مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يواجه عقبة جديدة.. وحلم موريتانيا يتأجل
هبة مصطفى
بعد أن تعلقت الأنظار بإنتاج وشيك محتمل من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، واجه المشروع تأخيرًا جديدًا -في مسلسل متكرر- قد يعطّل بدء التشغيل وتصدير أولى الشحنات.
وتأجّل إنتاج أول غاز مسال من الموقع المكتشف عام 2015 قبالة سواحل السنغال وموريتانيا، حتى نهاية العام الجاري 2024، حسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وجاء هذا التراجع رغم وصول سفينة الغاز المسال العائمة إلى موقعها المخطط، منتصف فبراير/شباط الجاري، بعد رحلة استغرقت 3 أشهر منذ انطلاقها من حوض لبناء السفن في سنغافورة، في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويُطَوَّر المشروع بشراكة رباعية بين: شركة النفط البريطانية بي بي (BP)، وكوزموس إنرجي (Kosmos Energy) الأميركية، وشركة النفط الوطنية في السنغال بتروسين (Petrosen)، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات (SMH).
إرجاء جديد
كانت سفينة الغاز المسال العائمة (FLNG) -الذراع الرئيسة لمشروع تورتو أحميم للغاز المسال، التي يطلق عليها جيمي- قد وصلت إلى حدود موريتانيا والسنغال البحرية، قبل أيام.
ووفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يبدو أن التأخير يأتي من وحدة التخزين والإنتاج والتفريغ العائمة (FPSO) التي ما زالت تخضع للفحص والإصلاح، في حوض تينيريفي الإسباني.
وتُشير التوقعات إلى أن إتمام الإصلاحات ووصول الوحدة إلى موقع المشروع سيكون بحلول الربع الثاني من العام الجاري، لتدخل بعد ذلك في مرحلة التوصيل النهائي والربط بمرافق المشروع على الحدود البحرية لموريتانيا والسنغال، قبل بدء تشغيلها.
ورغم أن إنتاج تدفقات الغاز الأول من المشروع كان يُخطط لها في الربع الثالث من العام الجاري، فإن تأخُّر وحدة التخزين والإنتاج والتفريغ أجل هذه الخطط إلى الربع الرابع، حسب بيانات وردت في التحديث السنوي لنتائج أعمال شركة كوزموس لعام 2023، المنشورة في موقعها الإلكتروني.
من جانبها، أرسلت منصة الطاقة المتخصصة طلبًا للتعليق إلى وزارة البترول والمعادن الموريتانية، لكنها لم تتلقَّ ردًا.
تقدم ملحوظ
تعدّ شركة النفط البريطانية بي بي أحد أكبر مطوري مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، وأيّدت أيضًا توقعات كوزموس إنرجي بإكمال تطوير وحدة التخزين والإنتاج والتفريغ في الربع الثاني من العام الجاري، طبقًا لما نقله عنها موقع أويل برايس (Oil Price).
وعدّدت كوزموس إنرجي الإنجازات التي أحرزها الشركاء في مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، رغم تأخير بدء الإنتاج والتصدير.
وشملت النجاحات المرصودة خلال العام الماضي 2023 وحتى الآن إتمام حفر آبار المشروع الأربعة بنتائج إيجابية تعزز تصورات الإنتاج وترفعها إلى مستويات تفوق تطلعات إنتاج المرحلة الأولى من المشروع.
وأنجز الشركاء في المشروع تركيب خطوط البحرية، وتُشير خطوات التقدم إلى إمكان إتمام التركيبات البحرية بالكامل خلال الربع الثاني من العام.
وتُوسع كوزموس نشاطها في السنغال، إذ تشغِّل حقل الغاز "ياكار- تيرانغا" بحصّة قدرها 90%، وبموافقات حكومية صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي، غير أنها تُخطط لخفض هذه الحصة إلى 33%، مع الإبقاء على مهمتها بصفتها مشغلًا.
مشروع تورتو أحميم
قد يشكّل تأخّر بدء مشروع تورتو أحميم للغاز المسال تحديًا جديدًا أمام خطط التصدير إلى أوروبا، والتي تتبنّاها شركة النفط البريطانية بي بي، بجانب أنه يضيف عبئًا جديدًا على ميزانية المشروع.
ومن المقرر أن تشهد مرحلة الإنتاج الأولى استقبال وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ لتدفقات الغاز والسوائل، من الآبار العميقة.
وتعدّ هذه الخطوة تمهيدًا لنقل الإمدادات إلى سفينة الغاز المسال العائمة، التي تصل سعتها إلى 2.3 مليون طن سنويًا، وفق ما نشره موقع أبستريم أون لاين (Upstream Online).
وكان مخطط بدء الإنتاج التجاري من المشروع العام الماضي 2023، لكنه واجه منذ انطلاقه تحديات متكررة، أرجأت الاحتفال بتصدير أول شحنة غاز مسال إلى الربع الرابع من العام الجاري حتى الآن.
ويقوم المشروع على 3 مراحل، إذ يستهدف من المرحلة الأولى إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ويُخطط لمضاعفة الإنتاج إلى 5 ملايين طن سنويًا في المرحلة الثانية، ليصل إلى سعته القصوى في المرحلة الثالثة مع إنتاج 10 ملايين طن سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- إنجاز مهم لمشروع تورتو أحميم للغاز المسال.. وترقب بدء الإنتاج
- احتجاجات السنغال تخاطر بقطاع الطاقة.. هل يتأثر مشروع تورتو أحميم؟ (تقرير)
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يتلقى دفعة جديدة نحو الإنتاج
اقرأ أيضًا..
- أزمة السيارات الكهربائية مستمرة.. ورئيس شركة عملاقة يحذر من حمام دم
- تقرير صادم.. أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تتأخر 10 سنوات على الأقل
- المغرب ينقذ بريطانيا بأطول خط كهرباء بحري في العالم