يزداد الطلب العالمي على الغاز المسال في الآونة الأخيرة، وشرعت دول عدّة -من بينها قطر- في إبرام اتفاقيات طويلة الأجل لضمان أمن إمداداتها، خاصة بعد التقلبات الشديدة التي شهدتها الأسواق في أعقاب الحرب الأوكرانية.
وأظهرت الدوحة دورًا مهمًا في تلبية طلب أكبر الاقتصادات الأوروبية والآسيوية، إذ وقّعت اتفاقيات توريد إلى ألمانيا والصين وبنغلاديش والهند، في ظل محاولات الدول خفض اعتمادها على الغاز الروسي وتجنّب فاتورة السوق الفورية الباهظة.
وتستعد شركة قطر للطاقة ببرنامج ناقلات ضخم لنقل هذه الشحنات إلى الوجهات المختلفة، وتُركّز على الناقلات فائقة الحجم المزودة بتقنيات فريدة، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
البرنامج القطري
تضمنت توقعات الطلب العالمي على بناء ناقلات الغاز المسال، حصة لقطر للطاقة، خاصة أن الشركة تستهدف برنامجًا يغطي طلبات التوريد لديها.
وتوقّع الرئيس التنفيذي لشركة جي تي تي (GTT) الفرنسية المعنية بتصميم مكونات الناقلات فيليب بيرتيروتييه أن ترفع شركة قطر للطاقة طلبات بناء ناقلات من طراز كيو ماكس (Q-MAX) إلى 18 ناقلة.
وكشف توقيع عقود بناء 8 ناقلات منها حتى الآن، وفق تصريحات له نقلها موقع تريد ويندس نيوز (Trade Winds News).
وتتبنى شركة قطر للطاقة برنامجًا يشمل عدة مراحل من بناء الناقلات في أحواض السفن الصينية والكورية الجنوبية، ونشرت منصة الطاقة المتخصصة أبرز ملامحه منتصف شهر فبراير/شباط الجاري 2024.
ويعدّ برنامج ناقلات الغاز المسال -الذي تتبنّاه شركة قطر للطاقة- أحد ركائز إستراتيجيتها للتطوير، والتي تتضمن توسعة الحقول الإنتاجية وتوقيع اتفاقيات طويلة الأجل.
وتستهدف شركة قطر للطاقة بناء ناقلات جديدة من طراز كيو ماكس العملاقة والأكبر عالميًا، التي قد تتسع إلى 271 ألف متر مكعب، بتكلفة تُقدَّر بنحو 330 مليون دولار.
الطلب العالمي
قد يرتفع سقف طموحات قطر للطاقة ليتجاوز عدد ناقلات الغاز المسال في برنامجها 100 ناقلة، لمواكبة حجم التعاقدات وصفقات التوريد الموقعة بالفعل.
وبشكل مؤقت، تغلبت الشركة على نقص الناقلات الحالية، عبر توقيع اتفاقيات استئجار وتشغيل وفق عقود محددة المدة، لكن السعة المحدودة لهذا الناقلات عززت تطلعات الشركة نحو بناء ناقلاتها الخاصة من طراز كيو ماكس.
وتتطلب توسعات مشروعات الغاز المسال العالمية، واتفاقيات التوريد والتعاقدات المبرمة، زيادة عدد الناقلات الجديدة.
وتتوافق خطط زيادة أسطول الناقلات العالمي، مع ارتفاع ملحوظ في عدد المحطات قيد البناء وحجم الطلب، إذ يتغلب النقل البحري في أحيان كثيرة على تحديات وصول الغاز عبر تدفقات خطوط الأنابيب.
وقال فيليب بيرتيروتييه، إن الطلب العالمي على مشروعات الغاز المسال، والمحطات الجديدة، يتطلب بناء 95 ناقلة.
وكانت شركة سامسونغ هيفي إندستريز (Samsung Heavy Industries) قد طالبت "جي تي تي"، مطلع العام الجاري، بتصميم خزانات لنحو 15 ناقلة جديدة، بسعة 174 ألف متر مكعب، دون أن تفصح عن الشركة المالكة لها، حسب الموقع الإلكتروني للشركة الفرنسية.
ويعتمد تصميم الخزان على تقنيات مبتكرة طورتها شركة "جي تي تي"، على أن تُسَلَّم هذه الناقلات خلال المدة من نهاية عام 2026 حتى نهاية 2028.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة تستعد لصفقات الغاز المسال ببرنامج ناقلات ضخم
- أسعار ناقلات الغاز المسال تصل إلى 250 مليون دولار.. والصين تبرم صفقة ضخمة
- قطر للطاقة تُطلق اسم وزير خارجية أميركا الأسبق على أول ناقلة في أسطولها
اقرأ أيضًا..
- وزير: لدينا ميزة تضمن استمرار الطلب على النفط السعودي
- تاريخ محطات الطاقة النووية وسر تفوق الصين (مقال)
- النفط في غايانا يشعل الصراع بين شركات الطاقة الأميركية