دمج الطاقة النووية بحقول النفط والغاز في بحر الشمال
بهدف إزالة الكربون
دينا قدري
دعّمت اتفاقية جديدة الجهود الحثيثة لإزالة الكربون من حقول النفط والغاز في بحر الشمال، سعيًا لتحقيق الحياد الكربوني في هذه المنطقة الحيوية.
وأعلنت شركة فيارو إنرجي البريطانية (Viaro Energy) شراكة إستراتيجية مع شركة التكنولوجيا النووية النظيفة نيوكليو (Newcleo)، لتركيب مفاعلات معيارية متقدمة (AMR)، لدعم إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وقعت فيارو ونيوكليو مذكرة تفاهم تحدد إطارًا لمجالات التعاون المخططة لإزالة الكربون من البنية التحتية للنفط والغاز التابعة لـ"فيارو".
وتستعمل مفاعلات الجيل الرابع هذه النفايات النووية وقودًا لتوليد نحو 200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لكل منها.
تقنية فريدة من نوعها
تعمل شركة "نيو كليو" على تطوير تقنية المفاعل السريع المبرد بالرصاص (LFR) الفريدة من نوعها، التي تناسب مجموعة واسعة من المواقع، نظرًا إلى سلامتها الجوهرية وخصائصها المدمجة، ويُمكن وضعها في موقع مشترك مع الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء.
ويبلغ متوسط العمر الافتراضي للمفاعل السريع المبرد بالرصاص 60 عامًا.
وستعمل المفاعلات السريعة المبردة بالرصاص -أيضًا- على الوقود المستهلك المُعاد معالجته، الذي يُنتج حاليًا بوساطة المفاعلات الحالية، وفق ما أكدته "فيارو" في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولن يؤدي ذلك إلى تقليل البصمة المناخية لعمليات نيوكليو الخاصة فحسب، وإنما سيعمل -أيضًا- على إغلاق دورة الوقود بصورة فاعلة، وزيادة الطاقة القابلة للاستعمال من اليورانيوم المستخرج سابقًا، ويلغي الحاجة إلى استخراج ومعالجة موارد اليورانيوم الجديدة وتقليل مخزون النفايات طويلة العمر.
وتمتلك شركة "فيارو"، عبر شركتها التابعة روك روز إنرجي (RockRose Energy)، حصصًا في حقول وأصول إنتاج الغاز والنفط في الجرف القاري للمملكة المتحدة، وفي القطاعين الجنوبي والأوسط وغرب شتلاند، وفي القطاع الهولندي من بحر الشمال، بعد مزيج من الاستثمارات في فرص الاستكشاف وحقول الإنتاج الناضجة، وفق ما أفادت به منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا" (Riviera Maritime Media).
اتفاقية نشر الطاقة النووية في بحر الشمال
بعد الانتهاء من دراسات الجدوى، تعتزم الشركتان إنشاء مشروع مشترك لنشر المفاعلات السريعة المبردة بالرصاص بقدرة 200 ميغاواط من شركة "نيوكليو" في مواقع مختارة ضمن محفظة أصول "فيارو"، لتقييم كل من الأصول الحالية وعمليات الاستحواذ المحتملة التي تشارك فيها "فيارو" حاليًا.
وقالت فيارو، إن التقنية ستسهم في تحقيق أهداف الحياد الكربوني من خلال تعظيم فوائد المفاعلات المعيارية المتقدمة للتوليد المشترك والجمع بين الحرارة والكهرباء والتطبيقات خارج الشبكة.
وبعد إزالة الكربون من الأصول الهيدروكربونية لشركة "فيارو"، ستستمر المفاعلات السريعة المبردة بالرصاص في توفير الطاقة النظيفة لشبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة، وأماكن أخرى في جميع أنحاء أوروبا، إذ تُطبق التقنية.
وبالإضافة إلى مذكرة التفاهم المنفذة، استثمرت "فيارو" بصورة مباشرة في "نيوكليو" من خلال الاستحواذ على أسهم في أحدث زيادة لرأس المال، إذ يعد دليلًا على إيمانها بقدرة "نيوكليو" على دعم تحول الطاقة بوجه عام وبوجه خاص من خلال إزالة الكربون من أصول النفط والغاز.
شراكة إستراتيجية لانتقال الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لشركة فيارو إنرجي، فرانشيسكو مازاغاتي: "تُعد الشراكة مع نيوكليو علامة بارزة في إستراتيجيتنا، لتجسيد النهج الوحيد المجدي اقتصاديًا لانتقال الطاقة من خلال الاستثمار في أمن الطاقة وأهداف الحياد الكربوني على المدى الطويل".
وتابع: "نحن فخورون بقيادة جهود إزالة الكربون في قطاع النفط والغاز من خلال تطبيق تقنية الطاقة النووية النظيفة من نيوكليو في عملياتنا.. نحن واثقون بقدرة نيوكليو على تمهيد الطريق نحو حل مستدام وبأسعار معقولة للطاقة النظيفة".
من جانبه، علّق رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة نيوكليو، ستيفانو بونو، قائلًا: "هذه شراكة مثيرة وتوضح إمكانات تقنية نيوكليو لدعم إزالة الكربون من الصناعة.. لن يتحقق الانتقال إلى الحياد الكربوني إلا من خلال إزالة الكربون ليس فقط في قطاعات الطاقة والنقل والحرارة، ولكن -أيضًا- من خلال الصناعات الثقيلة كثيفة الاستهلاك للطاقة التي يصعب التخفيف منها".
وقال: "إن تقنيتنا تعني أنه لأول مرة، ستوفر المفاعلات النووية طاقة لا مركزية ذات حمولة أساسية ومنخفضة الكربون للعملاء مع تعزيز سلامة وأمن الإمداد".
وأضاف: "إن النهج العملي والتطلعي الذي تتبعه شركة فيارو سيساعدهم على شق الطريق نحو عمليات منخفضة الكربون في قطاع النفط والغاز، ويسعدنا أن نتشارك معهم ونقدم لهم حلول الطاقة، لجعل أهدافهم حقيقة واقعة".
موضوعات متعلقة..
- النفط والغاز في بحر الشمال يحوزان ثقة الإسكتلنديين
- التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال يضع حكومة سوناك بمأزق
- كيف تحلّ الطاقة النووية محل الوقود الأحفوري في 2050؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تخالف التوقعات وترفع أسعار بيع النفط إلى آسيا
- تأكيد اكتشاف غاز وهيدروجين طبيعي في دولة أفريقية
- احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تجعلها ضمن الكبار.. وهذه خريطتها (تقرير)
- قصة منصة حفر عمرها 25 عامًا.. تتحول إلى شعاب مرجانية