منجم جبل العنق في الجزائر.. حكاية "كنز" باحتياطيات 2.8 مليار طن فوسفات (صور)
ياسر نصر
يُعد منجم جبل العنق في الجزائر أحد أهم المشروعات الإستراتيجية لخطة التنويع الاقتصادي في البلاد، التي تهدف إلى التوسع في استغلال ثرواتها المعدنية وتطويرها.
وتنفذ الجزائر، بالتعاون مع الصين، مشروعًا ضخمًا لتطوير احتياطيات الفوسفات في ولاية تبسة، بأقصى شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود التونسية، في خطوة قد تضعها ضمن الدول الرائدة في تصدير الأسمدة.
وسينتج مشروع تطوير منجم جبل العنق في الجزائر -الذي تبلغ احتياطياته نحو 2.8 مليار طن من الفوسفات- ما يقرب من 5.4 مليون طن من الأسمدة سنويًا، باستثمارات تتجاوز 7 مليارات دولار، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جولة تفقدية
تفقد المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، في جولة بولاية تبسة يوم الثلاثاء 5 مارس/آذر (2023)، مشروع الفوسفات المدمج في منجم جبل العنق بالجزائر الذي تشرف عليه الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة التي تأسست بتاريخ 22 مارس/آذار 2022 بين المجمعيْن الجزائرييْن "أسمدال"، فرع سوناطراك، ومناجم الجزائر والشركتين الصينيتين "ووهوان" و"تيان آن".
وتلقى المدير العام لسوناطراك شروحات حول المشروع الإستراتيجي، الذي وصل حاليًا لمرحلة الدراسات الهندسية، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد منجم جبل العنق من أكبر احتياطيات الفوسفات في الجزائر والقارة الأفريقية، إذ تُقدر احتياطياته بنحو 2.8 مليار طن من خام الفوسفات بنسبة 24% من أكسيد الفوسفور.
ويتضمّن مشروع الفوسفات المدمج بالشراكة مع الصين أعمال تطوير البنية التحتية والاستثمارات الصناعية في 3 ولايات أخرى، إذ يشمل تطوير منجم الفوسفات واستغلاله في بلاد الحدبة بمنطقة جبل العنق في ولاية تبسة، والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس، وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة، إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة للتصدير في ميناء عنابة.
صفقة جزائرية صينية
وقّعت الجزائر خلال 2022 اتفاقًا مع الصين لاستثمار 7 مليارات دولار، لإنتاج 5.4 مليون طن من المخصبات الزراعية سنويًا بمنطقة تبسة واستغلال الاحتياطيات الضخمة لمنجم جبل العنق.
وبموجب الصفقة جرى إنشاء شركة ذات أسهم خاضعة للقانون الجزائري، بهدف "الشروع في الأنشطة الأولية المتعلقة بتطوير مشروع الفوسفات المدمج"، تكون للجزائر فيها نسبة 56% من رأس المال، مقابل 44%، تحت اسم "الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة".
ويُعد مشروع تطوير منجم جبل العنق في الجزائر أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية قطاع التعدين التي أطلقتها الحكومة في سبتمبر/أيلول 2021، لتنويع الاقتصاد الوطني.
وتزخر الجزائر، التي تمتد على مساحة 2.382 مليون كيلومتر مربع باحتياطيات معدنية كبيرة، إذ سمحت المنخفضات الجيولوجية واسعة النطاق بتكوين المعادن التي بمقدورها أن تمكّن البلاد من منافسة كبرى الدول التي تمتلك احتياطيات ضخمة في المعادن الرئيسة.
ويهدف مشروع الفوسفات في الجزائر إلى توفير نحو 12 ألف فرصة عمل خلال مرحلة تنفيذ المشروع، ونحو 6 آلاف فرصة عمل مباشر، و24 ألف فرصة عمل غير مباشرة في مرحلة الاستغلال.
الفوسفات في الجزائر
يُعد المشروع أول مشروع مدمج في الجزائر في مجال الاستغلال المنجمي وإنتاج الأسمدة، ويضع البلاد باعتبارها إحدى الدول الرئيسة المصدرة للأسمدة.
ويعمل المشروع على مضاعفة إنتاج الجزائر من اليوريا، إذ تنتج حاليًا ما يقارب 3 ملايين طن، وبعد تنفيذ المشروع سيرتفع الإنتاج إلى أكثر من 6 ملايين طن من المنتجات الفوسفاتية سنويًا، ما يحقق إيرادات بنحو ملياري دولار سنويًا.
ويجري حاليًا تنفيذ عدة مشروعات لربط مشروع تطوير منجم جبل العنق في الجزائر بالسكك الحديدية، إذ اقتربت أعمال تنفيذ مشروع تجديد الخط المنجمي الرابط بين منطقتي جبل العنق (أقصى جنوب ولاية تبسة) ووادي الكبريت (حدود ولاية سوق أهراس) من الانتهاء.
وتجري حاليًا ازدواجية وعصرنة وكهربة وتجديد الخط المنجمي على مسافة 177 كيلومترًا، إذ تم الانتهاء من جميع أعمال التسطيح ووضع المنشآت الهيدروليكية، وتم وضع خطوط السكة الحديدية على مسافة 110 كيلومترات.
كما يجري العمل على توسعة ميناء عنابة من أجل إنجاز نهائي لتطوير مشروع الفوسفات المدمج، إذ جرى طرح استشارة لاختيار مؤسسة دولية متخصصة في الأعمال البحرية الكبرى.
وسيمكن المشروع، الذي يُعد أبرز حلقة في المشروع المندمج لاستخراج وتحويل وتصدير فوسفات منطقة بلاد الحدبة، من فتح آفاق اقتصادية واعدة في المجال التنموي بولاية تبسة الحدودية، إذ سيسمح بتدعيم خطوط نقل المسافرين والبضائع عبر القطار.
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تدشن مشروع استغلال منجم تالا حمزة رسميًا.. خطوة نحو العالمية (صور)
- منجم تالا حمزة يضع الجزائر على أبواب مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي
اقرأ أيضًا..
- تعليق صادرات الغاز المسال الأميركية.. كيف يهدد أمن الطاقة الأوروبي؟ (تقرير)
- إيرادات النفط والغاز الروسية تقفز بأعلى من 80% في فبراير.. وتتحدى العقوبات الغربية
- إيرادات النفط والغاز الروسية تقفز بأعلى من 80% في فبراير.. وتتحدى العقوبات الغربية