يرتفع سقف توقعات تطوير الطاقة النووية في المغرب يومًا بعد يوم، ويخوض البلد الأفريقي رهانًا لتنفيذ طموحاته في ظل تحديات، أبرزها نقص المياه.
وبحسب تقارير تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، يختبر مشروع بناء مفاعل تجريبي هذا الطموح المغربي، لا سيما أن مساعي مكافحة تغير المناخ تتطلب التوسع في مصادر الطاقة النظيفة، مع الحفاظ على تكلفة طاقة منخفضة.
ويبدو أن الطاقة النووية في المغرب على موعد مع انطلاقة قوية، إذ عزز الاتفاق بين حكومة الرباط وشركة روساتوم (Rosatom) الروسية من دوافع نجاح إنتاج الكهرباء من المفاعلات.
مفاعل تجريبي في المغرب
أوضح خبراء أن الطاقة النووية في المغرب تسعى لتحقيق إنجازات وانطلاقة قوية رغم التحديات ونقص المياه العذبة، مؤكدين أن العوائد الاقتصادية والبيئية الناجمة عن هذه التوسعات من شأنها خفض فاتورة الطاقة في البلاد.
ومع إدراج المغرب ضمن الدول "النووية" المتوقعة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بات الرهان على نجاح نشر المفاعلات قويًا، وفق ما نقلته صحيفة موروكو وورلد نيوز (Morocco World News) عن تقرير نُشر في صحيفة لا رازون الناطقة بالإسبانية.
وتنعكس الخبرات الدولية على الأداء المغربي النووي، ما دفع ممثل الرباط لدى الوكالة للمطالبة بالمزيد من الدعم لتعزيز الخبرات والتطبيقات اللازمة.
وكشف الباحث في التقنيات وتحول الطاقة، عبدالصمد ملاوي، قرارًا مغربيًا لبناء مجموعة محطات كهرباء، يمكنها المساعدة في تحلية مياه البحر وتعويض نقص المياه العذبة.
وأشار إلى أن الوكالة طالما دعمت جهود المملكة المغربية، بهدف تطوير استعمالات الطاقة النووية في الأغراض السلمية.
نقص المياه
لفت الباحث عبدالصمد ملاوي إلى جانب مهم، بتوضيحه أن محطات تحلية المياه تعدّ من المرافق كثيفة استهلاك الكهرباء، بقدر غير متوافر لدى بلاده، سوى ببحثها عن مصادر "غير تقليدية" للحصول على الإمدادات.
وأشاد ملاوي بإستراتيجية الطاقة النووية في المغرب، التي تتوافق إلى حدّ كبير مع أغراض الاستعمالات السلمية وإنتاج الكهرباء، التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتزمت بها الرباط.
وأوضح أن المغرب يتعامل مع التطور النووي بتعقل ومنطق، لا سيما في ظل الاتجاه الدولي لتنفيذ الأهداف المناخية المرحلية اعتمادًا على هذا المصدر من الطاقة.
ويكافح المغرب لتجاوز تحديات توفير إمدادات كهرباء قد تساعد في تحلية المياه، في إطار مواصلة التطوير السلمي للمفاعلات بغطاء دولي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبدوره، أشار باحث المناخ والتنمية المستدامة محمد شيمي إلى أن المفاعل المرتقب سيعزز من تطوير الطاقة النووية في المغرب واستعمالاتها السلمية، ومن جانب آخر يُعدّ المشروع إضافة جديدة للخبرات المعرفية المحلية.
دور إقليمي
قال الباحث محمد شيمي، إن مجالات الطاقة والصحة والمياه تلقّت دعمًا كبيرًا من نشر الاستعمالات السلمية للتقنيات النووية، مشيرًا إلى أن هذه الإستراتيجية تعزز السيادة والأمن المائي المغربي ومحاولات مكافحة الجفاف الناجم عن التغير المناخي.
ومن جانب آخر، أكد شيمي أن المغرب يؤدي دورًا رئيسًا في أفريقيا بفضل موقعه الإستراتيجي وعلاقاته الممتدة، مشيرًا إلى أن تطوير الطاقة النووية وبدء نشر المفاعلات التجريبية من شأنه تعزيز التنمية المستدامة لدى القارة السمراء.
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد أطلق جرس تنبيه مبكرًا حول احتمالات تطور الطاقة النووية في المغرب، في إحدى حلقات "أنسيات الطاقة" بمنصة إكس "تويتر" سابقًا.
وقال الحجي في الحلقة المذاعة خلال ديسمبر/كانون الأول نهاية عام 2022، إن هناك 4 دول تحتاج إلى تطوير التقنيات النووية بصورة عاجلة قبيل مواجهتها أزمة طاقة، وكان المغرب ضمن هذه الدول، بالإضافة إلى السعودية ومصر والجزائر.
وقبيل انطلاق قمة المناخ كوب 28، أكد المدير العام لوكالة الطاقة الذرية "رافائيل ماريانو غروسي" أن المغرب -بالإضافة إلى مجموعة دول أفريقية وآسيوية أخرى- تقترب من أن تتحول إلى "دول نووية".
موضوعات متعلقة..
- 4 دول عربية تحتاج إلى الطاقة النووية بسرعة.. أبرزها الجزائر والمغرب (صوت)
- وكالة الطاقة الذرية: المغرب في مقدمة الدول النووية المحتملة
- الطاقة النووية في المغرب.. تقرير يكشف تفاصيل الاتفاق مع روسيا
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في مصر يحقق إنجازًا مهمًا
- 10 خبراء للطاقة: تخفيضات أوبك+ الطوعية قد تتقلص في النصف الثاني من 2024
- مسؤول: الطاقة المتجددة في الجزائر تنتج 590 ميغاواط.. وهكذا نستغل الهيدروجين الأخضر محليًا (حوار)