إعادة تدوير الفوم.. حل بيئي لعزل المنازل حراريًا بتكلفة أقل (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
بدأ الحديث عن إعادة تدوير الفوم، بوصفه أحد الحلول المستدامة المطروحة من جانب خبراء المناخ والطاقة على المهندسين المعماريين العاملين في مجال العزل الحراري للمنازل والمباني عالميًا.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة حديثة -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن العزل الحراري للمنازل عبر مواد الفوم المعاد تدويرها يساعد في تحسين كفاءة الطاقة وخفض التكاليف بصورة كبيرة إلى جانب المكاسب البيئية.
ويستعمل المهندسون المعماريون حلولًا مختلفة للعزل الحراري للمنازل والمباني المعرضة لارتفاع درجات الحرارة، ومن أبرزها طريقة العزل بالفوم المنتشرة في عدد من بلدان العالم.
مزايا إعادة تدوير الفوم
تعتمد إعادة تدوير الفوم على معالجة الألواح الرغوية أو ألواح الفوم التي يجري استخراجها من تركيبات الأسقف، عبر تحويلها إلى مواد عزل جديدة عالية الجودة.
وتتميز ألواح الفوم بخصائص عالية في مقاومة الحرارة إلى جانب المتانة، ما يجعلها مثالية لأغراض العزل، بحسب مقال تحليلي منشور على موقع شركة غرين إنسيولاشن غروب الأميركية المتخصصة (green insulation group).
وعادة ما يجري الحصول على ألواح الفوم من مواقع البناء أو المباني القديمة أو المخزون الفائض، قبل أن تتحول إلى مدافن النفايات، مع زيادة الإدراك بأهمية هذه المواد التي يُنظر إليها على أنها عناصر مهملة لا قيمة لها في كثير من الأحيان.
ويتميز العزل الحراري للمنازل بمواد الفوم المعاد تدويرها بكفاءة فائقة في استهلاك الطاقة، مقارنة بمواد العزل التقليدية، إذ يوفر الفوم مقاومة حرارية استثنائية، تقلل بصورة فاعلة من انتقال الحرارة إلى المنازل والمباني.
وهذه الكفاءة ليست نظرية فحسب، فقد أظهرت عدة دراسات توفيرًا كبيرًا في استهلاك الطاقة في المباني التي اعتمدت على مواد الفوم المعاد تدويرها، بحسب الشركة.
ورصدت الشركة تجارب واعدة لاستعمال أنظمة العزل الأخضر للمباني في ولايات شيكاغو، وكاليفورنيا، ونيويورك، مع انتشار مبادرات تحمل شعارات "اشترِ المواد المعاد تدويرها"، وإصدار شهادات "LEED" للمنازل الخضراء، بحسب تقرير منشور على موقعها.
انخفاض تكاليف العزل الحراري بالفوم
تنقسم الآثار المالية لاستعمال العزل بالفوم المعاد تدويره إلى شقين، الأول ينعكس في صورة انخفاض التكلفة الأولية لعزل المباني الحديثة، مقارنة ببعض المواد التقليدية المستعملة.
أما الشق الآخر فيُترجم في صورة انخفاض فواتير المرافق، ما يوفر نفقات كبيرة في التكلفة مع مرور الوقت، بالإضافة إلى حصول مستعملي المواد المعاد تدويرها على حوافز حكومية في بعض البلدان، ما يؤدي إلى تقليل التكاليف الإجمالية.
أما التأثير البيئي لعمليات إعادة تدوير الفوم فتنعكس في صورة انخفاض البصمة الكربونية للمباني، مع تراجع استهلاك الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري بصورة كبيرة، ما يؤدي إلى تعزيز جهود خفض الانبعاثات الوطنية والعالمية.
كما تُسهم عمليات إعادة التدوير في تخفيف أزمة النفايات وتحديات تدويرها في العالم، عبر الحد من الكميات السنوية المتراكمة من الفوم، ما يتماشى مع أهداف الاستدامة البيئية العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ولا تختلف عملية تركيب ألواح الفوم المعاد تدويره عن عمليات تركيب مواد العزل التقليدية من حيث سهولتها في المنازل السكنية أو المباني التجارية، على حد سواء.
وعادة ما يحدد المهندسون ومتخصصو البناء الحديث احتياجات كل منزل أو مبنى من أنواع مواد العزل على حسب الموقع وظروف البيئة المحيطة وأحوال الطقس والمناخ وغيرها.
ورغم الفوائد المترتبة على إعادة تدوير الفوم واستعماله في العزل الحراري للمنازل، فإن هناك تحديات ما زالت تواجه هذا النوع من العزل الصديق للبيئة، إذ يمكن أن يشكل ضعف توافر المواد المعاد تدويرها والحاجة إلى خبرة تركيب متخصصة عقبات محتملة، بحسب موقع شركة غرين إنسيولاشن.
ومع ذلك، يمكن معالجة هذه التحديات باستمرار مع نمو سوق مواد البناء المستدامة عالميًا، وتُعد شركة غرين إنسيولاشن إحدى الشركات الرائدة عالميًا في توفير وتوريد ألواح الفوم المعاد تدويرها.
موضوعات متعلقة..
- "أكذوبة" المنازل المحايدة للكربون تكلف امرأة 800 ألف دولار
- البرلمان الأوروبي: تعزيز كفاءة الطاقة في المباني سلاح جديد لمواجهة الصدمات الخارجية
- انبعاثات المباني تهدد الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- طموحات توسع تركيا في الطاقة النووية.. هل تتغلب على المخاوف والعقبات؟ (مقال)
- إنتاج السعودية من الغاز الطبيعي ينتظر طفرة مع اقتراب تشغيل حقل الجافورة (تقرير)
- محطة الطاقة الكهرومائية في نيوم السعودية تثير الجدل
- مصر تعلن مصدر تمويل توسعة قناة السويس المرتقبة