تشهد إمدادات النفط الفنزويلي إلى الصين تطورًا مهمًا، من شأنه عودة تدفق إمدادات البلد اللاتيني -رسميًا- من خام ميري إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد رفع العقوبات الأميركية عن كاراكاس.
ومن المُقرر أن تتسلم شركة "بتروتشاينا" الصينية الحكومية (PetroChina) شحنة من نفط فنزويلا، خلال أيام قليلة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأُعلن -في نوفمبر/تشرين الثاني 2023- أن شركتي بتروليوس دي فنزويلا (PDVSA) الحكومية وبتروتشاينا تُجريان محادثات بشأن صفقة لزيادة إمدادات النفط الفنزويلي إلى الصين خلال 6 أشهر.
تدفق النفط الفنزويلي إلى الصين
تعتزم شركة بتروتشاينا استعمال الإمدادات الجديدة من النفط الفنزويلي بمصفاة جييانغ Jieyang المملوكة للشركة الحكومية، والواقعة بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ، في 22 مارس/آذار 2024.
وأظهرت بيانات شركة تحليل بيانات الشحن كبلر (Kpler) أن مليوني برميل من خام ميري الفنزويلي على متن الناقلة العملاقة إليسيا من المُقرر أن تصل إلى مدينة جييانغ الصينية، الأحد 24 مارس/آذار المقبل، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.
وغادرت السفينة محطة خوسيه النفطية في أوائل فبراير/شباط الماضي.
وتُعَد مصفاة جييانغ بمثابة مُجمع للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميًا، وهي الأحدث بين منشآت التكرير التابعة لشركة النفط الصينية الحكومية.
وبدأت المصفاة التشغيل التجريبي في أواخر عام 2022، وهي مُصممة لمعالجة النفط الثقيل مثل خام ميري الفنزويلي.
وكانت المصفاة مشروعًا مشتركًا بين شركتي بتروتشاينا وبتروليوس دي فنزويلا، وكان من المفترض أن يُشكّل خام ميري نصف إمداداتها؛ بما يسهم في زيادة إمدادات النفط الفنزويلي إلى الصين.
وفي عام 2019، أسقطت الشركة الصينية ملكية الشركة الفنزويلية من المشروع بسبب تدهور الوضع المالي للأخيرة.
وبسبب تعطيل وصول خام ميري إلى المصفاة، اعتمدت "جييانغ" على إمدادات النفط الخام الثقيلة من كندا وكولومبيا والإكوادور.
تجدر الإشارة إلى أن الخام الفنزويلي يُعرض بخصم يقارب 10 دولارات على سعر خام برنت في عقود آي سي إي برنت ICE Brent.
التعاون النفطي بين الصين وفنزويلا
استأنفت الصين رسميًا استقبال إمدادات النفط الفنزويلي في فبراير/شباط الماضي، وهي المرة الأولى منذ عام 2019.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال مصدر مقرّب من شركة "بتروتشاينا" إن الشركة الحكومية تستعد للعودة مجددًا لاستيراد وتجارة النفط الخام الفنزويلي وزيت الوقود بشكل رسمي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبشكل غير رسمي، كانت الصين -أكبر مستورد للنفط الخام في العالم- تحصل على النفط الفنزويلي بشكل دائم على مدار الأعوام الماضية حتى مع فرض العقوبات.
وجاء قرار بتروتشاينا بالعودة مجددًا للسوق الفنزويلية بعد أن خفّفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023- العقوبات المفروضة على قطاع النفط والتعدين في فنزويلا بصورة جزئية، ردًا على الاتفاق الانتخابي المُوقّع بين حكومة نيكولاس مادورو والمعارضة الفنزويلية.
وسمح ترخيص عام جديد صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية لفنزويلا، العضو في منظمة أوبك، التي تخضع لعقوبات أميركية صارمة منذ عام 2019، بإنتاج النفط وتصديره إلى عدد من الأسواق خلال الأشهر الـ6 المُقبلة دون قيود، حتى 18 أبريل/نيسان 2024، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.
وإذا لم تُجدد الولايات المتحدة -الشهر المقبل- الترخيص الذي رفعت بموجبه العقوبات؛ فمن المحتمل أن تعود شركات النفط الوطنية الفنزويلية إلى الاعتماد على وسطاء لبيع نفطها لمشترين مثل الصين، على الأرجح بسعر مُخفض.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج مصافي النفط الصينية في 2023 يصعد لمستويات قياسية
- هل تتأثر أسواق النفط العالمية حال رفع العقوبات عن إيران وفنزويلا؟.. تقرير يجيب
- إمدادات مصافي النفط الصينية المستقلة تتأثر سلبًا برفع العقوبات عن فنزويلا
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2023 تقفز 28%
- قطاع التعدين في السعودية.. هل يتفوق على الهيمنة النفطية؟ (تقرير)
- نواب أميركيون يفضحون تحيزات وكالة الطاقة الدولية ضد النفط والغاز.. خطاب رسمي