الطاقة النظيفة في السعودية.. المملكة تستعد لقيادة قطاع الهيدروجين عالميًا
سامر أبو وردة
يشهد قطاع الطاقة النظيفة في السعودية، خلال السنوات الأخيرة، تطورات غير مسبوقة، تستهدف المملكة من خلالها تحقيق هدف تنويع مزيج الكهرباء، والوصول إلى الحياد الكربوني.
وتبذل المملكة جهودًا كبيرة في إطار مساعي التحول الطاقي، وتتسارع وتيرة مشروعات الطاقة المتجددة؛ إذ أصدرت وزارة الطاقة نحو 12.6 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية، إضافة إلى مشروعات ضخمة في قطاع الهيدروجين الأخضر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتضمّن "رؤية 2030" إضافة 54 غيغاواط من الطاقة النظيفة في السعودية إلى شبكة الكهرباء، تُشكّل الطاقة الشمسية ما يصل إلى نصفها، ويتوزّع النصف الآخر بين أنواع الطاقات الأخرى.
مركز تطوير تقنيات الطاقة النظيفة
تواصل المملكة الجهود البحثية التي تستهدف تطوير تقنيات الطاقة النظيفة في السعودية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 28 يناير/كانون الثاني (2024)، أُبرم اتفاق بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" وشركة أكوا باور، لتأسيس مركز أبحاث مشترك بمسمى "مركز تطوير تقنيات الطاقة النظيفة وتحلية المياه" في السعودية.
وجاء إنشاء المركز بهدف إجراء الدراسات والأبحاث العلمية والتطوير التقني بقطاع المياه والطاقة النظيفة في السعودية، وفق الموقع الرسمي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ومن المقرر أن تتركز جهود المركز البحثية على تطوير تقنيات الطاقة النظيفة في السعودية ومنها الطاقة الشمسية، وتقنيات الأجهزة المساندة لمحطات الطاقة الكهروضوئية للظروف المناخية القاسية.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل المركز على تطوير تقنيات تخزين الطاقة لدعم شبكات الطاقة المستقبلية.
الطاقة المتجددة في السعودية
تهدف المملكة إلى تحقيق مزيج الطاقة الأمثل، والأكثر كفاءة والأقل تكلفة في إنتاج الكهرباء، وذلك بالتخلص من الوقود السائل في إنتاج الكهرباء والاعتماد على الغاز ومصادر الطاقة المتجددة، التي ستشكل قرابة 50% لكل منهما، من مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.
وتتضمّن السطور التالية استعراضًا لأبرز مشروعات الطاقة النظيفة في السعودية:
محطة سكاكا
بدأت محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية -الواقعة في منطقة الجوف شمال المملكة- العمل سنة 2020، كأولى محطات الطاقة المتجددة في السعودية على مستوى المرافق، بطاقة إنتاجية نحو 300 ميغاواط.
وتبلغ تكلفة إنتاج الكهرباء في محطة سكاكا نحو (0.09 ريالًا سعوديًا (2.34 سنتًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة.
وتُسهم المحطة في خفض الانبعاثات الكربونية بحجم 530 ألف طن سنويًا، من خلال توفير الكهرباء المتجددة لنحو 55 ألف منزل.
محطة رياح دومة الجندل
ضمن أهم مشروعات الطاقة النظيفة في السعودية، دخلت محطة دومة الجندل -الواقعة في منطقة الجوف شمال السعودية- حيز التشغيل التجاري عام 2022، بوصفها أول محطة طاقة رياح يشهدها قطاع الطاقة المتجددة في السعودية، بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 400 ميغاواط.
وتبلغ تكلفة إنتاج الكهرباء في محطة دومة الجندل نحو 0.075 ريالًا (1.99 سنتًا) لكل كيلوواط/ساعة.
وتُسهم المحطة في خفض الانبعاثات الكربونية بحجم مليون طن سنويًا؛ إذ توفر الكهرباء النظيفة لنحو 70 ألف منزل.
محطة جدة للطاقة الشمسية
دخلت محطة جدة للطاقة الشمسية –الواقعة في مدينة جدة الصناعية الثالثة (50 كيلومترًا جنوب شرق مدينة جدة)- حيز التشغيل عام 2022، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ميغاواط.
وتُسهم المحطة في خفض الانبعاثات الكربونية بحجم 430 ألف طن سنويًا؛ إذ توفر الكهرباء النظيفة لنحو 45 ألف منزل.
محطة سدير للطاقة الشمسية
بدأ التشغيل التجاري للمرحلة الأولى من محطة سدير للطاقة الشمسية -الواقعة في مدينة سدير الصناعية بالرياض- عام 2023، بسعة 1500 ميغاواط.
وتبلغ تكلفة إنتاج الكهرباء في محطة سدير نحو 0.046 ريالًا (1.23 سنتًا) لكل كيلوواط/ساعة، وتُعد ثاني أقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية عالميًا.
وتُسهم المحطة في خفض انبعاث نحو 2.9 مليون طن من الكربون سنويًا؛ إذ توفر الكهرباء النظيفة لنحو 185 ألف وحدة سكنية.
مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية
من المتوقع تشغيل مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية - على بعد 80 كيلومترًا جنوب مدينة جدة- على مرحلتين عام 2025، بطاقة إنتاجية للمحطتين نحو 2.66 غيغاواط، موزّعة بين 600 ميغاواط للمحطة الأولى، و2.06 غيغاواط للمحطة الثانية.
ومن المقرر أن يُسهم المشروع في منع انبعاث 4.28 مليون طن من الكربون سنويًا، إذ سيوفر الكهرباء النظيفة لنحو 450 ألف وحدة سكنية.
وضمن مشروعات الطاقة النظيفة في السعودية، تأتي محطة رابغ للطاقة الشمسية بسعة 300 ميغاواط، ومحطة القريات للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 200 ميغاواط.
قطاع الهيدروجين
شهد مؤتمر "الطاقة النظيفة 2024"، الذي انعقد بالمملكة، في يناير/كانون الثاني 2024، التركيز على التحركات المكثفة للحكومة السعودية في قطاع الطاقة النظيفة في السعودية، ولا سيما قطاع الهيدروجين؛ ما يؤهّلها لقيادة مستقبل هذه السوق إقليميًا ودوليًا.
وقال رئيس قسم تطوير الأعمال بمجموعة «أمارينكو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وليد الحلاج، إن السعودية تمتلك المؤهلات التي تؤهلها لتقود مجال الهيدروجين الأخضر، خاصة ما يحدث في أكبر مشروع بالعالم في نيوم.
وأضاف الحلاج أن السعودية تسعى لتثبيت مكانتها في قيادة المنطقة والعالم بقطاع الهيدروجين الأخضر، كما هي رائدة بمجال النفط.
أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم
في إطار جهود تطوير قطاع الطاقة النظيفة في السعودية، وُقِّعَت، في عام 2020، اتفاقية شراكة بين شركة نيوم وشركتي أكوا باور السعودية وإير بروداكتس الأميركية، أسفرت عن تأسيس شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر".
كانت تلك الاتفاقية أولى خطوات مدينة نيوم -الواقعة على ساحل البحر الأحمر شمال غرب السعودية- نحو التحول إلى لاعب رئيس في سوق الهيدروجين عالميًا، إذ مثّلت أول استثمار للمدينة في قطاع الطاقة المتجددة، من خلال بدء خطوات فعلية لتنفيذ أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم.
وسيعتمد المصنع على مصادر الطاقة النظيفة في السعودية، ولا سيما الطاقة الشمسية والرياح في توليد الكهرباء اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتستهدف المملكة من تنفيذ المصنع توفير الهيدروجين الأخضر بوصفه وقودًا نظيفًا لقطاع النقل والمواصلات، واستعماله في صناعة الكيماويات.
يشار إلى أنه مع بداية تشغيل المصنع سيُصدّر كامل إنتاجه إلى الخارج، على هيئة أمونيا خضراء؛ إذ سيكون الشريك الأميركي هو المشتري الحصري للأمونيا الخضراء، مع نقله إلى الأسواق العالمية.
موضوعات متعلقة..
- أكوا باور السعودية تتعاون مع مركز أبحاث ياباني لتعزيز قدرات الطاقة النظيفة
- أوكساجون السعودية.. أكبر تجمع صناعي عائم في العالم يعمل بالطاقة النظيفة 100%
- الهيدروجين الأخضر في السعودية.. هل يكسر معادلة الاقتصاد النفطي للمملكة؟ (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- تاريخ قطاع التعدين في السعودية.. وطفرة عالمية مرتقبة (تقرير)
- مستشار بريطاني: السياسات الخضراء تلحق الضرر باقتصادات الدول الغربية (تقرير)
- مصر تستعين بشركة كورية لإقامة شبكة كهرباء ذات جهد عالٍ فائق