شركات السيارات الكهربائية تواجه أزمات متواصلة.. فيسكر الأميركية أحدث المتضررين
الشركة تعلق الإنتاج 6 أسابيع
حياة حسين
تتوالى إعلانات شركات السيارات الكهربائية السلبية التي تكشف أزمة يعيشها القطاع، وتنذر بحدوث ردة عكسية بعيدًا عن كهربة قطاع النقل، الذي تراه الدول -خاصة الغربية- أحد مفاتيح مكافحة تغير المناخ الرئيسة.
وكان أحدث المتضررين وآخرها فيسكر الأميركية Fisker التي أعلنت أنها تعتزم تعليق إنتاج السيارات الكهربائية لمدة 6 أسابيع (1.5 شهر تقريبًا)، بسبب تراكم المخزونات، ما هبط بسعر سهمها بصورة حادة، تجاوزت 12%، في البورصة أمس الإثنين 18 مارس/آذار 2024.
وجاء ذلك رغم إعلان الشركة، في بيان للبورصة، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، كشفت فيه حصولها على تمويل بقيمة 150 مليون دولار من بيع سندات ممتازة مضمونة قابلة للتحويل.
أزمات شركات السيارات الكهربائية
كان بيان فيسكر للبورصة أمس بمثابة تسليط الضوء على أزمات شركات السيارات الكهربائية المتتالية، فحين علّقت الشركة الأميركية إنتاج هذا النوع من المركبات، أشارت إلى عدم إنتاج أيّ وحدة من سيارات الدفع الرباعي في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما أن شركة "ماغنا" Magna شريكتها لم تنتج سوى 1000 سيارة في المدة بين 1 فبراير/شباط حتى 15 مارس/آذار 2024 (أي في شهر ونصف تقريبًا)، وفق ما نقلته وكالة رويترز، أمس الإثنين 18 مارس/آذار 2024.
وأنتجت فيسكر 1300 سيارة خلال العام الجاري (2024)، بينما تزيد قيمة المخزونات لديها عن 200 مليون دولار.
وتبيع فيسكر الأميركية السندات المضمونة القابلة للتحويل للحصول على 150 مليون دولار، بعد عدم سداد دفعة من الفائدة بقيمة 8.4 مليون دولار، يوم الجمعة 15 مارس/آذار 2024، والخاصة بسندات قابلة للتحويل في 2026، رغم أنه لديها سيولة كافية، "لكنها ترغب في استغلال مدة سماح 30 يومًا متاحة لديها لمناقشة الهيكل المالي في الشركة مع مستثمريها".
وتراجعت قيمة السيولة النقدية لدى الشركة في جلسة الجمعة 15 مارس/آذار 2024، إلى 120.9 مليون دولار، مقابل 395.9 مليون دولار في نهاية 2023.
فيسكر في محادثات شراكة
قالت فيسكر الأميركية، في بيانها للبورصة، إنها بدأت محادثات مع واحدة من كبريات شركات السيارات لضخ استثمارات فيها، لكنها لم تعلن اسم هذا الكيان.
وكانت شركة نيسان اليابانية Nissan قد أجرت محادثات متقدمة مع فيسكر الأميركية لضخ استثمارات بها، وفق ما نشرته وكالة رويترز في بداية شهر مارس/الجاري.
وفيسكر واحدة من شركات السيارات الكهربائية التي تعاني من أزمة سيولة وشبح الإفلاس، ولن تستطيع مواصلة العمل دون تأمين شراكة تضمن ضخ سيولة بها.
وكانت الشركة قد عدّلت من أسلوب بيع السيارات الكهربائية من "المنتج إلى المستهلك" إلى التعامل مع وكلاء، لتتمكن من بيع المخزون لديها، في وقت تعاني فيه من مشكلات مع التوزيع والخدمات.
وزادت الشكوك حول قدرة الشركة على الاستمرار بعد قرار في الشهر الماضي خاص بتعليق الاستثمار في أيّ مشروعات جديدة، حتى تنجح في تأمين شريك.
أحدث قصص الإفلاس
في يوم الخميس الماضي (14 مارس/آذار 2024) ترددت أنباء أن فيسكر الأميركية قد تكون أحدث قصة إفلاس بين شركات السيارات الكهربائية، ما تسبَّب في دفع سهمها إلى الانخفاض بنحو 50%.
وكانت شركة أريفال للشاحنات الكهربائية (Arrival)، التي تأسست عام 2015، وحصلت على كل الدعم من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، قد أعلنت إفلاسها وبيع أصولها، في حادثة كشفت الأزمة الصعبة التي تعيشها شركات السيارات الكهربائية.
وفي أغسطس/آب 2023، تقدمت شركة "بروتيرا" (Proterra) لصناعة الحافلات الكهربائية والبطاريات، المدعومة من الرئيس الأميركي جو بايدن، بطلب للحصول على الحماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأميركي في مقاطعة ديلاوير.
وأكدت الشركة أن هذا الإجراء يأتي في محاولة لتعزيز وضعها المالي من خلال إعادة الرسملة أو البيع، وفق ما جاء في بيان صحفي أصدرته الشركة، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت شركة السيارات الكهربائية الصينية "دبليو إم موتور" (WM Motor) -المعروفة أيضًا باسم "ويلتميستر"- مساعي لتجنّب إشهار إفلاسها، مشيرة إلى أن محكمة في شنغهاي قبلت ما يُسمى بطلب إعادة الهيكلة المسبقة، في ظل معاناتها من صعوبات مالية ومبيعات متدهورة.
موضوعات متعلقة..
- صناعة السيارات الكهربائية الصينية في خطر.. شركة تواجه شبح الإفلاس
-
انهيار شركة شاحنات كهربائية عملاقة.. ضربة جديدة لبريطانيا والغرب
-
شركة لصناعة الحافلات الكهربائية مدعومة من بايدن تواجه شبح الإفلاس
اقرأ أيضًا..
- 10 خبراء لـ"الطاقة": تخفيضات أوبك+ الطوعية قد تتقلص في النصف الثاني من 2024
-
مسؤول: الطاقة المتجددة في الجزائر تنتج 590 ميغاواط.. وهكذا نستغل الهيدروجين الأخضر محليًا (حوار)