محطة الضبعة النووية.. الحلم المصري يقترب من الخروج للنور (تقرير)
سامر أبو وردة
يتواصل العمل في محطة الضبعة النووية بخطى سريعة للوصول إلى تحقيق حلم إدخال الطاقة النووية إلى مصر بوصفها مصدر كهرباء طويل الأجل وموثوقًا وفاعلًا من حيث التكلفة.
وتكتسب إضافة الطاقة النووية لمزيج الطاقة أهمية قصوى للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الكهرباء اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتسهم في زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة؛ بما يحقق الاستدامة البيئية ويدعم جهود التصدي لتغير المناخ.
وفي تطور جديد لإنجاز العمل بمشروع محطة الضبعة النووية، أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، الجمعة 8 مارس/آذار (2024)، بدء تركيب الجزء الأول من وعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل بالوحدة النووية الأولى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تركيب وعاء الاحتواء
قال مدير مشروع محطة الضبعة النووية الدكتور محمد دويدار: "شهدنا بدء أعمال التركيب لوعاء الاحتواء الداخلي للوحدة النووية الأولى بوصفه جزءًا من التقدم المستمر لأعمال الإنشاء التي تُنَفَّذ في موقع المحطة النووية بالضبعة، وذلك عن طريق التعاون المستمر بين فريقي العمل المصري والروسي".
بدوره، قال نائب رئيس شركة أتوم ستوري إكسبورت ومدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية أليكسي كونونينكو، إن بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل يعد أحد الأحداث الرئيسة لمشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة المخطط إنجازها في عام 2024، ومؤشرًا واضحًا على التقدم في تنفيذ أعمال الإنشاء بالمشروع.
ورأى كونونينكو أن هذا الحدث يُعَد الخطوة القادمة فيما يخص إنشاء أول محطة نووية في أفريقيا ويعكس التقدم المنهجي نحو الريادة العالمية بمجال الطاقة النووية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المخطط تركيب الطبقة الأولى لوعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل، المكونة من 12 شريحة، وزن كل منها بين 60 و80 طنًا، على 4 مراحل.
وانتهى خبراء شركة أتوم ستروي إكسبورت من تركيب الشرائح الـ3 الأولى، بحسب هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
ويعمل وعاء الاحتواء الداخلي على ضمان تحقيق الأمان النووي المنشود؛ إذ يؤدي دورًا رئيسًا في منع تسرب المواد المشعة إلى البيئة المحيطة، وهو هيكل أسطواني من الخرسانة المسلحة ذات قبة نصف كروية سيضم بداخله المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية لمحطة الضبعة النووية.
الأعمال المنجزة
قبل تركيب وعاء الاحتواء، شهد موقع محطة الضبعة النووية 5 معالم رئيسة في مسار تنفيذ المشروع، بداية من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى في شهر يوليو/تموز 2022، مرورًا ببدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ووصول أول أجزاء مصيدة قلب المفاعل في مارس/آذار 2023.
أُنجزت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في شهر مايو/أيار 2023، ورُكِّبَت أول معدة طويلة الأجل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكانت آخر أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة في يناير/كانون الثاني 2024.
في 23 يناير/كانون الثاني (2024)، شهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مراسم بدء صب الخرسانة بقاعدة الوحدة الرابعة من محطة الضبعة، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت مصر إشارة تركيب مصيدة قلب المفاعل في الوحدة الأولى بمحطة الضبعة، بوصفها أول معدة نووية طويلة الأجل تشهدها المحطة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعد المصيدة إحدى المعدّات المميزة للمفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتطور 3+، ومن العناصر الأساسية في نظام الأمان للمحطة، وهي نظام حماية فريد، يُركَّب أسفل قاع وعاء المفاعل النووي، بهدف رفع درجة أمان المحطة وسلامتها.
وفي 3 مايو/أيار 2023، شهد مشروع محطة الضبعة النووية الصب الخرساني الأول ضمن أعمال بناء الوحدة الثالثة من وحدات المحطة الـ3.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بدأت أعمال الصب الخرساني الأولى للوحدة الثانية لمحطة الضبعة النووية، وفي 21 يوليو/تموز بدأت أعمال الصبة الخرسانية للوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية.
معلومات عن المحطة
يجري إنشاء محطة الضبعة النووية في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة، ويتحمل قسم الهندسة في شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية أعمال تصميم المحطة وبنائها.
وستُزوَّد الوحدات الـ4 لتوليد الكهرباء في المحطة بمفاعلات ماء مضغوط من نوع VVER-1200 التابع للجيل الثالث المطور "3+" الأحدث، وتبلغ قدرة كل منها 1200 ميغاواط.
وستصبح محطة الضبعة من أولى محطات الطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومحطة توليد الكهرباء الأولى من نوعها في مصر؛ إذ إنه من المتوقع أن تصل حصة محطة الضبعة النووية في إنتاج الكهرباء بمصر إلى قرابة 10%.
وفضلًا عن مساهمة المحطة في استقرار منظومة الطاقة المصرية، ستوفر العديد من فرص العمل الجديدة بجميع مراحل دورة حياة المنشأة؛ إذ سيبلغ العدد الإجمالي للعاملين في ذروة أعمال البناء والتركيب أكثر من 25 ألف شخص، منهم أكثر من 11 ألفًا من الأخصائيين، كما أنه من المخطط توظيف 70% من العمال من السكان المحليين في مرحلة البناء.
وستبلغ القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي لمصر من تنفيذ المشروع قرابة 4 مليارات دولار أميركي سنويًا.
ويُتوقع أن تسهم المحطة في خفض الانبعاثات السنوية من غازات الاحتباس الحراري في مصر بواقع أكثر من 14 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
موضوعات متعلقة..
- محطة الضبعة النووية.. 46 شركة ومسؤولًا يجيبون عن 9 أسئلة لـ"الطاقة"
- الطريق إلى الضبعة.. 7 اتفاقيات وقعتها مصر قبل بدء تنفيذ المحطة النووية
- روساتوم الروسية تنظم جولة في محطة مماثلة لـ"الضبعة النووية".. فيديو
اقرأ أيضًا..
- أكبر مشروع للطاقة الشمسية في سلطنة عمان.. منح يتخطى عبري
- أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية تخططان لاقتحام سوق الليثيوم (تقرير)
- الاعتماد على الطاقة المتجددة لتشغيل المدن السياحية.. دراسة مصرية جديدة