ثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا يواجه عقبة جديدة
قد تنهي جدواه الاقتصادية
محمد عبد السند
- تعترض أميركا على ثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا
- من المخطط توريد الغاز المسال المُنتِج من مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال إلى الأسواق الآسيوية عبر بحر الشمال
- تواجه شركة هانهوا أوشن صعوبات بالغة في إيجاد مشترين جدد للسفن المبنية للمشروع
- هانهوا أوشن تؤكد التزامها بأنظمة العقوبات المطبّقة في كل الأوقات
يواجه ثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا معضلة قد تصبح معها نتائجه الاقتصادية التي تعلّق عليها موسكو الآمال عديمة الجدوى؛ نتيجة عدم وجود سفن تنقل تلك السلعة الإستراتيجية إلى وجهاتها التصديرية.
وتعترض الولايات المتحدة بشدة على تشغيل المشروع الذي تعوّل عليه موسكو لتعزيز إنتاجيتها وصادراتها من الغاز المسال، وهو ما تعهدت واشنطن بمنع حصوله.
ومن المخطط توريد الغاز المسال المُنتَج من مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال إلى الأسواق الآسيوية عبر بحر الشمال بوساطة أسطول من ناقلات الغاز المسال المُصممة للإبحار عبر الجليد، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
كاسحات الجليد
تواجه شركة بناء السفن الكورية الجنوبية هانهوا أوشن (Hanwha Ocean) صعوبات بالغة في إيجاد مشترين جدد للسفن المبنية خصوصًا لخدمة ثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا الذي يخضع –حاليًا- للعقوبات الغربية، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.
وكانت قد حُجِزّت سفن كاسحات الجليد في عام 2020، وكانت موجهة -أساسًا- للاستعمال في محطة صادرات أركتيك 2 للغاز المسال (2 Arctic LNG) التي تقودها شركة نوفاتيك (Novatek) الروسية، الواقعة فوق الدائرة القطبية.
لكن العقد ألغي لاحقًا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022).
وقالت هانهوا أوشن: "عقود بناء السفن الأصلية بالنسبة للسفن ذات الصلة واحتمال وجود أيّ مشترين لها تأثرت سلبًا بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، والكيانات الرئيسة المشتركة في المشروع، أو حتى المرتبطة به بشكل أو بآخر"، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ونظرًا لأن السفن مبنية خصوصًا للاستعمال في ظروف الطقس المتجمد المحيط بمشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال -الموقع الوحيد الذي يتطلب استعمال كاسحات جليد من هذا النوع-، فإن أيّ مشترٍ سيحتاج إلى أن يكون في وضعٍ مناسب للعمل مع المشروع الروسي.
وأضافت الشركة أن السفن "تظل تحت ملكية هانهوا أوشن، وما تزال العقوبات تشكّل صعوبات في إيجاد حل لتلك السفن المتخصصة"، مؤكدة: "هانهوا أوشن كانت، وما تزال، ممتثلة لأنظمة العقوبات المطبّقة في جميع الأوقات".
انسحاب المساهمين
اضطر المساهمون الأجانب إلى تعليق مشاركتهم في المشروع خشية تعرّضهم لتداعيات العقوبات الغربية، ليتخلّوا عن مسؤولياتهم في التمويل وعقود الاستحواذ الخاصة بمشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال، حسبما أوردت صحيفة كوميرسانت (Kommersant) في ديسمبر/كانون الأول (2023).
كما أجبرت العقوبات شركة نوفاتيك على إعلان القوة القاهرة بشأن إمدادات الغاز المسال من المشروع، وفق ما صرّحت به مصادر إلى وكالة رويترز في التاريخ المذكور.
ويقع ثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا بشبه جزيرة غيدان في القطب الشمالي، ويحوي 3 خطوط تشغيل سعة كل منها 6.6 مليون طن متري من الغاز المسال.
وبدأت نوفاتيك، أكبر مُنتِج للغاز المسال في روسيا تشغيل الخط الأول بحلول نهاية العام الماضي (2023)، ومن المقرر بدء تشغيل الخطين الـ2 والـ3 خلال عامي 2024 و2026 على الترتيب.
ويُعدّ مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال ثالث أكبر مشروع من نوعه في روسيا، بعد محطة سخالين 2 (Sakhalin 2) التي تقودها عملاقة الطاقة الروسية غازبروم (Gazprom)، ومحطة يامال للغاز المسال (Yamal LNG) التي تقودها نوفاتيك.
وتمتلك نوفاتيك حصة الأغلبية (60%) في مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال، وتضم قائمة المساهمين الآخرين عملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي (TotalEnergies)، وشركة سي إن بي سي (CNPC) الصينية، ومواطنتها سينوك (CNOOC)، إضافة إلى شركة أركتيك للغاز المسال (Arctic LNG) اليابانية -تحالف من شركة ميتسوي أند كو (Mitsui & Co)، والشركة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن جوغميك (JOGMEC)، إذ تمتلك كل منهما حصة 10%.
الكلفة الاستثمارية
تصل الكلفة الاستثمارية لثالث أكبر مشروع غاز مسال في روسيا إلى ما إجمالي قيمته 21 مليار دولار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت نوفاتيك قد خططت، في البداية، لجمع قرابة 9.5 مليار يورو (10.11 مليار دولار) لتمويل المشروع من بنوك روسية وأجنبية.
لكن بعدما بدأت موسكو في شنّ الحرب على أوكرانيا قبل أكثر من عامين، أوقفت البنوك العالمية والمساهمون الأجانب تمويلاتها للمشروع، خشية تعرّضها للعقوبات.
عقود الغاز المسال
حصل مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال على ترخيص لصادرات الغاز المسال من الحكومة الروسية.
وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، نجحت نوفاتيك في تأمين مبيعات غاز مسال قدرها 4.3 مليون طن سنويًا.
وأبرمت نوفاتيك من جهة، وشركتا ديباك فيرتيلايزرز (Deepak Fertilisers) وبتروكيميكال كوربوريشن (Petrochemicals Corporation) من جهة أخرى، مذكرة تفاهم غير ملزمة بشأن إمداد الغاز المسال والأمونيا منخفضة الكربون، وذلك في فبراير/شباط (2023).
وفي يناير/كانون الأول (2022)، أبرمت نوفاتيك صفقة مع شركة إي إن إن للغاز الطبيعي (ENN Natural Gas) الصينية لتوريد قرابة 0.6 مليون طن من الغاز المسال سنويًا لمدة 11 عامًا.
كما وقّعت نوفاتيك وغلينكور (Glencore) في يونيو/حزيران (2021) اتفاقية بشأن إمدادات طويلة الأجل من الغاز المسال سعة 0.5 مليون طن سنويًا إلى محطات في شرق آسيا.
وتوصلت نوفاتيك غاز أند باور آسيا (Novatek Gas & Power Asia) مع شركة شنرجي غروب (Shenergy Group) الصينية إلى اتفاق في فبراير/شباط ( 2021)، لتوريد نحو 3 مليون طن من الغاز المسال على مدار 15 عامًا، أو ما يعادل قرابة 3 شحنات من الغاز المسال سنويًا.
وفي أبريل/نيسان (2019)، وقّعت شركتا نوفاتيك وفيتول (Vitol) اتفاقية قد تقود إلى صفقة قوامها 15 عامًا لتوريد مليون طن من الغاز المسال سنويًا.
وتوصلت شركتا نوفاتيك وريبسول (Repsol) إلى اتفاقية في أبريل/نيسان (2019)، قد تتيح إمكان إبرام صفقة مدتها 15 عامًا لتوريد 1 مليون طن من الغاز المسال من المشروع الروسي ومشروعات أخرى تابعة لشركة نوفاتيك.
موضوعات متعلقة..
- مشروع أركتيك-2 الروسي للغاز المسال يصطدم بعقوبات أميركية جديدة
- نوفاتيك الروسية توقع اتفاقًا طويل الأمد لتقاسم إنتاج أركتيك للغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- تركيا ترفض التخلي عن الفحم.. وتعلن رقمًا ضخمًا للاحتياطيات
- توقعات أسعار النفط لمدة 3 أشهر.. وأنسب سعر للسعودية وأوبك+
- تيسلا نخسر معركة معايير انبعاثات الوقود في أستراليا