شل تنحاز لأرباح النفط والغاز وتطرح أصولًا متجددة في أميركا للبيع
هبة مصطفى
تعتزم شركة شل العالمية (Shell) اتّباع نهج مختلف عن غالبية شركات الطاقة الكبرى، إذ في الوقت الذي تتوسع فيه خطط الطاقة المتجددة والنظيفة للشركات، تجدد الشركة الأنغلوهولندية تمسّكها بالموارد الأكثر ربحية.
وطرحت شركة تابعة لشركة الطاقة العالمية بيع ما يُقدَّر بنحو "رُبع" أصولها في أميركا، في خطوة سبق أن أُنجزت بنجاح في أصول متجددة في بريطانيا وألمانيا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويبدو أنّ تغير القيادات الإدارية في شل، مطلع العام الماضي 2023، أدى إلى تعديل سياستها بالتركيز على موارد النفط والغاز ذات العوائد القوية والأرباح المرتفعة، بعد أن اهتمت لمدة بشراء أصول الطاقة النظيفة التزامًا بخطط الحياد الكربوني والأهداف المناخية، مثل باقي الشركات.
بيع الأصول الأميركية
تمتلك شركة شل -عبر وحدتها المعنية بالطاقة الشمسية في أميركا، سافيون (Savion)- أصول توليد وتخزين ما زالت قيد التطوير، وتطرح سافيون حاليًا بيع مشروعات كاملة أو حصص من مشروعات أخرى.
وتولّى الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، وائل صوان، مهام عمله رسميًا في يناير/كانون الثاني 2023، خلفًا لسلفه "بن فان بيردن" الذي تولّى عمله عام 2014.
وخلال مدة عمل "بيردن"، استحوذت شل على سافيون عام 2021، ضمن إطار مساعي توسعة نشاط الشركة في المشروعات منخفضة الكربون، ولم تعلن قيمة الصفقة حتى الآن.
ويبدو أن وائل صوان يحمل إستراتيجية مختلفة عن بيردن، إذ أشار إلى أن امتلاك أصول الطاقة المتجددة يدرّ مكاسب منخفضة، ومقابل ذلك، ستتجه الشركة إلى الوصول لإمدادات كهرباء منخفضة الكربون تتسم بسهولة بيعها وتداولها، طبقًا لتصريحات له في يونيو/حزيران 2023.
وطرحت ذراع شل المتجددة في أميركا بيع ما يقرب من ربع أصولها، وأسندت إلى بنك جيفريز الاستثماري مهمة إدارة عملية بيع ما يُقدَّر بـ10.6 غيغاواط من هذه الأصول، سواء وحدة واحدة أو حصص منفصلة، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الخميس 29 فبراير/شباط 2024.
الأرباح أولًا
تستند إستراتيجية إدارة الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان على تعزيز المشروعات الأكثر ربحية، وبإمكان وصول سهل لمشروعات منخفضة الكربون وقابلة للبيع أو التفكيك، مستبعدًا الاحتفاظ بأصول نظيفة ومتجددة تستغرق وقتًا وتكلفة في تطويرها.
وتعكس هذه الرؤية عودة الشركة الأنغلوهولندية للتركيز على الوقود الأحفوري مرة أخرى، نظرًا لموثوقية هوامش أرباحه المرتفعة، وثبات إنتاج النفط والغاز الطبيعي.
ويعدّ هذا التصور موقفًا مختلفًا عن كبريات شركات الطاقة، التي سعت خلال السنوات الأخيرة لتعزيز محفظتها بمشروعات طاقة نظيفة ومتجددة تسهم في تحقيق أهدافها المناخية.
وتطور سافيون الأميركية مشروعات طاقة شمسية وتخزين بقدرة 39.1 غيغاواط، وانتهت -حتى الآن- من مواقع بقدرة 2.3 غيغاواط، في حين لم تعلن بعدُ قيمة أصولها المنتشرة بالبلاد.
ويخضع تقييم قيمة الأصول لأسعار الكهرباء في المواقع التي تنتشر بها المشروعات.
بيع أصول عالمية
لم تكن عملية البيع المرتقبة الأولى من نوعها للشركة الأنغلوهولندية، إذ سبق أن تخارجت من مشروعات في بريطانيا وألمانيا، وتخلّت عن مشروعات تطوير طاقة الرياح البحرية العائمة، وقلّصت حضورها في قطاع الهيدروجين.
ويبدو أن تركيز الشركة الأنغلوهولندية على أرباح النفط والغاز القوية، سيدفعها للتخلّي حتى عن مشروعات للوقود الأحفوري غير المجدية، مثل مشروعات برية للنفط في نيجيريا، ومشروعات تكرير أيضًا.
ومن جانب آخر، امتدت إجراءات تعزيز الأرباح إلى خفض عدد موظفي الشركة، سواء في مشروعات الوقود الأحفوري أو المشروعات منخفضة الكربون، لتوفير سيولة نقدية تصل إلى 3 مليارات دولار.
وشهدت الأصول المتجددة للشركة انخفاضًا في تقييم أجرته شركة كيه بي إم جي (KPMG)، وأعلنته قبل أيام.
وكانت نتائج أعمال شركة الطاقة الأنغلوهولندية لعام 2023 قد رصدت انخفاض الأرباح بنسبة 29% مقارنة بالعام السابق له، مسجلة 28.25 مليار دولار
موضوعات متعلقة..
- شل تتطلع لزيادة أرباحها من الطاقة المتجددة بجانب خفض الانبعاثات
- نتائج أعمال شل في 2023 تهبط بالأرباح 30%
- اعتبارات تغير المناخ تهدد بتراجع الاستثمارات العالمية.. شركات الطاقة أبرز الضحايا
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال أكوا باور السعودية في 2023 تشهد قفزة استثنائية
- ذكرى غزو أوكرانيا.. 11 تقريرًا ترصد تطورات أسواق الطاقة (ملف خاص)
- قطاع الغاز في الجزائر.. احتياطيات كبيرة ومصدر مهم محليًا وعالميًا (تقرير)