4 ركائز رئيسة تدعم التعدين في السعودية للمنافسة عالميًا.. وهذه خطط "الذهب"
الاستثمارات تتجاوز 9 تريليونات دولار
سامر أبو وردة
يُعدّ نظام التعدين في السعودية أحد أهم العناصر التي جرى العمل عليها في إستراتيجية التعدين، في إطار رؤية المملكة 2030، لتوفير مناخ جاذب للاستثمار
ويكشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أبرز الميزات التي جعلت من قطاع التعدين في المملكة منافسًا عالميًا.
وأبرز المديفر -خلال حلقة من برنامج "سقراط"، بعنوان "كيف ستصبح السعودية مركزًا عالميًا للتعدين"- التحديات التي واجهت قطاع التعدين في السعودية، وأهم ركائزه التي ساعدت على مجابهتها.
مرتكزات إستراتيجية التعدين
قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، إن نظام التعدين في السعودية كان أحد أكبر التحديات التي واجهت القطاع.
وأضاف، أن إستراتيجية التعدين بُنيت على 4 ركائز أساسية، أولها توفير المعلومات الجيولوجية الحديثة إلكترونيًا، مشيرًا إلى إنجاز المسح الجيولوجي، وقاعدة البيانات الجيولوجية التي عملت عليها هيئة المساحة الجيولوجية، والتي اكتملت ودُشِّنت في عام 2022.
وكشف المديفر أن المعلومات زادت في قاعدة البيانات الجديدة قرابة 3 اضعاف، مشيرًا إلى أنه يجري تحديث وإضافة المعلومات إليها سنويًا، وتابع: "التحليلات القديمة كانت تتضمن تحليل من 4 إلى 10 معادن في العينة، الآن يجري تحليل قرابة 78 عنصرًا في كل عينة".
أمّا الركيزة الثانية لإستراتيجية التعدين، والتي تميّز نظام التعدين في السعودية، كانت تسهيل عمل المستثمر والتشريعات، لتكون متوازنة شفافة، بحيث تجذب الاستثمارات المحلية والعالمية للقطاع، وفقًا لنائب وزير الصناعة لشؤون التعدين.
وأكد المديفر أن الركيزة الثالثة هي التوازن المجتمعي والحفاظ على البيئة والخدمة المجتمعية والاستدامة، مبينًا أن عامل توفير الموارد البشرية يُعدّ جزءًا من الاستدامة، ونتج عنها العديد من الأعمال مثل إنشاء معهد التدريب، ومؤخرًا برنامج هندسة التعدين وعلوم الأرض في جامعة البترول والثروة المعدنية.
وأوضح نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين أن الركيزة الرابعة هي التصنيع، وأن سلسلة الإمداد والقيمة للمعادن الصناعية كبيرة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "يحقق تعدين الفوسفات وتصنيعه 4 أضعاف قيمته بصفته خامًا، والألمنيوم 20 ضعفًا، كما يضيف تصنيع التيتانيوم الذي يُستعمَل في صناعة الطائرات والصواريخ قيمة كبيرة، إذ تُعدّ المملكة -حاليًا- خامس دولة عالميًا في إنتاجه".
وكشف أن القيمة الاقتصادية الفعلية للتعدين في السعودية تتجاوز الـ9 تريليونات دولار بكثير، مبينًا أن الـ9 تريليونات دولار هي القيمة الاقتصادية الممكن استخراجها الآن بالتقنيات الحديثة، وبتوفر البنى التحتية، وبالطلب المحلي.
نظام التعدين
يؤكد المهندس خالد المديفر أن النظام الجديد للتعدين في السعودية يوفر استقرار الرخصة للمستثمر، إذ يتيح تحويل رخصة الكشف إلى رخصة تعدين، ويمكن رهنها للحصول على تمويل، ويمكن بيعها ومشاركتها مع آخرين.
وقال، إن نظام التعدين في السعودية واضح وشفاف ومنافس عالميًا، ويحقق التوازن المطلوب بين البيئة والمجتمع والاستثمار، إذ تُجرى دراسات حماية البيئة والأثر الاجتماعي، وتُقدّم الخطط قبل إصدار الرخصة.
وأضاف نائب وزير الصناعة أن نظام التعدين في السعودية يُعدّ من أحدث الأنظمة وأفضلها، مشيرًا إلى أنه ينافس نظام التعدين في أونتاريو الكندية، الذي يعدّ الأفضل في العالم.
ويرى المديفر أن الزيادة في الاستثمار الأجنبي بقطاع التعدين في المملكة، البالغة نسبتها 50%، جاءت بعد أن صار نظام التعدين في السعودية جاذبًا للاستثمار بفضل الضمانات والتسهيلات والحوافز المالية، إضافة إلى دعم الأنظمة الإلكترونية ومنصة التعدين.
وأشار إلى زيادة رخص الاستكشاف بمعدل 4 أضعاف، وزيادة رخص البناء بمعدل 3 أضعاف، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "عندما بدأنا في 2021، لم يكن لدينا أيّ رخص لشركة أجنبية، الآن 25% من الطلبات تزيد عن 500 طلب لشركة أجنبية مسجلة في المملكة استثمارًا أجنبيًا".
الذهب في المملكة
أشار نائب وزير الصناعة لشؤون التعدين إلى أن المملكة تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية للذهب بمعدل 10 أضعاف الإنتاج الحالي.
وأوضح أن المملكة تملك العديد من مناجم الذهب، مثل مهد الذهب والصخيبرات وبلغة والأمار، إضافة إلى الدويحي والمنصور ومسرة، الذي يعدّ من أكبر مناجم الذهب حجمًا واستثمارًا في الشرق الأوسط.
وأضاف: "تستورد المملكة بما يقارب 3 مليارات دولار سنويًا -وفق سعر الذهب- تحتاج إليه في صناعة المجوهرات"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبيّن وجود زيادة بنحو 20% في كميات الذهب بسبب الاكتشافات وتراخيص الكشف التي صدرت خلال السنوات الـ5 الأخيرة.
وقال، إن الذهب يحتاج إلى استكشاف، وإلى المزيد من رخص الكشف، مشيرًا إلى اكتشاف كميات كبيرة في الحزام القريب بين الطائف والرياض، موضحًا أن تسريع الاستكشافات يتطلب استعمال تقنيات متطورة.
ولفت المهندس خالد المديفر إلى وجود شركتين أجنبيتين، إحداهما تعمل مع شركة معادن، والأخرى تعمل منفردة، تُقدّمان تقنيات متطورة للاستخراج، تستعمل أنظمة الروبوتكس وأدوات المسح الجيوفيزيائي، تسمى تقنية التايفون.
وتابع: "هذه التقنية استُعمِلَت في اكتشافين فقط، أحدهما في قارة أفريقيا، والثاني في الولايات المتحدة".
وواصل: "في أعوام 2015 و2016، كانت المملكة من أقل الدول في العالم إنفاقًا على الكشف، والآن تضاعفَ إنفاقنا، ونحتاج إلى الصبر حتى يظهر الإنتاج".
وبحسب المديفر، فقد أعلنت "معادن" أنها تمكنت من استخراج ذهب، وكذلك هناك مشروع لإحدى الشركات الخاصة مع شريك أجنبي يجري العمل على بنائه في الجنوب.
موضوعات متعلقة..
- "منجم ذهب".. منطقة عسير تدعم إستراتيجية المعادن في السعودية (تقرير)
- قيمة ثروات التعدين في السعودية تتجاوز 2.5 تريليون دولار
- السعودية والمملكة المتحدة تتعاونان في قطاع المعادن.. واستثمارات مرتقبة
اقرأ أيضًا..
- تراجع صادرات النفط لـ5 دول عربية خلال 2023.. وارتفاعها في مصر (رسوم بيانية)
- شركة نفط عالمية ديونها تتجاوز 100 مليار دولار
- أول محطة طاقة شمسية في اليمن تستقبل معدات إماراتية (صور)