نجاح تحول الطاقة في قطر يرتكز على استبدال الغاز بالفحم (تقرير)
نوار صبح
- في العامين الماضيين أصبح الغاز باهظ التكلفة إلى حد كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
- تأمل قطر في جعل الغاز المسال متوافرًا بكثرة ورخيصًا بما يكفي لتحفيز الطلب
- قطر قادرة حاليًا على تصدير نحو 77 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا
- اهتمام قطري بتوسيع سوق الغاز حتى لو أدى ذلك إلى انخفاض الأسعار
يشهد تحول الطاقة في قطر اهتمامًا حكوميًا كبيرًا، من أجل إنجاحه من خلال الابتعاد عن الفحم واستعمال الغاز الطبيعي الذي يُعدّ وقودًا انتقاليًا تمتلك منه الدولة الخليجية احتياطيات ضخمة تُقدر قيمتها بتريليونات الدولارات.
وعلى الرغم من أن تحول الطاقة يعتمد، أساسًا، على مصادر الطاقة المتجددة دون الوقود الأحفوري، فإنه يوجد صراع بين الغاز الطبيعي والفحم من أجل التفوق والهيمنة.
ويرى أنصار الغاز أنه "وقود انتقالي"، ويمثل نقطة انطلاق للسماح للعالم بإزالة الكربون من توليد الكهرباء من خلال استبدال المحطات العاملة بالغاز بتلك التي تعمل بالفحم، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
فوائد تحول الطاقة في قطر
قد تكون قطر غنية بالوقود الأحفوري، ولكن من المفارقة أن لديها مصلحة راسخة في إنجاح تحول الطاقة.
وبالنسبة إلى قطر، والعديد من اللاعبين الآخرين في معسكر السياسة الواقعية بشأن الطاقة والمناخ، فإن النجاح سيتمحور في المقام الأول حول استبدال الغاز بالفحم، بحسب مقال للكاتب الصحفي الذي يغطي شؤون الطاقة والسلع لدى وكالة بلومبرغ (Bloomberg)، خافيير بلاس.
وقال خافيير بلاس: "من خلال هذه الرؤية، من السهل أن نفهم سبب اندفاع قطر، ثالث أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، من خلال التوسع الهائل في قدرتها الإنتاجية، حتى عندما يعتقد الكثيرون أن ذلك من شأنه أن يطغى على الطلب".
في 25 فبراير/شباط الماضي، أوضح وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، أن بلاده ستواصل تقييم مخزونات الغاز القطرية، وستزيد الإنتاج أكثر إذا كانت هناك سوق، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقد دفع الإعلان القطري، بعد شهر واحد فقط من قرار البيت الأبيض بتعليق الموافقة على مشروعات الغاز المسال المحلية، بعض منظري المؤامرة إلى الإشارة إلى أن الدوحة تستغل واشنطن.
وأوضح خافيير بلاس أنه لا يعتقد ذلك.
اهتمام قطر بالتطورات في آسيا
كانت قطر تهتم بالتطورات في آسيا، وتتفاعل معها، وما لا تقوله الإمارة علنًا، ويمكن لجميع مستهلكي للغاز أن يكتشفوه، هو أنه من خلال إغراق السوق، تأمل الدولة الشرق أوسطية في جعل الغاز المسال متوافرًا بكثرة ورخيصًا بما يكفي لتحفيز الطلب.
وقال الكاتب الصحفي، الذي يغطي شؤون الطاقة والسلع لدى وكالة بلومبرغ (Bloomberg)، خافيير بلاس: "تحاول قطر طمأنة الدول الآسيوية بأنها تستطيع الاعتماد على الغاز بصفته الوقود اللازم للقضاء على الفحم دون المخاطرة بأموالها أو بأمن الطاقة لديها".
وتمتلك قطر حاليًا القدرة على تصدير نحو 77 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا، ما يجعلها ثالث أكبر مورد عالميًا بعد الولايات المتحدة وأستراليا.
وكانت قطر تهدف حتى قبل أيام قليلة إلى رفع قدرتها بنحو 60% إلى 126 مليون طن.
وبالإضافة إلى الإضافات الأميركية المتوقعة، كان ذلك كافيًا لدفع سوق الغاز المسال إلى زيادة العرض.
خطط قطر لزيادة إنتاجها من الغاز
في 25 فبراير/شباط الماضي، أعلنت قطر خططًا لزيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 85% إلى 142 مليون طن قبل عام 2030.
في المقابل، تُغرق قطر سوق الغاز وتعيد صياغة قواعد اللعبة بشأن طريقة بناء مرافق تصدير الغاز المسال. عادة، توقّع الدول المصدرة للغاز أولًا عقودًا طويلة الأجل مع المشترين، واستغلال تلك الالتزامات للتمويل ثم بناء المشروع.
وتنفق قطر أموالًا طائلة لبناء المرافق والعثور على مشترين للإنتاج في وقت لاحق.
وأشار الكاتب الصحفي، الذي يغطي شؤون الطاقة والسلع لدى وكالة بلومبرغ (Bloomberg)، خافيير بلاس، إلى أن المفيد أن تكون قطر على الأرجح المنتج الأقل تكلفة، وبصفتها دولة ذات سيادة، وليس مجرد مؤسسة تجارية، يمكنها أن تتبنى رؤية إستراتيجية طويلة المدى للسوق.
وأضاف: "من الواضح أن قطر، التي انسحبت من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في عام 2019، مهتمة بتوسيع سوق الغاز، حتى لو أدى ذلك إلى انخفاض الأسعار".
وفي آسيا، انخفضت أسعار الغاز المسال القياسية إلى أقل من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند أكثر من 70 دولارًا في منتصف عام 2022،
الإطاحة بالفحم
بغضّ النظر عن مشكلة تسرب غاز الميثان، فإن الغاز يواجه عائقين أمام الإطاحة بالفحم: الأسعار والوجود واسع النطاق.
ومن غير المستغرب أن تعيد الدول الآسيوية -مثل بنغلاديش وباكستان وتايلاند، التي كانت تنظر ذات يوم إلى الغاز المسال بصفته وسيلة ليست صعبة للغاية وغير مكلفة لإزالة الكربون- التفكير مرة أخرى. وقد اعتمدت الصين والهند، اللتان تمثلان معًا نحو ثلث سكان العالم، على الفحم بصورة أكبر في السنوات الأخيرة، ما يؤكد دوره في تعزيز أمن الطاقة.
ويرى الكاتب الصحفي، الذي يغطي شؤون الطاقة والسلع لدى وكالة بلومبرغ (Bloomberg)، خافيير بلاس، أن ذلك أدى إلى دعم استهلاك الفحم، الذي وصل العام الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
اقرأ أيضًا..
- استمرار إغلاق مصفاة الخرطوم في السودان.. وخسائر كبيرة بسبب الحرب (خاص)
- محطة الطاقة الكهرومائية في نيوم السعودية تثير الجدل
- أنس الحجي: النفط الروسي لا يؤثر في الأسواق بعد عامين من غزو أوكرانيا