ما زالت أزمة انقطاع الكهرباء في إيران تلقي بظلالها على كلٍ من المنازل والمصانع، نتيجة لارتفاع الطلب المحلّي والعجز في الإنتاج.
ووفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، أعرب مسؤولون بقطاع الصناعة عن مخاوفهم إزاء استمرار الأزمة التي ستؤدي لتراجع الإنتاج وارتفاع التكاليف الكلّية.
وانعكست الأزمة على صادرات إيران من الكهرباء التي وصلت إلى 8 تيراواط/ساعة قبل 10 سنوات، إلّا أن الرقم انخفض إلى 1 تيراواط/ساعة في عام 2023 المنصرم، والآن وصل إلى صفر.
أزمة الكهرباء في إيران
تكافح طهران خلال السنوات الأخيرة لزيادة توليد الكهرباء، وسط تحديات أبرزها فرض عقوبات غربية، وهو ما أثّر في قطاع الطاقة المحلي.
ووفق إحصائيات وزارة الطاقة، حققت إيران زيادة 20% في أهداف زيادة توليد الكهرباء خلال الأشهر السبعة الأولى من العام المالي الذي يبدأ في 22 مارس/آذار.
ويعاني قطاع كبير من محطات الكهرباء الجديدة من ضعف الكفاءة، وإذا استمر الحال كما هو عليه، ستصبح إيران مستوردًا صافيًا للكهرباء في السنوات المقبلة.
وأصبح انقطاع الكهرباء في إيران أمرًا شائع الحدوث بين المواطنين والمصانع، وهو ما يفاقم الأزمات الناجمة عن مشكلات الاقتصاد الذي تسيطر عليه الحكومة؛ ما يؤدي بالنهاية إلى عرقلة نمو الصناعة.
وثمة عجز قدره 14 غيغاواط خلال ذروة الطلب في أشهر الصيف، بحسب تقرير نشرته منصة "إيران إنترناشيونال" (iranintl).
وبسبب أزمة الكهرباء المتفاقمة، أغلقت شركة خوزستان للصلب أبوابها في منتصف أغسطس/آب المنصرم (2023)، وهو ما يكبّد أصحابها خسارة قدرها 15 مليون دولار يوميًا.
وفي الشهر نفسه، انطلقت تجمعات احتجاجية في عدّة مدن إيرانية، تزامنًا من مع انقطاع الكهرباء والمياه.
وفي 2 و3 أغسطس/آب، قررت الحكومة تعطيل العمل بالدوائر الحكومية بسبب درجات الحرارة غير المسبوقة، لكن مسؤولين أشاروا إلى أن السبب الحقيقي هو نقص الكهرباء.
وفي محافظة غولستان، وصل إنتاج الكهرباء إلى 1500 ميغاواط، لكن هناك عجز قدره 600 ميغاواط، ما يدفع المحافظة الشمالية لاستيرادها من المحافظات الأخرى.
ولعل أبرز الأسباب التي أدت إلى أزمة انقطاع التيار وتهاوي الصادرات، هو ارتفاع الاستهلاك المحلي في الوقت الذي تُبقي فيه الحكومات على أسعار الكهرباء منخفضة من خلال برنامج دعم طويل الأمد، خوفًا من إثارة الغضب الشعبي في حالة تعديل الأسعار بالزيادة.
صادرات الكهرباء "صفر"
أقرّ نائب إدارة نقل الكهرباء والتجارة الخارجية في وزارة الطاقة، محمد الحداد، بأن صادرات الكهرباء الإيرانية انخفضت إلى الصفر، بسبب العجز الحالي في إنتاج الكهرباء محليًا.
وتشير بيانات رسمية إلى أن صادرات الكهرباء شهدت انخفاضًا تدريجيًا، في مقابل ارتفاع للواردات.
وتستورد إيران الكهرباء من أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان، في حين تصدّر إلى العراق، وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، ضاعفت طهران واردات الكهرباء من تركمانستان.
وتقايض إيران واردات الكهرباء من أرمينيا بالغاز الطبيعي، بمعدل متر مكعب من الغاز مقابل كل 3 كيلوواط من الكهرباء، لكن -في المقابل- تضطر للدفع مقابل الواردات من أذربيجان وتركمانستان.
وبالنسبة لصادرات الكهرباء إلى العراق، تودع الأموال في حساب المصرف العراقي للتجارة بالدينار، لكن بسبب محدودية واردات إيران من بغداد، ظل نحو 10 مليارات دولار -هي قيمة صادرات الكهرباء والغاز الإيرانيين- حبيسة المصرف لسنوات.
وحتى منتصف العام المنصرم، سُمح لإيران باستعمال تلك الأموال لاستيراد بضائع غير خاضعة للعقوبات من العراق، لكن الولايات المتحدة رفعت العقوبات، وهو ما سمح لإيران بتحويل المبلغ إلى سلطنة عمان باليورو لاستيراد سلع غير خاضعة للعقوبات، ولكن من دول أخرى.
إنتاج الكهرباء في إيران
ارتفع إنتاج الكهرباء في إيران منذ تولّي الرئيس إبراهيم رئيسي السلطة في أغسطس/آب 2021 إلى 75 غيغاواط.
ويقول المدير العام للتخطيط الكلّي ف شركة محطات الكهرباء الحرارية (TPPH)، هادي موداغيغ، إنه يوجد 624 وحدة توليد حرارية داخل 142 محطة كهرباء، تزوّد المشتركين بـ93% من الكهرباء التي يحتاجونها.
وفي مارس/آذار الجاري (2024)، شُغِّلَت وحدة توليد تعمل بالغاز بقدرة 183 ميغاواط داخل محطة توليد الكهرباء بالدورة المركبة في مدينة سبزوار.
وبحسب المسؤول، رُبِطت 29 محطة كهرباء تعمل بالغاز بإجمالي قدرات 3.935 ميغاواط، بالإضافة إلى 13 وحدة بخارية بقدرة 2.136 ميغاواط، بالشبكة.
ومن المتوقع أن توفر تلك المحطات 3.2 مليون متر مكعب من الوقود سنويًا، بحسب تقرير نشرته وكالة أنباء العمل الإيرانية (ILNA)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- انفجار داخل مصفاة نفط في إيران يوقع عدة ضحايا (فيديو وصور)
- وزير النفط الإيراني: تطوير سوق الغاز مرهون بعدم تسييس تجارة الطاقة
- وزارة الكهرباء العراقية تكشف مصير صفقة الغاز التركمانستاني عبر إيران
اقرأ أيضًا..
- صادرات الخليج من البنزين تحقق أعلى مستوى في 6 أشهر
- تركيا تدعم أمن الطاقة الصومالي بالتنقيب عن النفط والغاز (مقال)
- حقل ظهر المصري ينتظر تطورات مهمة خلال 2024
- أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا.. ما فرص الجزائر ومصر؟