على الهيدروجين عام 2022:
ماذا يعني الدعم الأوروبي؟
أدرجت المفوضية الأوروبية كلا المشروعين (ممر الهيدروجين، وشبكة كاليستو لاحتجاز الكربون وتخزينه)، ضمن مشروعات الاهتمام المشترك لدول الاتحاد.
وخضعت المشروعات المرشحة من القائمة السادسة المشتركة، إلى الفحص والتدقيق والمراجعة من قبل البرلمان ومجلس الاتحاد الأوروبيين، إذ تعتمد المفوضية المشروعات المختارة للاهتمام المشترك كل عامين، بهدف ربط أنظمة الطاقة بوساطة بنية تحتية عابرة للحدود.
ويمنح إدراج مشروع ممر الهيدروجين وشبكة الكربون في قائمة الاهتمام المشترك بين دول الاتحاد تسهيلات، سواء على صعيد الموافقات أو إجراءات التنفيذ وإمكان الوصول، حسب بيان منشور على الموقع الإلكتروني لشركة سنام الإيطالية.
وبجانب ذلك، يوفر الاتحاد الأوروبي دعمًا وتمويلًا ماليًا لهذه المشروعات، مقدمًا من صندوق الربط الأوروبي الذي يطلق عليه سي إي إف (CEF).
موضوعات متعلقة..
- الجزائر قد تقتنص أكبر صفقة.. 3 دول تدعم ممر الهيدروجين إلى أوروبا
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز الجزائري يوفر 10% من احتياجات أوروبا
- نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا يتصدر أولويات ألمانيا (صور)
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في الربع الأول.. 3 بلدان عربية بالقائمة
- أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم من نصيب دولة عربية
- نقص الغاز في مصر يهدد بوقف التصدير خلال صيف 2024
الفرق بين الواقع والمواقع