الشمس تنصف الطاقة النظيفة في أميركا خلال 2023.. والرياح تخذلها
عام قياسي جديد يتفوق على أداء 2021
هبة مصطفى
انتعش أداء الطاقة النظيفة في أميركا، خلال العام الماضي (2023)، مدعومًا بتطور قياسي للطاقة الشمسية خاصة التركيبات على نطاق المرافق.
وفي المقابل، اتخذت إضافات طاقة الرياح بنوعيها البرية والبحرية منحنى هبوطيًا قياسيًا، وسط توقعات باستمرار حالة الأداء "المحدود" خلال العام الجاري (2024).
وبحسب معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، شكّلت إضافات الطاقة النظيفة في أميركا ما يزيد على ثلاثة أرباع سعة الكهرباء الجديدة في البلاد، وأدت الطاقة الشمسية والتخزين دورًا مهمًا مقابل تراجع ملحوظ للرياح.
الطاقة النظيفة في 2023
تُشكِّل مسارات الطاقة النظيفة في أميركا محورًا مهمًا في خطة الرئيس جو بايدن المناخية؛ إذ دعم نشرها مقابل تقويض مصادر الوقود الأحفوري، واتخذ إجراءات مثيرة للجدل مؤخرًا بشأن الغاز المسال الذي يعده معنيون بشؤون الطاقة وقودًا انتقاليًا.
ويُنظر إلى العام الماضي (2023) بوصفه علامة فارقة في أداء الطاقة النظيفة؛ إذ فاق الأداء المستويات القوية المسجلة عام 2021، وفق تقرير حديث صادر عن الجمعية الأميركية للكهرباء النظيفة (ACP)، ونُشر على الموقع الإلكتروني لها.
وأضافت الطاقة النظيفة على مستوى المرافق 33.8 غيغاواط، خلال العام الماضي، مرتفعة عن المستوى القياسي لعام 2021 بنحو 12.5%، وعن عام 2022 بنحو 30%، وكان للطاقة الشمسية والتخزين النصيب الأكبر من الأداء القوي.
وبعد الإضافات الجديدة، العام الماضي، باتت مصادر الطاقة النظيفة تغذي الشبكة بنحو 262 غيغاواط، وهو معدل كافٍ لتزويد 69 مليون منزل أميركي بالكهرباء.
واقتنصت الطاقة الشمسية والرياح، من إجمالي السعة الجديدة المثبتة، حصة قدرها 77%.
وتسهم الطاقة الشمسية والرياح بنسبة 16% في مزيج الكهرباء الأميركي، وارتفع معدل انتشار الطاقة النظيفة في أميركا بالولايات كافة إلى 93%.
أداء الطاقة الشمسية
اعتمدت إنجازات الطاقة النظيفة في أميركا بصورة كبيرة على الطاقة الشمسية، العام الماضي، وزادت سعة التركيبات الشمسية على نطاق المرافق إلى ما يقرب من 20 غيغاواط.
وشهدت 44 ولاية -من أصل 50 ولاية أميركية- تركيب 19.6 غيغاواط جديدة من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، بارتفاع بنسبة 49% عن العام السابق له (2022)، مدعومة بانخفاض التكلفة والسياسات الملائمة.
وتصدّرت ولاية تكساس الإضافات الشمسية الجديدة بنحو 5.9 غيغاواط، تلتها ولاية كاليفورنيا بنحو 2.3 غيغاواط.
وتستعد أميركا لاستقبال 92 غيغاواط جديدة من الطاقة الشمسية قيد التطوير حاليًا، لتُضاف إلى الأداء القوي للأعوام من 2020 حتى العام الماضي؛ إذ أُضيف خلال هذه المدة وحدها ما يزيد على نصف السعة المستعملة حتى نهاية 2023 المقدرة بنحو 94 غيغاواط.
وبدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لجمعية الكهرباء النظيفة في أميركا جيسون غروميت، أن هناك ترقبًا لنحو 123 منشأة جديدة أُعلنت مؤخرًا بهدف دعم التطوير الاقتصادي المجتمعي.
واستدرك مؤكدًا أن أهداف تأمين أمن الطاقة الأميركي، وخفض الانبعاثات لتحقيق الحياد الكربوني، ما زالت تتطلّب خطوات أوسع نطاقًا.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات سعة الطاقة الشمسية من عام 2017 حتى 2028:
سعة التخزين
يؤدي تخزين الطاقة إلى ضمان توافر الإمدادات الفائضة، سواء من مصادر الطاقة المتجددة أو غيرها، للاستفادة منها في أوقات زيادة الطلب وبلوغه مستويات الذروة.
وسجلت منشآت التخزين الأميركية زيادة إلى الضعف، إذ بلغت 7.9 غيغاواط خلال 2023، لترتفع سعة التخزين الإجمالية في البلاد إلى 17 غيغاواط.
ومن بين 15 ولاية أميركية أضافت سعة تخزين جديدة، خلال العام الماضي، أسهمت ولايتا تكساس وكاليفورنيا في الحصة الأكبر بما يقارب ثلاثة أرباع هذه السعة، حسب ستاندرد أند بورز غلوبال (S&P Global).
وتعود هذه الزيادات في سعة التخزين إلى الامتيازات التي منحها قانون خفض التضخم لقطاع الطاقة النظيفة في أميركا، مشمولة بإعفاءات ضريبية.
وبجانب ذلك، تلقّت سعة التخزين دعمًا من زيادة معدل إنتاج الطاقة الشمسية، وانخفاض أسعار البطاريات والمواد الخام المستعملة في إنتاجها.
تراجع الرياح
على النقيض من الأداء القوي للطاقة الشمسية والتخزين، تراجعت إضافات طاقة الرياح -بنوعيها البرية والبحرية- إلى أقل مستويات نمو لها منذ عقد.
وأسهمت الرياح بسعة قدرها 6.4 غيغاواط فقط، خلال العام الماضي، مسجلةً انخفاضًا عن العام السابق له 2022 بنحو 27%.
وأرجعت جمعية الكهرباء النظيفة انخفاض إضافات طاقة الرياح إلى حالة عدم اليقين في سياسات تطوير الصناعة، بجانب التكلفة المرتفعة وقيود اختيار المواقع.
ويُشير الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إلى نسبة مساهمة طاقة الرياح في مزيج توليد الكهرباء بأميركا:
واتفق الرئيس التنفيذي للجمعية "غيسون غروميت"، مع نائب رئيس قسم الأسواق وتحليل السياسات في المؤسسة "جون هينسلي"، حول السقف الزمني لتراجع أداء الرياح؛ إذ أجمعوا على أن حالة الانخفاض المؤقتة لن تدوم طويلًا وأن القطاع يتجه للازدهار.
وتوقع هينسلي أن يكون أداء الرياح خلال العام الجاري (2024) مقاربًا لأداء العام الماضي، مرجحًا أن يشهد العام المقبل (2025) أداءً أفضل.
وبنى هينسلي توقعاته المتفائلة للعام المقبل، على التعديلات الضريبية الخاصة بالرياح في قانون التضخم، وزيادة الطلب.
موضوعات متعلقة..
- أبرز أرقام الطاقة النظيفة في أميركا خلال 2023 (تقرير)
- قدرة الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تتجاوز 14 غيغاواط بحلول 2028
- انتفاضة ضد الطاقة النظيفة في أميركا.. هل تفشل خطة بايدن
اقرأ أيضًا..
- زرع الخلايا الشمسية في عين الإنسان.. تقنية ثورية قد تعالج فقدان البصر
- وزير الطاقة السوداني: فقدنا 7 ملايين برميل نفط بسبب الحرب.. وهذا موقفنا من صفقة أرامكو (حوار)
- ذكرى غزو أوكرانيا.. 11 تقريرًا ترصد تطورات أسواق الطاقة (ملف خاص)