التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في كندا.. الحكومة تتجه لتسريع موافقات المشروعات الجديدة

أحمد أيوب

تمثّل الطاقة النووية في كندا أحد المصادر الرئيسة لتوليد الكهرباء، لكنّ هناك تشديدًا فيدراليًا على إقامة المشروعات الجديدة، وهو محل انتقاد كبير من قِبل الشركات الراغبة في إقامة المشروعات النووية وكذا من الولايات الكندية المختلفة، بسبب تداخل الاختصاصات التشريعية الفيدرالية والإقليمية في هذا المجال.

ويبدو أن هناك تحولًا في هذه السياسات الحكومية، حسبما صرّح وزير الطاقة والموارد الطبيعية الكندي، جوناثان ويلكنسون، الذي قال: "إن كندا ستسرع إصدار الموافقات اللازمة للمشروعات النووية الجديدة، لكنها لن تستبعدها من المراجعة البيئية الفيدرالية"، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعزى سبب تأخير الموافقات على مشروعات محطات الطاقة النووية في كندا إلى أنه ينبغي مراجعة هذه المشروعات بموجب قانون تقييم الأثر (IAA)، الذي يُقيّم الآثار البيئية والصحية والاجتماعية والاقتصادية لمشروع معين.

تسريع مشروعات الطاقة النووية في كندا

قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية الكندي، جوناثان ويلكنسون، إن الحكومة لديها بعض الأفكار الإيجابية حول الاستجابة لأفكار وتطلعات الولايات فيما يتعلق بمشروعات الطاقة النووية الجديدة، مضيفا أن تسريع الموافقات لن يأتي على حساب معالجة المخاوف البيئية، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.

وقال "ويلكنسون"، إنه عقد اجتماعًا نهاية العام الماضي (2023) مع وزراء الطاقة في مقاطعات أونتاريو وساسكاتشوان وألبرتا ونيو برونزويك، لمناقشة كيفية تسريع التقييمات لمشروعات محطات الطاقة النووية في كندا، لا سيما المشروعات الجديدة.

بيكرينغ إحدى محطات الطاقة النووية في كندا
محطة بيكرينغ النووية الكندية - الصورة من الموقع الرسمي للمحطة

وتتمتع الطاقة النووية في كندا بدعم شعبي واسع النطاق، إذ يعمل بها أكثر من 70 ألف شخص.

وعلى الرغم من ذلك، فإن أوتاوا بدأت تشغيل آخر مفاعل منذ عقدين من الزمن، ولم تصدر أي موافقة على مشروع نووي منذ بدء العمل باتفاقية الأسلحة النووية في عام 2019.

ولدى كندا 19 مفاعلًا نوويًا، تنتج منها 14% من الكهرباء في البلاد، وفي الوقت نفسه نجحت أوتاوا في تصدير التقنيات النووية الخاصة بالمفاعل النووي المعروف باسم كاندو (CANDU) لأكثر من 30 مفاعلًا في جميع أنحاء العالم.

وصُمم مفاعل كاندو ليعمل بالماء الثقيل المضغوط بصفته مهدئًا واليورانيوم الطبيعي، لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مطالب بتعديل السياسات

تُعد كندا ثاني أكبر منتج لليورانيوم في العالم، لكن العملية التنظيمية الطويلة لمشروعات الطاقة النووية في كندا جعلت شركات تعدين مثل "نيكسجين إنرجي" (NexGen Energy) مضطرة إلى الانتظار مدة 7 سنوات، من أجل بناء أكبر منجم لليورانيوم في العالم بمقاطعة ساسكاتشوان.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة نيكسجين لي كيورير (NexGen Leigh Curyer): "إن عملية الحصول على الموافقات طويلة للغاية"، مطالبًا الحكومة بضرورة تعديل السياسات التي تؤخر إصدار هذه الموافقات حتى ترى المشروعات المؤجلة النور.

وردًا على ذلك، قال وزير الطاقة الكندي، إن الحكومة تعمل على مراجعة السياسات التشريعية الخاصة بالموافقة على المشروعات الصناعية الكبيرة، وكذلك محطات الطاقة النووية في كندا من خلال إزالة التداخل بين التقييمات الإقليمية والفيدرالية.

وقال ويلكنسون، إن تفاصيل تلك المراجعة، التي سيكون لها تأثير خاص في أنشطة التعدين، سيجري إعلانها في غضون الأشهر القليلة المقبلة.

الطاقة النووية في كندا

في المقابل، تُواجه الرغبة في التوسع النووي بمعارضة شديدة مدعومة باتهامات تستند إلى حجة عدم إجراء تقييم للمخاطر بصورة كافية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال غريتشن فيتزغيرالد، مدير برامج مجموعة سييرا، إحدى المجموعات البيئية الكندية، إن المجموعة تعارض تطوير مشروعات الطاقة النووية في كندا، بسبب النفايات الخطرة والتكلفة العالية وارتباطها بالأسلحة.

وأضاف "فيتزغيرالد": "لقد فشلت كندا مراراً وتكراراً في إنشاء عمليات تقييم بيئي صالحة وتنظيم مستقل لصناعة الطاقة النووية، ما يُعرّض المجتمعات للخطر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق