صفقات النفط والغاز العالمية تتجاوز 187 مليار دولار في 2023 (تقرير)
محمد عبد السند
- القيمة الإجمالية لصفقات النفط والغاز تتأثر بالتوترات الجيوسياسية العالمية في 2023
- صفقات النفط والغاز مؤشر مهم على النمو الاقتصادي العالمي
- سجلت قيمة عقود صفقات النفط والغاز العالمية هبوطًا بنسبة 22% في 2023
- إجمالي انبعاثات غاز الميثان في 2023 لامس 120 مليون طن من عمليات الإنتاج واستعمال مصادر الوقود الأحفوري
- مثّلت العمليات والصيانة ما نسبته 51% من إجمالي عقود النفط والغاز في 2023
تأثرت القيمة الإجمالية لعقود صفقات النفط والغاز العالمية سلبًا خلال العام الماضي (2023)، مقارنةً بنظيرتها في عام 2022؛ ما يعكس الزخم المفقود في سوق ما تزال تعاني توترات جيوسياسية عالمية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبرابر/شباط (2022).
ولطالما عُدَّت الصفقات في هذين القطاعين الحيويين من الوقود الأحفوري مؤشرًا للنمو الاقتصادي العالمي، ومناخ الاستثمار بوجه عام.
ويأتي هذا التراجع في قيمة صفقات النفط والغاز تزامنًا مع تزايد انبعاثات غاز الميثان ووصولها لمستويات قياسية في 2023؛ ما يفاقم تداعيات التغيرات المناخية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تراجع ملحوظ
سجلت قيمة عقود صفقات النفط والغاز العالمية هبوطًا بنسبة 22% في 2023، مسجلة 5.915 عقدًا، نزولًا من 7.550 في العام السابق (2022)، وفق تقرير حديث صادر عن شركة غلوبال داتا (GlobalData) للاستشارات وتحليل البيانات.
ورغم الانخفاض في أحجام العقود المعلَنة، فإن القيمة الإجمالية للعقود ظلّت مستقرة؛ إذ شملت تلك العقود في 2023 مشروعات كبرى مثل حقل الشمال الجنوبي للغاز المسال في قطر، وغولدن باس (Golden Pass) للغاز المسال في الولايات المتحدة، وحقل غاز الحيل (Hail) وغشا (Ghasha) في الإمارات، إلى جانب تطوير وحدة تفريغ وتخزين الإنتاج العائمة في حقل أغوغو (Agogo) في أنغولا، وتوسيع مجمع أميرال (Amiral) للبتروكيماويات في السعودية، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف التقرير الذي يحمل عنوان "تحليلات العقود السنوية لصناعة النفط والغاز من حيث المنطقة والقطاع والعقود الممنوحة وكبار المقاولين 2024" أن إجمالي قيمة العقود المعلَنة في ذلك القطاع قد لامس 187.48 مليار دولار في عام 2023، نزولًا بنسبة 1.2% قياسًا بعام 2022.
عقود عالية القيمة
قال محلل النفط والغاز في غلوبال داتا بريتام كاد: "تُعزى هذه المرونة إلى العقود عالية القيمة المبرَمة مع مقاولين بارزين مثل تكنيب إنرجي (Technip Energies) الفرنسية وكونسوليديتد كونتراكتورز (Consolidated Contractors) ومقرّها أثينا، اللتين حصلتا على عقد أعمال الهندسة والمشتريات والبناء والتشغيل بقيمة 10 مليارات دولار في مشروع حقل الشمال الجنوبي للغاز المسال الذي تنفّذه شركة قطر للطاقة".
وتشتمل صفقات النفط والغاز في 2023 -كذلك- على عقد حصلت عليه شركة تكنيمونت (Tecnimont) الإيطالية بقيمة 8.7 مليار دولار، إلى جانب عقود أعمال الهندسة والمشتريات والبناء التي حصل عليها تحالف شركة سابيم (Saipem) الإيطالية وشركة الإنشاءات البترولية الوطنية إن بي سي سي (NPCC)، والبالغة قيمتها 8.2 مليار دولار لمشروع تطوير حقلي الحيل وغشا في الإمارات.
كما تضم قائمة العقود المبرمة في صناعة النفط والغاز في عام 2023 وحدة تفريغ وتخزين الإنتاج العائمة في حقل أغوغو البحري بقيمة 5.3 مليار دولار من قبل شركة ينسن هولدينغز (Yinson Holdings)، ومقرّها ماليزيا، إلى جانب أعمال أعمال الهندسة والشراء والبناء التي فازت بها شركة هيونداي (Hyundai) الكورية الجنوبية لتوسعة مجمع أميرال للبتروكيماويات في السعودية، بقيمة 5 مليارات دولار.
ومثّلت العمليات والصيانة ما نسبته 51% من إجمالي عقود صفقات النفط والغاز في 2023، ومثّل نطاق المشتريات 25%، في حين استحوذت قطاعات البناء والتصميم والهندسة والتركيب والمشتريات وتقاعد الأصول على 12% من العقود المبرمة في صناعة النفط والغاز في عام 2023.
وقال محلل النفط والغاز في غلوبال داتا بريتام كاد: "إن القدرة التي تتمتع بها صناعة النفط والغاز لتأمين عقود بقيمة عالية في المشروعات الكبرى تسلّط الضوء على قوة هذا القطاع في مواجهة الظروف العصيبة وتجاوز أوقات الاضطرابات".
انبعاثات الميثان
في الوقت الذي ظلّت فيه قيمة عقود صفقات النفط والغاز مستقرة، أنتجت تلك الصناعة، إلى جانب قطاعات الطاقة الأخرى، مستويات قياسية من غاز الميثان في عام 2023، وفق التقرير العالمي لتتبّع الميثان الصادر عن الوكالة في 13 مارس/آذار (2024)، رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: إن "الانبعاثات الإجمالية ما تزال مرتفعة للغاية بحيث لا تلبي الأهداف المناخية العالمية"، مضيفة أن إجمالي انبعاثات غاز الميثان في 2023 قد لامس 120 مليون طن من عمليات الإنتاج واستعمال مصادر الوقود الأحفوري.
وقالت الوكالة، إن استعمال الأقمار الصناعية الجديدة يمكن أن يعزّز الكشف والشفافية فيما يتعلق بتسربات الميثان، إذ "رصدت الأقمار الصناعية زيادة كبيرة في تسربات الوقود الأحفوري الرئيسة عام 2023 مقارنة بعام 2022.
ووفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإنه من بين 120 مليون طن من انبعاثات الميثان، يأتي نحو 80 مليون طن من أكبر 10 دول مسؤولة عن انبعاث غاز الميثان عالميًا.
وتظل الولايات المتحدة وروسيا من أعلى الدول في انبعاثات الميثان الناتج عن عمليات النفط والغاز، في حين تحتلّ الصين المركز الأول عالميًا في انبعاثات الميثان الناجمة عن قطاع الفحم.
وفي العام الماضي (2023)، بلغت كمية غاز الميثان المفقودة في عمليات الوقود الأحفوري العالمية 170 مليار متر مكعب، وهو ما يزيد عن إنتاج قطر من الغاز الطبيعي.
ولتحقيق مستهدف اتفاقية باريس للمناخ 2015 المتمثل في خفض الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري بنسبة 75% خلال هذا العقد، وفقًا لتحليل وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- صفقات النفط والغاز العالمية تسجل 57 مليار دولار في الربع الثاني من 2023 (تقرير)
- أكبر مشروع غاز مسال في العالم.. ماذا تعرف عن توسعة حقل الشمال القطري؟ (تقرير)
- قطر للطاقة تعلن خطوة جديدة لتنفيذ أكبر مشروع غاز مسال في العالم
اقرأ أيضًا..
- 10 خبراء لـ"الطاقة": تخفيضات أوبك+ الطوعية قد تتقلص في النصف الثاني من 2024
- رئيس أرامكو يفضح فشل تحول الطاقة: خيال ويحتاج إلى إعادة ضبط
- هل تنقذ سياسات المناخ "ذاكرة بايدن" في انتخابات الرئاسة الأميركية؟
- ما هو الهيدروجين الطبيعي وحجم احتياطياته عالميًا؟