يتضمّن قطاع الغاز المسال في أفريقيا فرصًا واعدة، يمكن أن يستفيد منها مستثمرو قطاع الغاز المسال الأميركي؛ لما لهم من خبرات واسعة في تطوير هذه الصناعة الحيوية بكثير من دول القارة.
ومن المقرر بنهاية العقد الحالي أن تنتهي دورة استثمار برنامج الإنفاق الاستثماري على مشروعات النفط والغاز في الدول الأفريقية، الذي تُقدر قيمته بنحو 800 مليار دولار، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتستثمر الشركات الأميركية مليارات الدولارات في قطاع الطاقة بالقارة السمراء، لكن هناك فرصة أكبر لتوسيع نطاق أعمالها بمجال الغاز المسال في أفريقيا، الذي يُعَد قطاعًا واعدًا لدول عديدة؛ أبرزها موزمبيق.
فرص سوق الغاز المسال الأفريقية
تخطّت السوق الأفريقية حاليًا نصف المدة التي حدّدها برنامج الإنفاق الرأسمالي على قطاع النفط والغاز الذي بدأ عام 2010، ومن المُقرر أن تشهد المدة المقبلة اهتمامًا أكبر بقطاع الغاز المسال في أفريقيا، بجانب مشروعات التنقيب عن النفط التقليدي بالمياه العميقة.
ويُعَد قطاع الغاز المسال الأميركي والشركات العاملة به أبرز المرشحين لدور الريادة بتطوير مشروعات الغاز المسال في أفريقيا، ومحطات الغاز المسال العائمة، من الآن حتى عام 2027، وفقًا لما نشره موقع "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وقال مدير البحث والاستكشاف لدى وود ماكينزي، إيان توم، إن البلدان الأفريقية تتطلع -مع وفرة مواردها من الغاز الطبيعي- إلى تطوير مشروعات الغاز المسال بها سواء من أجل إمدادات الأسواق المحلية أو لأغراض التصدير.
وأكد توم -كذلك- أن القارة السمراء بها فرص واعدة لإقامة محطات الغاز المسال العائمة، وفقًا لما نشره موقع ريغزون (Rigzone)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أبرز المشروعات
أشار إيان توم إلى أن صادرات الغاز المسال في أفريقيا تزيد قليلًا على 40 مليون طن سنويًا، وأن هناك عددًا من مشروعات الغاز المسال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية التي تمر بمراحل مختلفة من التطوير.
وأضاف أنه من المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم -الذي يقع على بُعد 120 كيلومترًا من الساحل على الحدود بين السنغال وموريتانيا- خلال العام الجاري (2024)، لذلك "سنشهد نموًا بمقدار 2.4 مليون طن سنويًا في المعروض على المدى القصير".
وتابع في هذا الصدد: "مع سهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، يوفر غاز المياه العميقة في السنغال وموريتانيا إمكانات كبيرة بدول مستقرة وداعمة نسبيًا".
وأشار توم إلى وجود العديد من مشروعات الغاز المسال في أفريقيا، خاصة في موزمبيق؛ بوصفها أهم الدول التي ستكون لها الريادة في الصادرات المستقبلية من الغاز المسال بالقارة السمراء، لافتًا إلى أن إقليم روفوما ودولة موزمبيق هما موقعان أساسيان على خريطة مضاعفة إمدادات الغاز الطبيعي المسال في القارة بحلول عام 2035.
فرصة أمام قطاع الغاز الأميركي
في ضوء الإمكانات الكبيرة التي يتمتّع بها قطاع الغاز المسال الأفريقي، يمكن للمُشغّلين والمقاولين الأمريكيين اغتنام الفرصة لأداء دور رئيس في تطوير المزيد من مشروعات الغاز المسال بالقارة السمراء.
وعلى الرغم من أن الشركات الأميركية تأتي بالفعل على رأس صناعة الغاز المسال المزدهرة في أفريقيا؛ فإن شركة "إنرجي كابيتال آند باور" ترى أن هناك مجالًا أكبر لمزيد من النمو للشركات الأميركية هناك، ولا سيما في قطاع محطات الغاز المسال العائمة التي تتمتّع بمرونة أكبر.
وفي هذا السياق، تُظهر أبحاث شركة "وست وود غلوبال إنرجي" (Westwood Global Energy) أن سوق محطات الغاز المسال العائمة العالمية، من المتوقع أن تشهد استثمارات جديدة بقيمة 35 مليار دولار بحلول عام 2027، بإجمالي 18.3 مليون طن سنويًا من السعات الإضافية.
ومع توسع القارة السمراء في الاستثمارات قصيرة الأجل؛ من المتوقع أن تجذب هذه السعات الإضافية عقود بناء وهندسة ومشتريات بقيمة تبلغ 13 مليار دولار، ومن المتوقع إضافة سعات إضافية تبلغ 36.5 مليون طن سنويًا بعد عام 2027، بقيمة استثمارية 22 مليار دولار أمريكي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
مشروعات أميركية في أفريقيا
تعمل شركات الغاز المسال الأميركي على تطوير عدد كبير من مشروعات الغاز في أفريقيا، وعلى رأس هذه المشروعات مركز الغاز الضخم الرائد في غينيا الاستوائية "غاز ميغا هب" (GMH)، الذي يستهدف الحصول على تدفقات من جميع حقول الغاز في خليج غينيا لتسهيل حركة تجارة الغاز المسال بين البلدان الأفريقية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لشركة "إنرجي كابيتال آند باور"، يمكن لمشروع "غاز ميغا هب" أن يمهد الطريق لبناء أول محطة للتخزين وإعادة التغويز في غرب إفريقيا، وهي المحطة التي اقتُرح بناؤها في عام 2019 من قِبل مجموعة كوربان للطاقة (Corban Energy Group) الأميركية.
علاوة على ذلك، يُنظر إلى موزمبيق على أنها تمثل سوقًا إستراتيجية أخرى لاستثمارات الغاز المسال الأميركي، بعد أن تجاوزت صادرات الغاز المسال بها مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتقود شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) حاليًا عملية تطوير مشروع روفوما للغاز الطبيعي المسال الذي تبلغ تكلفته 23 مليار دولار، وتتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في عام 2025.
ومن المتوقّع أن يوفر المشروع، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 18 مليون طن سنويًا، ليس فقط طاقة موثوقة وبأسعار معقولة للعملاء المحليين ولكنه يوفر أيضًا إمكان التصدير إلى الأسواق العالمية.
وفي جنوب أفريقيا، تدرس شركة إكسون موبيل الجدوى التجارية والفنية لإنشاء محطة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية لتوفير وقود منخفض التكلفة وموثوق به للبلاد.
موضوعات متعلقة..
- نمو صادرات الغاز المسال الأفريقية إلى أوروبا يواجه مخاطر عديدة (تقرير)
- صادرات الغاز المسال الأفريقية قد ترتفع إلى 140 مليون طن بحلول 2050
- تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي يواجه انتقادات من شركات الطاقة العالمية
اقرأ أيضًا..
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر ترتفع رغم انخفاض الدولار
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يواجه عقبة جديدة.. وحلم موريتانيا يتأجل
- أزمة السيارات الكهربائية مستمرة.. ورئيس شركة عملاقة يحذر من "حمام دم"