المضخات الحرارية في أميركا تتلقى 230 مليون دولار
وزيرة الطاقة تقول إن المضخات تفعل المعجزات
أسماء السعداوي
حققت المضخات الحرارية في أميركا نموًا سريعًا، وهو ما دفع نحو تخصيص ما يزيد على 230 مليون دولار لدعم التصنيع المحلي للأجهزة ومكوناتها.
وفي 14 فبراير/شباط الجاري، أعلنت الحكومة تخصيص 63 مليون دولار لتسريع تصنيع المضخات الحرارية في كل أنحاء أميركا، وهو ما سيعزز الصناعة المحلية، ويوفر ما يصل إلى ألف و700 فرصة عمل في 13 ولاية، وسيخفض فواتير الطاقة، ويحسّن الصحة العامة.
يُضاف ذلك المبلغ إلى تمويلات بقيمة 169 مليون دولار من الحكومة الفيدرالية في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023)، لزيادة قدرات تصنيع المضخات الحرارية ومكوناتها مثل الضواغط.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تجاوزت مبيعات المضخات الحرارية في أميركا أجهزة التدفئة العاملة بحرق الغاز الطبيعي.
وخلال فصل الشتاء، تنقل المضخات الحرارة من خارج المنزل وتستعملها لتدفئته، في حين تنقل الحرارة داخل المنزل للخارج في أشهر الصيف.
مميزات المضخات الحرارية
تقول وزارة الطاقة، إن المضخات الحرارية تُسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزز الأمن القومي، وتكافح أزمة تغير المناخ، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
ويمكن للمضخات الحرارية خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بغلايات الغاز العاملة بالغاز، ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 75% بحلول عام 2030.
وعلّقت وزيرة الطاقة، جينيفر غرانهولم، على زيادة الدعم الحكومي لإنتاج المضخات الحرارية، بقولها، إن المضخات الحرارية في أميركا تلقى رواجًا كبيرًا، وتفعل المعجزات لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة إكس، قالت الوزيرة: "نستثمر 63 مليون دولار لتسريع تصنيع المضخات الحرارية، واللحاق بركب الطلب المتزايد، وتوفير فرص عمل برواتب جيدة".
من جانبه، يقول مساعد الرئيس، مستشار شؤون المناخ، علي الزيدي: "أعتقد أننا نشهد تغييرًا كبيرًا في أنحاء البلاد بشأن طريقة تدفئة وتبريد الناس منازلهم.. منذ مدة طويلة من الزمن، بدأنا في قطاع البناء، حيث كنا نتساءل بشأن ما إذا كنا سنجد أداة إزالة الكربون من منازلنا وأماكن عملنا، لقد وجدنا تلك الأداة".
والهدف الرئيس من وراء تعزيز انتشار المضخات الحرارية في أميركا هو التخلي عن استعمال الغاز بالمنازل وكهربتها بالكامل، وحتى في حالة تشغيل مضخة حرارية تعمل بوساطة الكهرباء المنتجة من مصادر أحفورية، ستكون أفضل حالًا وأكثر فاعلية من تلك العاملة بالغاز.
وتشير تقديرات إلى أن التحول إلى التدفئة بوساطة المضخات الحرارية سيوفر أكثر من 550 دولارًا سنويًا لأسرة أميركية متوسطة.
ويقدّم قانون خفض التضخم الصادر في عام 2022 آلاف الدولارات في صورة إعفاءات ضريبية أو خصومات لكل منزل يتحول لاستعمال المضخة الحرارية للتدفئة، بحسب تقرير نشرته منصة "وايرد" (WIRED) والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتقول وزيرة الطاقة، إن الإدارة في تمويلها الجديد استندت إلى قانون الإنتاج الدفاعي، وهو تشريع يمنح الرئيس صلاحيات في حالات الطوارئ لضمان توريد المواد اللازمة للدفاع القومي واستُعمِل هنا لمكافحة تغير المناخ.
وأضافت أن دولارات قانون الإنتاج الدفاعي سترفع التصنيع المحلي للمضخات الحرارية لتلبية الطلب المتزايد من قِبل المستهلكين وخفض الانبعاثات وتوفير فرص عمل بقطاع الطاقة النظيفة بأنحاء البلاد.
أمن الطاقة والمناخ
تساعد المضخات الحرارية في أميركا بتحقيق أمن الطاقة لأنها كهربائية بالكامل؛ لذلك يمكن تشغيلها بوساطة إمدادات الشبكة العاملة بمصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، كما صُنِّعَت داخل الولايات المتحدة.
ويُبطئ خفض الانبعاثات عبر إزالة الكربون من المباني باستعمال المضخات الحرارية من وتيرة ظاهرة تغير المناخ، ويحدّ من وطأة حرائق الغابات المدمرة والأعاصير والظواهر المناخية الأخرى.
يقول مستشار الرئيس لشؤون المناخ علي الزيدي: "الطاقة وأمن المناخ، نعترف بأن الاثنين من المستحيل فصلهما.. الأساس الحقيقي هنا هو الاعتراف بأن أمننا القومي يتأثر بحلول خفض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري".
وبحسب الزيدي، فالمضخات الحرارية جيدة للأمن الاقتصادي لأن زيادة قدرات الإنتاج المحلي لكامل المكونات توفر فرص عمل ضخمة.
كما تتسارع جهود الولايات بشكل منفرد لتبنّي وتعزيز الصناعة، وفي الأسبوع الماضي، تعهدت 9 ولايات برفع حصة المضخات الحرارية إلى 90% من عمليات التدفئة والتبريد وتسخين المياه بحلول عام 2040.
واختتم الزيدي حديثه بقوله: "تغمرنا الثقة فعلًا بشأن استمرارنا.. ليس فحسب في الاستثمار بقدرات تصنيع تلك الأشياء، بل نشرها بطريقة تحفّز فرص العمل جيدة الرواتب في جميع أنحاء البلاد".
موضوعات متعلقة..
- المضخات الحرارية تشهد تقنية صينية جديدة.. من هواء إلى ماء
- جيل جديد من المضخات الحرارية يعمل في درجات حرارة دون الصفر
- تراجع مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا يهدد أهداف إزالة الكربون
اقرأ أيضًا..
- 7 خبراء يتحدثون في ذكرى غزو أوكرانيا.. هذه مكانة موسكو في أسواق الطاقة
- اكتشاف الغاز الضخم لشركة مبادلة الإماراتية يفتح الباب لخطوة جديدة
- النفط والغاز في سلطنة عمان يستحوذ على 56% من الاستثمارات الأجنبية
- صادرات المشتقات النفطية الروسية لم تنقطع عن أوروبا وأميركا.. ثغرة التكرير تحل اللغز